فجر فلسطينيان نفسيهما أمس في عمليتين كانت اولاهما صباح امس قرب مستوطنة "كفار داروم" اليهودية شرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة واسفرت عن جرح ثلاثة جنود اسرائيليين واعلنت المسؤولية عنها "حركة المقاومة الاسلامية" حماس. وجاءت العملية الثانية بعد ظهر امس في مدينة العفولة شمال اسرائيل لتكون التفجير الخامس في يومين متتاليين، وأسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص إضافة الى منفذها. وأعلن متحدث باسم "حركة الجهاد الاسلامي" مسؤولية حركته عن هذه العملية التي دانها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ووصفها ب"العمل الارهابي". راجع ص6 و7 وأكد الرئيس الاميركي جورج بوش امس انه واثق من إمكان تحقيق تقدم في عملية السلام في الشرق الاوسط على رغم العمليات الانتحارية الاخيرة في اسرائيل. وقال بوش في مؤتمر صحافي مشترك في البيت الابيض مع رئيسة الفيليبين غلوريا ارويو: "انني اثق بقدرتنا على تحقيق تقدم في عملية السلام". وعن ارجاء زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الى واشنطن هذا الاسبوع، قال بوش: "هناك ارهابيون يريدون افشال الزيارة عن طريق زرع القنابل والقتل". وأضاف: "من الواضح ان العملية لن تكون سهلة ما دام الارهابيون يقومون بعمليات قتل، فهذه العمليات تذكر بان هناك قتلة لا يمكنهم قبول فكرة السلام". وأعلن شارون امس انه سيعقد المزيد من اللقاءات مع نظيره الفلسطيني محمود عباس ابو مازن، مضيفاً ان اسرائيل "لن تتخلى عن جهودها للتقدم نحو السلام". وقال شارون امام اعضاء كتلة ليكود في الكنيست ان "تحقيق هذا التقدم لن يتسنى الا بعد دحر الارهاب وسنواصل محاربة الارهاب في كل زمان ومكان وبكل الوسائل الى ان توجد جهة فلسطينية قادرة على القيام بذلك". وأضاف انه سيلتقي الرئيس الاميركي بعد تحديد موعد جديد لهذا اللقاء، مشيراً إلى أن الاميركيين "يتفهمون اسرائيل في هذه المرحلة". موفاز وفلايشر يهاجمان عرفات وفيما صعدت اسرائيل لهجة تهديداتها للرئيس عرفات، من قبيل قول وزير الدفاع شاؤول موفاز ان عرفات حاول افشال العملية السلمية "بكل السبل المتاحة بدءاً بتشجيع الارهاب والاشراف والتمويل مروراً بوضع عراقيل في طريق ابو مازن"، اعلن الناطق باسم البيت الابيض آري فلايشر امس في تصريح صحافي ان "عرفات لم يقم أبداً بدور مفيد. لا اعلم أي دور يلعبه الآن لكنه لم يساعد أبداً" في الماضي. وكان الناطق الرئاسي يرد على اسئلة حول اتهام مسؤولين اسرائيليين لعرفات بتشجيع عمليات ضد اسرائيل. وأكد فلايشر ان "الرئيس بوش لا يزال يعتقد ان ابو مازن اصلاحي"، مضيفاً ان على كل الاطراف وقف العنف كي يمكن مواصلة عملية السلام. ونفى عرفات الاتهامات الاسرائيلية، وقال: "هذه ليست المرة الاولى… هذه التهديدات ليست ضدي بل للاسف ضد شعبي. أنا ملتزم بالسلام الذي بدأته مع شريكي رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق اسحق رابين وخريطة الطريق". واعترف وزير الخارجية الأميركي كولن باول امس في حديث إلى قناة "ان تي في" التلفزيونية أن عرفات "رئيس منتخب وشرعي"، لكنه رأى ان عرفات لم يتمكن خلال سنوات طويلة من تنفيذ التزاماته في التقدم نحو السلام وتأسيس دولة فلسطينية. وقال باول ان واشنطن لن تمارس ضغوطاً على إسرائيل لحملها على تطبيق "خريطة الطريق" وان عمل واشنطن سيقتصر على خلق ظروف يشعر معها الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي بأن تطبيق "الخريطة" يلبي مصالحهما.