دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس ابو مازن اسرائيل امس الى "وقف تصعيدها الذي يعرقل جهود السلام"، في الوقت الذي اعلنت مصادر اسرائيلية ان الادارة الاميركية تلح على رئيس الوزراء ارييل شارون ان يزور واشنطن في اقرب وقت للبحث في سبل البدء بتطبيق "خريطة الطريق". واعلن البيت الابيض امس ان الرئيس بوش يدرس القيام بجولة في الشرق الاوسط لتفقد القوات الاميركية راجع ص 5. وشدد ابو مازن في بيان صحافي، بعد الغائه زيارته الى بلدة بيت حانون في شمال قطاع غزة امس بسبب توغل قوات الاحتلال الاسرائيلي فيها مرة اخرى، على "الوضع المأسوي في بيت حانون" التي احدثت توغلات الجيش الاسرائيلي فيها خراباً واسع النطاق في الايام القليلة الماضية قبل انسحابه منها الثلثاء. وشدد ابو مازن في بيانه على ضرورة ان توقف اسرائيل "تصعيدها واجتياحاتها للمناطق الفلسطينية التي تعمل فقط على تغذية دوامة العنف وتساهم في زرع الكراهية بين الشعبين". واضاف انه "لا يوجد حل عسكري للصراع وان هجمات الجيش الاسرائيلي واعتداءاته على المواطنين الفلسطينيين تعرقل عملية السلام". وفي غضون ذلك اكدت مصادر اسرائيلية ان الإدارة الأميركية تلح على شارون لزيارة واشنطن في أقرب وقت "وقبل الخميس المقبل إذا أمكن"، أي قبل مغادرة الرئيس الأميركي جورج بوش الولاياتالمتحدة للمشاركة في اجتماع "الدول الثماني" في ايفيان في منطقة الالب الفرنسية. وعزت المصادر الصحافية الاسرائيلية الحاح الادارة الاميركية الى أن البيت الأبيض معني بالشروع بتنفيذ "خريطة الطريق الدولية" قبل أن تصبح مجرد ورقة يعلوها الغبار في درج الرئيس. لكن المصادر استبعدت أن يتم اللقاء قبل منتصف الشهر المقبل، بداعي انشغال شارون بتمرير خطة التقشف الاقتصادية في الكنيست ثم عيد "العنصرة" اليهودي. وبثت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي مساء امس تقريراً جاء فيه ان ثمة "ضغطاً اميركياً جدياً ومكثفاً" لإرغام شارون على ان يعلن رسمياً القبول ب"خريطة الطريق". واوضحت ان هذا الضغط جاء نتيجة تأكيد ابو مازن للرئيس بوش انه لا يستطيع عمل اي شيء الا بعد اعلان اسرائيل قبولها ب"الخريطة"، وان موقف ابو مازن هذا يلقى تأييداً اوروبياً، الأمر الذي ادى بواشنطن الى ممارسة هذا الضغط. واعلن البيت الابيض امس ان الرئيس بوش يبحث القيام بأول رحلة الى الشرق الاوسط في الاسابيع المقبلة لمقابلة القوات الاميركية. وصرح شون مكورماك الناطق باسم مجلس الامن القومي في البيت الابيض: "نحن نبحث في امكان زيارة القوات في المنطقة". وقال مسؤولون في الادارة الاميركية ان من الدول التي يجري بحث امكان ان تشملها الزيارة، الكويت التي غزت القوات الاميركية العراق في آذار مارس انطلاقاً منها. وأكد مسؤول اميركي كبير ان بوش لا يعتزم زيارة اسرائيل. وامتنع البيت الابيض عن الافصاح عما اذا كان الرئيس يعتزم مقابلة الزعماء الاسرائيليين والفلسطينيين. وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" نسبت أمس الى مسؤولين في الإدارة ان جولة بوش قد تشمل الكويت وقطر وأن من المحتمل أن يلتقي هناك أو في مكان آخر رئيسي الوزراء الاسرائيلي والفلسطيني. ومن المرجح ان تأتي اي زيارة للخليج عقب انتهاء جولة بوش في اوروبا التي تبدأ في وقت لاحق هذا الشهر. ويعتزم بوش ان يزور في تلك الجولة كلاً من روسيا وبولندا ومنطقة الالب في فرنسا حيث سيحضر اجتماع قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى.