تصاعدت حدة التوتر أمس في الفلوجة، غرب بغداد، بعد اصابة سبعة عسكريين اميركيين بجروح اثر القاء قنابل يدوية في ساعة متأخرة أول من امس على مبنى يتمركزون فيه. وتشير الاضطرابات في الفلوجة والتظاهرات شبه اليومية المناهضة للولايات المتحدة في بغداد الى الصعوبة التي تواجهها القوات الاميركية في فرض الامن. وقال الكابتن فرانك روزنبلات، من الفرقة المجوقلة 82 المتمركزة في الفلوجة 60 كلم عن بغداد، ان شخصين اقتربا من المبنى الذي كان في السابق مقراً لحزب البعث وألقيا قنبلتين يدويتين من فوق الحائط ما ادى الى اصابة سبعة جنود بجروح متوسطة وطفيفة. وقال الكابتن الان فوت: "كان الهجوم تعبيراً عن غضب قلة من الناس في المدينة بعد ما حدث" قبل أيام. ونقل الجنود الجرحى الى بغداد، وأوضح بيان للقيادة المركزية الاميركية ان خمسة من المصابين يحتاجون لرعاية طبية لكن حالهم مستقرة، مضيفاً ان القوات الاميركية تبادلت النيران بعد الهجوم مع مهاجمين مجهولين لكن لم تقع اصابات. وجاء هذا الهجوم بعد مواجهات شهدتها هذه المدينة منذ الاحد الماضي بين السكان والجنود الاميركيين ادت الى مقتل 16 عراقياً. كما انه وقع بعد ساعات على انتهاء زيارة وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد الى بغداد أكد فيها ان الولاياتالمتحدة لا تنوي البقاء طويلاً في العراق. كما أتى ايضاً قبيل اعلان الرئيس جورج بوش انتهاء المعارك في العراق وان "الشعب العراقي بات يتمتع بالحرية". وكان 13 عراقياً قتلوا الاثنين خلال تظاهرة احتجاج على الوجود الاميركي في المدينة، كما قتل ثلاثة آخرون الاربعاء في تظاهرة احتجاج على احداث الاثنين. وعن احداث الاربعاء، قال الكابتن روزنبلات ان المتظاهرين رشقوا القوات الاميركية بالحجارة والاحذية فظن الجنود انها قنابل يدوية فأطلقوا النار عليهم. واعلنت القيادة الاميركية الوسطى ان المتظاهرين رشقوا الجنود الاميركيين بالحجارة كما اطلقوا عيارات نارية باتجاههم ما دفع الجنود الاميركيين الى الرد. لكن شهودا في المكان افادوا بأن المتظاهرين لم يكونوا مسلحين ولم يطلقوا النار على الجنود الاميركيين ورشقوهم فقط بالحجارة والاحذية. وعن احداث الاثنين قال روزنبلات ان القوات الاميركية رصدت وجود 25 شخصاً مسلحين برشاشات كلاشنيكوف بين المتظاهرين، وضبطوا عدداً من الرشاشات، مضيفاً ان "غالبية المسلحين تمكنت من الفرار" وتساءل: "لا افهم هذه الاشاعات المتكررة التي تقول ان المتظاهرين لم يكونوا مسلحين" مضيفاً ان رجاله "سيواصلون القيام بما يجب القيام به". وأفاد الكابتن ايضاً ان ضباطاً أميركيين يجرون حالياً مفاوضات مع مسؤولين بلديين في المدينة. ودان طه بدوي حامد العلواني، رئيس بلدية الفلوجة الذي يقول ان رجال القبائل المحلية اختاروه لادارة المدينة بعد سقوط نظام صدام حسين، الهجوم. وناشد العلواني رجال القبائل وعلماء الدين العمل على نزع فتيل التوتر وقال: "اي شخص، اميركياً كان او عراقياً، يلجأ الى العنف هو شخص شرير". لكن زيد مخلف، نائب رئيس البلدية قال: "اذا ما ارتكب الاميركيون خطأ وبالغوا في رد فعلهم مرة ثانية لا اعرف كيف سنحتوي الكراهية". وارتفعت وتيرة العنف في المدينة السنية المحافظة التي يقطنها نحو 270 ألف نسمة بسبب وجود قوات اميركية في مقر حزب البعث السابق المحاط بالاسلاك الشائكة ويتوزع القناصة ببنادقهم على سطحه واحدى مدارس المدينة. وبينما يقول السكان عموماً أنهم ممتنون للاميركيين الذين اطاحوا صدام لكنهم اوضحوا انهم يريدون القوات الاميركية ان تتركهم يديرون مدينتهم بأسرع وقت ممكن. يذكر ان عدداً من رجال الدين في المدينة طالبوا القوات الاميركية بالانسحاب من الفلوجة او الانسحاب على الاقل من وسطها. واعلن احد هؤلاء المسؤولين ان السكان باتوا يضيقون ذرعاً بالجنود الاميركيين خصوصاً بعدما تمركزوا في احدى مدارس المدينة. وأعربت وزارة الخارجية الروسية عن "قلقها العميق" حيال المواجهات في العراق مع جنود اميركيين ادت الى سقوط قتلى في صفوف المدنيين. وجاء في بيان للوزارة ان "مثل هذا الوضع لا يمكن الا ان يكون موضع قلق عميق"، مضيفاً ان "على قوات التحالف ان تأخذ كل الاجراءات الضرورية لعدم تكرار مثل هذه الحوادث"، مشيراً بشكل ضمني الى الحوادث الخطيرة التي وقعت في مدينة الفلوجة. منظمة العفو الدولية تطالب بتحقيق مستقل وعلني دعت منظمة العفو الدولية الولاياتالمتحدة الى اجراء "تحقيق عاجل ومعمق ومستقل وعلني" في شأن اطلاق القوات الاميركية النار على متظاهرين في الفلوجة ما ادى الى سقوط قتلى في صفوفهم. وقالت المنظمة في بيان "يجب اجراء تحقيق عاجل" مضيفة "يخشى بشكل قوي جداً ان تكون الولاياتالمتحدة لجأت الى استخدام مفرط للقوة"، و"يجب ان تجري السلطات الاميركية تحقيقاً معمقاً ومستقلاً وعلنياً". وأوضح البيان من جهة اخرى، انه "يتوجب على الولاياتالمتحدة وبريطانيا ان تتأكدا من عدم تقييد حرية التعبير والاجتماع بشكل تعسفي".