أكد ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز أمس في الرياض ان "منفذي التفجيرات الارهابية التي شهدتها الرياض الاسبوع الماضي ومن يقف وراءهم سينالون عقابهم العادل والرادع وانه لا حلم ولا تهادن مع من اثبتوا انهم ليسوا اوادم" راجع ص 7. وأعلنت الولاياتالمتحدة وبريطانيا اقفال سفارتيهما في الرياض موقتاً، تحسباً لهجوم ارهابي "وشيك" استناداً الى معلومات "موثوق بها". ولم يستبعد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل حصول عمل ارهابي جديد "في المملكة والمنطقة". وقال مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي اف بي آي ان مثل هذا العمل قد يحصل أيضاً داخل الولاياتالمتحدة، معرباً عن الاعتقاد "بأن شبكة القاعدة لا تزال ناشطة وقادرة" على ارتكاب اعتداءات. ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر امنية في الرياض ان السلطات السعودية اعتقلت ثلاثة اعضاء في تنظيم "القاعدة" في مدينة جدة. ونسبت اليها "ان معتقلا من الثلاثة يتعاون معنا. انه يتحدث الى مسؤولي الامن". ولم يتضح اذا كان الثلاثة الذين اعتقلوا ليل اول من امس لهم صلة بتفجيرات الرياض في الاسبوع الماضي. وحذر الأمير عبدالله، خلال لقائه ذوي المتوفين والمصابين من جراء التفجيرات في الرياض من ان "جميع من يتعاطف مع هؤلاء المارقين أو يبرر أعمالهم سيعتبر منهم"، معلناً انه "سيتم تعزيز كل الاجراءات اللازمة لاستتباب الامن والاستقرار ومنع الحاقدين والموتورين من الاساءة الى هذا البلد الكريم". واكد ان "الحكومة حريصة على استتباب الامن والاستقرار في مهد الاسلام والعروبة"، معلناً ان "تلك الفئة الضالة التي اقدمت على ذلك العمل الاجرامي البشع وما نتج عنه من خسائر في الارواح والممتلكات تعد فئة باغية تعادي العقيدة كما تعادي الامة والوطن، وأن الاسلام بريء منهم لانه دين يحث على السلام والمحبة بين كل بني البشر ويحرم جميع الاعمال التي قد تلحق الضرر ليس بالانسان وحده ولكن حتى بالحيوان". وشددت السلطات السعودية اجراءاتها الامنية، تحسباً لوقوع أي عمليات ارهابية جديدة، ولملاحقة خلايا الجماعات الاسلامية المتطرفة. وأخذت المدن السعودية تعيش مظاهر حال قصوى من التأهب الأمني، كما أعلن وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز قبل أيام. وفي شوارع العاصمة وبقية المدن السعودية، انتشرت دوريات من قوى الأمن الخاصة ومن الشرطة، لتفتيش سيارات والسؤال عن اثباتات الشخصية. وترابط عند الدوائر الحكومية المهمة وحول المجمعات السكنية التي تقطن فيها غالبية من الاجانب سيارات مدرعة. وتقوم دوريات أمنية بتفتيش السيارات قبل دخولها الى المرائب في الأسواق التجارية والأماكن العامة. ووضعت الحواجز الاسمنتية امام الشركات الاميركية العاملة وعند مداخل الحي الديبلوماسي. سعود الفيصل: الاستعدادات كافية في موازاة ذلك، لم يستبعد وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل احتمال حدوث عمليات ارهابية جديدة "في المملكة وكل دول المنطقة". وقال: "ان الارهابيين يبذلون جهوداً لمحاولة نشر الارهاب في كل المنطقة". لكنه عبر عن أمله بأن تكون الاستعدادات والاجراءات التي تتخذها السلطات السعودية كافية للحيلولة دون حدوث هجمات ارهابية جديدة. وحذرت الولاياتالمتحدة من ان وقوع هجمات ارهابية جديدة في السعودية ربما يكون "وشيكاً"، واعلنت انها ستغلق سفارتها وقنصلياتها في المملكة اعتباراً من اليوم الاربعاء وحتى نهاية الاسبوع على الاقل. وقالت الخارجية الاميركية في بيان أرسل الى الاميركيين في السعودية ان "السفارة تواصل تلقي معلومات موثوق بها عن انه يتم التخطيط لمزيد من الهجمات الارهابية ضد اهداف غير محددة في السعودية". كما صرح مسؤول في "اف بي آي" ان "الاعتداءات التي نفذت في الرياض تظهر أن شبكة القاعدة لا تزال ناشطة وقادرة جداً على ارتكاب اعتداءات". وقال ان "الاستخبارات الأميركية تعتبر أن اعتداءات على أهداف أميركية وغربية في الخارج محتملة" من دون استبعاد أن تنفذ مثل هذه الهجمات في الأراضي الأميركية. كذلك أعلنت الخارجية البريطانية ان السفارة البريطانية في الرياض ستقفل أبوابها اليوم بسبب وجود تهديد ارهابي "وشيك". وقال انه سيتم أيضاً اغلاق القنصلية البريطانية في جدة غرباً والممثلية التجارية في الخبر شرقاً. وقال ناطق باسم الوزارة: "تلقينا معلومات جديرة بالثقة مفادها انه يتم التخطيط لعمليات ارهابية جديدة ضد أهداف غير محددة في السعودية ويمكن أن تكون وشيكة".