أعلن الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني العزم على "ملاحقة شراذم الخلايا الارهابية"، متوقعاً القضاء قريباً على هذه الظاهرة. وقللت مصادر رسمية سعودية من أهمية قرار اغلاق السفارة الأميركية والقنصليتين في جدة والظهران، مؤكدة ان الاجراءات الأمنية المتخذة لحماية البعثات الديبلوماسية كافية لمنع حدوث أي أعمال ارهابية، فيما حذرت السفارة البريطانية في المنامة من "تهديد ارهابي كبير" ضد المصالح الغربية في الخليج، خصوصاً في البحرين. ونقلت "وكالة الأنباء السعودية" عن الأمير عبدالله قوله، لدى استقباله وفداً من طلبة جامعة الملك خالد في ابها ومؤسسات التعليم العالي في منطقة عسيرجنوب السعودية جاؤوا لاستنكار الحوادث الارهابية الأخيرة، انه يأسف لإقدام شباب من السعوديين على مثل "هذه الاعمال المشينة لهم ولبلدهم ولعوائلهم". وأبدى ولي العهد السعودي "تعاطفه مع عائلات هؤلاء الشباب لما سببوه لها من خجل واكد ان الدولة عازمة على القضاء على هذه الشرذمة من الشباب طالت الايام او قصرت". وقال: "نحن وراءهم الى ان نصفي هذا البلد منهم". وجدد تأكيد اربع ثوابث في العمل الوطني السعودي وهي "الدين والوطن والصبر والعمل". كما استقبل الامير عبدالله، في هذا الاطار، وفداً يمثل قبيلة بني علي بن حرب في منطقة القصيم والنسيين من قبيلة همدان في منطقة نجران. في موازاة ذلك، نوه الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية السعودي ب"التضحيات التي قدمها رجال الامن السعوديون في اطار ملاحقة الارهابيين وبالشجاعة والإقدام اللذين أبدوهما في الذود عن عقيدتهم ووطنهم وحماية الوطن من العابثين الذين يريدون به الشر والفساد". وقال الأمير نايف، خلال عيادته في مستشفى قوى الامن في الرياض امس المصابين من رجال الامن الذين اصيبوا في المواجهة التي وقعت الخميس الماضي في حي السويدي في الرياض "ان قدر رجال الامن هو هذا العمل الجليل في التعامل مع الاحداث لإحقاق الحق وتثبيت مبادئ الامن والامان التي قامت عليها هذه البلاد". واكد "تقدير القيادة السعودية لما يقوم به رجال الامن واعتزاز ابناء الوطن به"، واعرب عن ارتياحه الى "مغادرة بعض المصابين المستشفى بعد تماثلهم للشفاء". من جهة أخرى، وصف مصدر سعودي مسؤول قرار السفارة الأميركية باغلاق ابوابها، مع القنصليتين في جدة والظهران، بأنه "قرار يخصهم الأميركيين ومن شأنهم". وكانت السفارة الاميركية في الرياض والقنصليتان العامتان في جدة والظهران اغلقت ابوابها امس مدة غير محددة. واعلنت السفارة، في رسالة عبر الانترنت، ان هذا الاغلاق سببه "اعادة النظر في الاجراءات الامنية تحسباً لاعتداءات وشيكة". ولم تعرف المدة التي سيستمر اغلاق البعثات خلالها. وقالت مصادر في السفارة انه سيجري يومياً تقويم الوضع الأمني الذي في ضوئه سيتقرر الاستمرار في الاغلاق. وجاء في الرسالة التي وجهتها السفارة الاميركية الى رعاياها في السعودية الذين يقدر عددهم ب35 الفا، "ان السفارة تستمر في الحصول على معلومات ذات صدقية مفادها ان ارهابيين في السعودية انتقلوا من مرحلة التخطيط لهجمات في المملكة الى مرحلة التنفيذ". وأضافت الرسالة: "في ضوء هذه التهديدات الجدية تغلق السفارة في الرياض فضلاً عن القنصليتين العامتين في جدة والظهران ابوابها السبت في الثامن من تشرين الثاني نوفمبر لمراجعة الاجراءات الامنية المعمول بها"، داعية "كل الرعايا الاميركيين في المملكة الى اليقظة الشديدة". واوضحت انه سيتم ابلاغ الاميركيين حين اتمام مراجعة الاجراءات الامنية وموعد معاودة البعثات الديبلوماسية نشاطها بشكل عادي. ورفضت الناطقة باسم السفارة توضيح طبيعة التهديدات. ويذكر ان السلطات السعودية تفرض اجراءات امنية مشددة جداً في محيط السفارة الاميركية ومنزل السفير في الحي الديبلوماسي. كما ان هناك اجراءات امنية مفروضة اساساً على الحي الديبلوماسي الذي تقع فيه غالبية السفارات العربية والاجنبية. ولا يسمح لأحد بدخول الحي المخصص للهيئات الديبلوماسية والمنظمات الاقليمية والدولية. ولا يوجد سفير اميركي حالياً في الرياض بعد انتهاء مهمة السفير روبرت جوردان. وكان وصل الاسبوع الماضي نائب جديد للسفير وهو جيري جرابو ليرأس البعثة الاميركية في انتظار تعيين سفير جديد. ووجه النائب الجديد للسفير دعوات الى افطار رمضاني على الطريقة الاميركية في منزل السفير غداً الاثنين. وفي المنامة أ ف ب، حذرت السفارة البريطانية مواطنيها من "تهديد ارهابي كبير" يستهدف المصالح الغربية في البحرين. وقال بيان نشرته على موقعها على الانترنت انها "ترى ان هناك تهديداً ارهابياً كبيراً لأهداف غربية وضمنها أهداف بريطانية. اننا قلقون بشكل خاص في شأن تهديدات محتملة ضد أماكن تجمع الغربيين". وأضاف البيان، متوجهاً الى نحو سبعة آلاف بريطاني يقيمون في البحرين: "عليكم ان تعيدوا النظر بعناية في اجراءاتكم الأمنية. عليكم التيقظ خصوصاً في الأماكن العامة". وقال ديبلوماسي بريطاني في المنامة لوكالة "فرانس برس" ان الانذار بتهديد ارهابي "لم يطلق في البحرين فحسب بل في كل دول الخليج". وأضاف: "كل ما نفعله اننا نرفع مستوى الأمن بالنسبة الى المواطنين البريطانيين في البحرين". وذكر الديبلوماسي الذي طلب عدم ذكر اسمه ان سلطات البحرين كشفت في شباط فبراير الماضي خلية تضم خمسة اسلاميين يشتبه بارتباطهم بتنظيم "القاعدة". وحكم على اثنين فقط من العناصر الخمسة بالسجن، فيما اسقطت التهم عن الثلاثة الآخرين لعدم توافر الأدلة.