أعلنت وزارة الداخلية الجزائرية مساء أمس ان عدد ضحايا الهزة الارضية التي ضربت ولايتي الجزائر وبومرداس مساء الاربعاء الماضي ارتفع الى 1467 قتيلاً و7207 جرحى في حصيلة جديدة موقتة، فيما تتواصل الجهود لإنقاذ الناجين وإنتشال جثث الضحايا من تحت الأنقاض. وفي وقت لاحق اعلن رئيس الحكومة احمد او يحيى ان الحصيلة ارتفعت الى نحو 1600 قتيل. وذكرت الوزارة ان عدد الوفيات في ولاية بومرداس بلغ 955 قتيلاً وفي ولاية الجزائر العاصمة 500 وقتيلاً واحداً، و11 قتيلاً في بقية المناطق المتضررة من ولايات الوسط. وتوقع مصدر قريب الى إدارة العمليات أن يرتفع عدد الضحايا إلى أكثر من ثلاثة الاف، استناداً الى الزيارات الميدانية لفرق الحماية المدنية في مناطق ولاية بومرداس والجزائر العاصمة. وحتى وقت متقدم من مساء امس، لم تتجاوز نسبة الذين جرى انقاذهم 20 في المئة بحسب تقديرات خبراء في عمليات الانقاذ. وتواصلت عمليات الإغاثة والإسعاف، طوال نهار أمس، الذي شهد ارتفاعاً في درجات الحرارة في العاصمة والمناطق القريبة منها. ووصلت امس فرق انقاذ من دول عربية وأوروبية عدة، خصوصاً من المغرب ومصر وليبيا وفرنسا وايطاليا واسبانيا وسويسرا. وأعلن مصدر جزائري مطلع في الحماية المدنية العثور على جثة شقيق الجنرال العربي بلخير مدير الديوان في الرئاسة الجزائرية، تحت انقاذ فندق كبير في منطقة عين الطاية حيث كان في زيارة خاصة. وتواصل توافد المواطنين الى مصلحة حفظ الجثث في مقبرة العالية في العاصمة للتعرف على جثث الضحايا التي تعرضت لتشوهات كبيرة، فيما طلبت الحكومة من كل المقاولين في القطاع الخاص وضع معداتهم، خصوصاً الجرافات في خدمة السلطات المحلية للمساعدة في عمليات الانقاذ وشمل القرار مئات المقاولين والشركات الخاصة. 700 هزة إرتدادية وعاش سكان مختلف أحياء العاصمة وبومرداس ليل الخميس - الجمعة أجواء خوف بعد تردد إشاعات قوية تشير إلى قرب حصول هزة ارتدادية عنيفة في العاشرة ليلاً. وانتشر الخبر في مختلف أنحاء العاصمة، حيث أمضى غالبية السكان الليل في الساحات والحدائق العمومية، فيما رحل آخرون الى مناطق الأحراش الأكثر أمناً مثل بوشاوي غرب العاصمة. وسجلت المستشفيات تزايد عدد الأشخاص المصابين بالتوتر النفسي والقلق بسبب المخاوف المستمرة من حصول زلزال عنيف ثاني. وسجلت "هيئة علم الزلازل في العاصمة حتى مساء الخميس اكثر من 700 هزة أرضية ارتدادية بينها 300 هزة بقوة تراوح بين 3 و4 درجات بمقياس ريختر. وفي العاصمة أدت الأضرار الكبيرة التي أصابت مباني كثيرة الى إثارة حال من الهلع والخوف من تهاوي هذه المباني وسقوط السكان تحت الأنقاض. وعمدت عشرات العائلات في حي بلكور الشعبي إلى إقفال مداخل البنايات ووضع أحزمة لمنع الأشخاص من الدخول إليها بسبب احتمال سقوطها في أي وقت، ما جعل كثير من مباني هذا الحي الشعبي العتيق محظورة على السكان الذين فضلوا البقاء في العراء لليوم الثالث في إنتظار الحصول على خيم أو مبان جاهزة في مناطق أخرى. وشهدت العاصمة الجزائرية ومحيطها لليوم الثالث أمس نقصاً حاداً في الخبز وبعض المواد الضرورية فضلا عن إستمرار تعطل تزويدها بالمياه الصالحة للشرب بسبب تضرر شبكات الربط في السدود الواقعة في ولاية بومرداس والتي تمون الجزائر. كما تعطلت مراكز هاتفية عدة بسبب تعرض أجهزتها للدمار، خصوصاً في منطقة الحراش. وأدى ذلك الى عزل مناطق عدة من الاتصال مثل مطار الجزائر الدولي والمناطق المحيطة به. كما تعطل محول شبكات الهاتف الجوال الحكومي. وفي السياق ذاته، شكلت شركة الخطوط الجوية الجزائرية "لجنة أزمة" بعد تعطل برنامج الرحلات الداخلية والدولية وأنظمة الحجز والاتصالات الداخلية. اضافة الى صعوبة نقل العمال الى أماكن اقامتهم المتضررة. إلى ذلك قررت وزارة الصحة والسكان ابقاء كل الصيدليات على مستوى ولايتي الجزائر و بومرداس مفتوحة طيلة ايام الاسبوع، ومنح كل المساعدات الممكنة للمحتاجين. كما قررت توفير كل المواد الاولية ولادوية الاساسية مجانا للمرضى الذين يعانون من امراض مزمنة. وبدأت قافلة تابعة للاتحاد الطبي الجزائري منذ الخميس دوريات تفقدية للمناطق الثلاث المتضررة. وتزور هذه الفرق المصابين في المستشفيات لتقديم الدعم المعنوي لهم إضافة الى توزيع المواد الطبية الضرورية وتفقد عائلات ضحايا الزلزال لتقديم الدعم المادي والأغذية. ووصل فريق انقاذ مغربي من 45 عنصرا مساء الخميس الى العاصمة في حين كان مقرراً أن تصل، أمس، اربع طائرات من النوع نفسه تنقل مساعدات انسانية. وواصلت فرق الانقاذ الاجنبية وصولها مساء الخميس الى الجزائر للمشاركة في عمليات الانقاذ. وبعد وصول فرق من فرنسا وسويسرا وايطاليا والمانيا واسبانيا في وقت سابق. حطت في مطار هواري بومدين الدولي طائرة المانية خاصة تحمل على متنها فرقة اسعاف تابعة للصليب الاحمر الالماني مزودة اجهزة الكترونية للانقاذ والاغاثة. كما وصلت طائرة ليبية خاصة على متنها 27 طبيبا مختصا في جراحة العظام وفي الجراحة العامة واجهزة طبية وأدوية. كما وصلت طائرة مساعدات انسانية من مصر تحمل 12 طنا من معدات الانقاذ والاسعاف بما في ذلك بطانيات وخيم. واعلنت فرقة الاطفاء في مدينة مانشستر البريطانية أنها بصدد ارسال فريق يتكون من 42 من رجال الاطفاء للمشاركة في عمليات الانقاذ. واوضح الناطق باسم الفرقة ان هذا الفريق اضافة الى كلبين مدربين على البحث عن الاشخاص المحاصرين وسط الانقاض سيتوجه من لندن لمساعدة عمال الانقاذ قرب الجزائر العاصمة. وتلقى الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة أمس عدداً من الاتصالات الهاتفية وبرقيات التعزية بضحايا الزلزال. وقدم الرئيس اللبناني اميل لحود ورئيس الحكومة رفيق الحريري تعازيهما. وأعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عن "أسفه وحزنه للمأساة الإنسانية"، داعياً الحكومات العربية إلى التضامن مع الشعب الجزائري وتقديم الدعم والمعونات للمساعدة في تخفيف آثار هذه المحنة. وقررت قطر تقديم مساعدات عاجلة لضحايا الزلزال، كما بعث الرئيس الايطالي كارلو ازيغليو تشامبي ببرقية تعزية للرئيس بوتفليقة أعرب فيها عن "حزنه العميق".