أبدت مصادر التحقيق في تفجيرات الدار البيضاء تفاؤلاً ازاء التوصل الى تفكيك خيوط الشبكات الضالعة فيها. وكشف مسؤول بارز النقاب عن اتجاهين طاولا الفترات الأولى في التحريات، أحدهما يركز على البعد المحلي بارتباط مع تنامي تيارات اسلامية متطرفة في مقدمها تنظيمات "السلفية الجهادية" و"التكفير والهجرة" و"الصراط المستقيم"، في ضوء إفادات الانتحاري الرابع عشر الذي اعتقل أمام فندق "فرح" ليل الجمعة الماضي، والتعرف على جثث ثمانية من الانتحاريين على الأقل، يعتقد بأنهم ينتسبون جميعهم الى تنظيم متطرف. والثاني يشمل الارتباطات الخارجية للتنظيم والعلاقات المحتملة مع خلايا ارهابية، خصوصاً في أوروبا. وقال المصدر ذاته ان التعرف على هوية ثمانية من الانتحاريين وأفراد من ذويهم وارتباطاتهم مكن من حصر خيوط التشابك الداخلية والخارجية، وان ساد الاعتقاد ان البعد المحلي للتنظيم المتشبع بروح العنف كان أكثر ترجيحاً. لكن معلومات "الحياة" أفادت ان نقاط التفتيش التي أقيمت في الموانئ والمطارات والمعابر المختلفة أدت الى اعتقال اثنين من المشتبه فيهما يتحدران من أصول عربية، قيل انهما كانا يعتزمان مغادرة البلاد عبر ميناء طنجة بعد حادث التفجيرات. لكن لم يتسن تأكيد مدى ضلوعهما المباشر في الحوادث. لكن وزير العدل المغربي المحامي محمد بوزوبع الذي يرأس، الى جانب وزير الداخلية مصطفى الساهل، فريق عمل لمتابعة الموقف، قال ان بعض المشتبه في ضلوعهم في التفجيرات مغاربة، لكن سبق لهم ان اقاموا في الخارج، وان كان لم يحدد أماكن اقامتهم، وهل سافروا الى افغانستان أم لا، إلا انه من خلال تأكيد انتمائهم الى تنظيم "الصراط المستقيم" "الذي يوجد معتقلون منه في سجون البلاد نحا في اتجاه التأكيد على البعد المحلي للتنظيم، في اشارة الى اعتقال عشرات النشطاء المتطرفين منذ صيف العام الماضي. وأكد وزير الداخلية مصطفى الساهل ان عدد الانتحاريين 14، بينهم الانتحاري المعتقل، وانهم كانوا موزعين الى خمس خلايا هي التي نفذت الهجمات ضد فندق "فرح" ومطعم "دار اسبانيا" والقنصلية البلجيكية ومقبرة يهودية وناد لليهود. وقال ان عدد الضحايا بلغ 41 قتيلاً، بينهم فرنسيان واسبانيان وايطالي واحد. وأوضح ان من بين الجرحى المئة الذين لا يزال 31 منهم يتلقون العلاجات، هناك ثلاثة اسبان وايطالي واحد وفرنسي. وقال ان الوضع الأمني اصبح تحت السيطرة، فيما التحقيقات متواصلة. واكد العثور على متفجرات في منزل الانتحاري الرابع عشر، وانها من صنع يدوي. في حين نحت التحقيقات في اتجاه المواد المتفجرة للربط بين امكان تسربها من مصالح للاستخدام المدني. وقامت السلطة الأمنية والقضائية بمسح لكل احتمالات تسريب تلك المواد، مما أدى الى اعتقال مهندس ما زالت هويته مجهولة، ويعتقد بأنه زوّد أفراد الخلايا بالمواد المتفجرة.