سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السلطة الفلسطينية اعتبرت الخطة "وصفة لمزيد من الحصار والعنف والعزل". إسرائيل سعيدة بالارتياح الأميركي إلى خطة شارون ومعلومات عن ابلاغ واشنطن قبل القاء الخطاب
كشفت مصادر صحافية اسرائيلية ان حكومة ارييل شارون بعثت الى الادارة الاميركية لائحة تضم المستوطنات اليهودية التي يعتزم رئيس الوزراء الاسرائيلي اخلاءها أو "نسخها" على حد تعبيره في اطار "خطة فك الارتباط" التي هدد بها السلطة الفلسطينية في حال امتناعها عن محاربة فصائل المقاومة الفلسطينية، وأكدت انه تم الاتفاق على فحوى الخطاب الذي القاه شارون في مؤتمر هرتسيليا مساء الخميس مع هذه الادارة. جاء ذلك في وقت أعربت فيه اسرائيل عن "ارتياحها" للرد الاميركي على الخطاب بعد تصريحات مسؤول اميركي رفيع المستوى في البيت الابيض لم يذكر اسمه وصف فيها الخطاب بأنه "ايجابي جداً"، وقول الناطق باسم البيت الابيض سكوت مكليلان في وقت لاحق: "نحن مرتاحون جداً لما جاء في خطاب شارون إجمالا". وأكد مكليلان ان واشنطن لا تعارض خطوات احادية الجانب شرط أن تتماشى وخطة "خريطة الطريق". ورفضت السلطة الفلسطينية خطة شارون التي أعلن وزير اسرائيلي انه سيشرع بتنفيذها خلال ثلاثة أشهر، واشارت الى انها "وصفة لمزيد من الحصار والعنف والعزل". أعلنت مصادر في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون ان الأخير سيتوجه الى واشنطن الشهر المقبل "لشرح خطته" للرئيس الاميركي جورج بوش وسط انباء اسرائيلية تحدثت عن تنسيق كامل في شأن فحوى الخطاب، ونقل نسخة عنه الى الادارة الاميركية قبل القائه. وأشارت المصادر ذاتها الى ان مدير مكتب شارون دوف فايسغلاس سيتوجه الى واشنطن في الايام المقبلة للتحضير لهذه الزيارة وتقديم شرح مفصل للمسؤولين الاميركيين لخطة شارون. وأوضحت ان شارون كان اوضح خطته لمسؤول شؤون الشرق الاوسط الاميركي اليوت ابرامز خلال اجتماعه معه الشهر الماضي في روما. وأشار مصدر في مكتب شارون انه "لم يتم تحديد موعد لزيارة شارون الى واشنطن حتى الآن". وتضمنت خطة شارون ما اسماه "فك الارتباط" و "الانفصال" ما يتم تنفيذه عملياً في الوقت الحاضر على الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وذكرت مصادر اسرائيلية ان الخط الأمني الذي تحدث عنه شارون يغلف سلسلة من التكتلات الاستيطانية التي ستبقى تحت السيطرة الاسرائيلية الكاملة بغض النظر عن اي اتفاق محتمل مع الفلسطينيين وينقل مستوطنات اسرائيلية معزولة مقامة في مناطق فلسطينية ذات كثافة سكانية عالية ولن تكون في ظل أي اتفاق أيضاً تحت السيطرة الاسرائيلية. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مصدر كبير في الادارة الاميركية قوله ان خطاب شارون "تطور ايجابي للغاية يمكن ان يؤدي الى الخروج من الطريق المسدود واستئناف عملية السلام نحو تطبيق خطة خريطة الطريق"، مضيفاً ان تصريحات الناطق باسم البيت الابيض "جرى تفسيرها تفسيراً خاطئاً فواشنطن لا ترفض خطوات احداية الجانب شرط ان تتماشى وخريطة الطريق". وفي واشنطن أ ف ب، أعلن الناطق باسم البيت الابيض سكوت مكليلان أمس، ان الرئاسة الاميركية مرتاحة جداً للخطاب الذي القاه رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون مساء امس الخميس. وقال ان شارون "جدد تأكيد دعمه القوي لخريطة الطريق والتعهدات التي قطعها في العقبة"، خلال القمة التي عقدت في الاردن بمشاركة الرئيس الاميركي جورج بوش والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ورئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس. وحرص الناطق باسم البيت الابيض على التخفيف من الانطباع الذي تركه الخميس في شأن وجود تحفظ لدى واشنطن ازاء تصريحات شارون. وكان مكليلان قال الخميس إن "الولاياتالمتحدة تعتبر ان الحل يجب ان يتم عبر التفاوض وسنعارض أي مسعى اسرائيلي لفرض تسوية. سنعارض أي مبادرة احادية الجانب تقطع الطريق أمام اجراء مفاوضات في اطار خريطة الطريق التي تقود الى دولتين". وأعلن وزير القضاء الاسرائيلي يوسيف تومي لبيد من حزب شينوي العلماني انه سيتم البدء في تنفيذ خطة "فك الارتباط" في غضون ثلاثة أشهر. وبدأ شارون بتشكيل طاقم خاص للاشراف على تنظيم خطته برئاسة رئيس قسم التخطيط في الجيش الاسرائيلي اللواء غيؤرا آيلاند الذي سيتسلم الشهر المقبل منصب رئاسة مجلس الامن القومي في مكتب شارون. السلطة والفصائل ترفض خطة شارون ورفضت السلطة الفلسطينية ما اعتبرته "تهديداً من شارون"، معتبرة خطته للانفصال بأنها "وصفة لمزيد من العنف والحصار والعزل". وأعرب رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع أبو علاء عن "خيبته واحباطه" لسماعه شارون يهدد الفلسطينيين. وقال للصحافيين: "كنت اتوقع شيئاً جديداً. نحن ملتزمون بالتوصل الى اتفاق دائم ويضع نهاية للصراع. اذا كان شارون مستعداً لبدء المفاوضات. يمكننا عمل ذلك في وقت اقرب مما يتوقعه أحد". ووصف ابو علاء خطة شارون بانها "تهديد بالتنصل من عملية السلام". وقال نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ان البديل الذي يطرحه شارون غير قابل للتنفيذ وان "فك الارتباط" يجب ان يكون على حدود العام 1967 بما فيها القدس وعلى أسس سياسية وليست أمنية. ووصف الزعيم الروحي لحركة المقاومة الاسلامية حماس الشيخ احمد ياسين خطاب شارون بأنه "لا يساوي شيئاً ولا يحمل أي مضمون"، مشيراً إلى انه "يحاول خداع العالم. من يريد السلام يجب ان يزيل الاحتلال ويعطي الشعب الفلسطيني حريته ويكنس المستوطنات ويوقف العدوان المستمر على المجاهدين وعلى الشعب الفلسطيني". وأكد التزام حركته بالمقاومة والانتفاضة وسيلة لطرد الاحتلال. ورفضت حركة الجهاد الاسلامي مضمون خطة شارون مؤكدة انها ستواصل العمل والمقاومة حتى انتهاء الاحتلال.