هبطت طائرة "أرباص 310" تابعة ل"الخطوط الجوية الكويتية" في مطار بغداد الدولي، أمس، وعلى متنها أطنان من المساعدات الطبية وفرق حكومية كويتية جاءت للبحث عن الأسرى ولتفقد السفارة الكويتية في بغداد. وفي حين ذكر عسكريون أميركيون أن محيط المطار غير آمن وأنهم تعرضوا لهجمات من مجهولين قبل يومين، قال مسؤول في "الكويتية" ان المؤسسة تدرس مشروعاً لتشغيل الخدمات الأرضية لمطار بغداد بحلول تشرين الأول اكتوبر المقبل. وهذه أول طائرة تجارية تنزل في هذا المطار الذي لا يزال غير جاهز للخدمة لافتقاده المعدات الملاحية ومخزون الوقود الجوي ولعدم أهلية مبنى الركاب، ويستخدم المطار حالياً للطيران العسكري ل"التحالف"، لكنه يستقبل أيضاً نحو 7 طائرات شحن يومياً في مهمات انسانية وإغاثية. استغرقت الرحلة من الكويت الى بغداد 65 دقيقة وعلى ارتفاع 18 ألف قدم، وقال قبطان الطائرة محمد المطوع ل"الحياة" ان المطار يفتقد لمعظم أجهزة الملاحة، خصوصاً جهاز الهبوط الآلي، كما أن أحد المدرجين معطل. وهبطت الطائرة الكويتية أمس في جو مغبر ومدى رؤية يقل عن 400 متر، وذلك بالاستعانة بالرادار العسكري. وتوقفت طائرات نقل من نوع "سي 130 هيركوليز" أميركية واسترالية وإماراتية وسعودية عند محطة شحن البضائع في المطار أمس لافراغ حمولتها، وكانت هناك أيضاً طائرة "أنتونوف 12" تابعة لشركة البريد الجوي العالمية DHL. وقال الملازم في الجيش الأميركي ديفيد شاستين ل"الحياة" ان "أم المعارك" الشرسة التي دارت حول المطار يومي 6 و7 نيسان ابريل الماضي، لم تؤد الى دمار كبير في بنية المطار باستثناء وجود حفر في بعض الممرات، وأن المطار هو ضحية الاهمال بالدرجة الأولى. وأوضح ان ضباطاً استراليين يديرون حالياً برج المراقبة "ونحن نأمل بنقل المسؤولية عن المطار الى العراقيين في أسرع وقت ممكن ولكن هذا يحتاج وقتاً وجهداً، وحالياً لا توجد خدمة للجمارك أو لمرور المسافرين ولا حتى سلم للطائرات المدنية، ونحن نقوم موقتاً بتدقيق جوازات سفر القادمين ونصورهم بانتظار قيام جهة عراقية بذلك". ويرى شاستين ان الافتقار الى الوقود أهم ما يحول دون تشغيل المطار تجارياً، أما أسطول الخطوط الجوية العراقية الذي توجد نحو 15 طائرة منه في باحة الوقوف فيتوقع أن تكون منتهية الصلاحية، وقال: "جاء فنيون بريطانيون فحصوا الطائرات بغية إعادة تأهيلها لكن انطباعهم هو أن هذه الطائرات لن تقلع مرة أخرى". غير أن عسكريين آخرين كشفوا عن وجود مشكلة أمنية، اذ تعرض الجنود الأميركيون أمام بوابة المطار الرئيسية لاطلاق نار يوم الجمعة الماضي، وأحبطوا في حادثة أخرى محاولة هجوم انتحاري لم يتطرقوا الى تفصيلاتها. لكن الأخطر كان اكتشاف أربعة صواريخ من نوع "سام 7" تطلق من الكتف في مخبأ قرب المطار، وهذه تشكل في حال استخدامها خطراً مميتاً على الطائرات المدنية.