ظلت الفنانة حنان سليمان لفترة حبيسة أدوار البنت المغلوبة على أمرها، ولكنها استطاعت أخيراً تجديد هويتها الفنية من خلال تمييز كل دور تؤديه عن الآخر. وهي تصور الآن دورها في مسلسل جديد تخلصت فيه من شخصية "الغلبانة". تشاركين في مسلسل جديد بعنوان "ذنوب الأبرياء"، ماذا عنه؟ - المسلسل من إخراج باسم محفوظ وبطولة الفنانة بوسي، وقصته تتناول الحياة الفنية والصراعات المختلفة التي تعكس تضارب الشخصيات بحلوها ومرها في الوسط الفني، وألعب في المسلسل دور ابتسام، صديقة الفنانة بوسي التي تلجأ إليها باستمرار مع كل مشكلة تقابلها، فبوسي في المسلسل تتعرض لأزمات كثيرة وكبيرة، وأكون أنا الى جانبها دائماً، لذلك أعتقد أن شخصية ابتسام هي بمثابة تحول بالنسبة إليّ سواء في الأداء أم في التشخيص. لكل فنان خطوطه الحمر ما هي الزوايا التي يتفرد بها هذا الدور؟ - لعل أهمها أنني ألعب دور الملجأ لإحدى الشخصيات، وهي في هذا المسلسل الفنانة بوسي، على خلاف معظم أدواري السابقة التي كنت ألعب معظمها كشخصية ضعيفة احتاج فيها الى أن ألجأ الى أحد، ودائماً ما أقع في مشكلات درامية بسبب طيبتي وبراءتي. هل أنت السبب في حبس نفسك في مثل هذه النوعية من الأدوار؟ - لا، فأنا فنانة أحب أن أخوض مغامرات كثيرة وأثبت نفسي في أكثر من شكل، وعندما قدمت أدواراً كثيرة مختلفة، وجدت استحساناً لدى النقاد والجمهور. من المسؤول إذاً عن حبسك في أدوار البنت المغلوبة على أمرها؟ - المسؤولية تلقى على عاتق المخرجين، وهذه الصورة من الصعب تغييرها إلا بعد فترة... لك تجارب مسرحية قليلة مع أنك متمكنة على الخشبة؟ - أنا خريجة معهد الفنون المسرحية، وبدأت على خشبة المسرح وكنت أنوي في فترة من الفترات ألاّ أخرج عن نطاقه، لكن عندما زادت خبرتي، وجدت أنني كفنانة يجب أن أطرق كل أنواع التمثيل، ولا اقصر عملي على المسرح. وعادة ما يكون لدى كل فنان قناعة معينة بما يرغب في أن يؤديه من أدوار، والأكيد أيضاً أن لكل فنان خطوطه الحمر التي لا يرغب أبدأ في تخطيها، وبصراحة هناك أعمال كثيرة مسرحية تعرض عليّ لكنني أجد أنها تخالف خطوطي الحمر التي لا يمكنني أن أتعداها. أما مسرح القطاع العام فأنا أحاول فيه، وقدمت أعمالاً كثيرة أضافت إليّ مزيداً من الخبرة. وماذا عن السينما؟ - لي وجهة نظر منطقية فيها، فمنذ عشرة أعوام كنا نعاني من قلة الانتاج ما انعكس على فرص الممثلين في الأداء، وبعدها دخلت دماء إنتاجية جديدة المجال كنا نتوقع معها إنفراجة، لكنها لم تحدث أبداً بسبب توجيه الانتاج الى ناحية واحدة فقط هي الكوميديا... وهذا يضعف الفرصة مجدداً أمام الممثلين الذين لا يمارسون هذا النوع. هل يعني هذا أنك ضد نجوم الكوميديا الجدد؟ - لست ضدهم على الاطلاق، وأحب معظمهم، وكلهم زملاء أكن لهم كل الاحترام، لكنني ضد طريقة الانتاج التي ما زالت تعمل على التمييز بين أنواع الفن المختلفة مع أنها كلها فن. رفضت أكثر من عرض في الفترة الأخيرة، وكان يمكن من خلالها أن تحققي وجوداً على الساحة السينمائية؟ - لا أبحث عن الوجود بأي ثمن، ما يهمّني هو تحقيق انجازات فنية. ماذا تقصدين بانجازات فنية؟ - أعني أنّه يستحيل عليّ أن أتاجر بفني. لا أسعى وراء الأجر والانتشار فقط. ما يشغلني هو المضمون، وهو الأهم في العملية الفنية. لذلك عندما أشاهد أعمالاً رفضتها أو لم اشارك فيها، فإنني لا أندم على أي منها.