بدا العرب السنة العراقيون الذين كان يتمتع بعضهم بحظوة في عهد الرئيس المخلوع صدام حسين، مترددين في التعامل مع "التحالف" الاميركي - البريطاني الذي يعتبرونه قوة احتلال غير شرعية. ويؤكد الشيخ مؤيد الأعظمي، إمام مسجد أبو حنيفة، أحد أقدم المساجد العراقية زأهمها في نظر العراقيين السنة، ان "المرحبين بالاحتلال هم من قصار النظر… يعتقدون انهم تخلصوا من النظام السابق، ويتوقفون عند ذلك، لكن ما لا يدركونه هو ان المستقبل سيكون اسوأ". وعانى الشيعة والأكراد من اضطهاد النظام العراقي السابق، في حين شغل عدد كبير من السنة مناصب رفيعة. ويؤكد السنة الذين يمثلون أقلية في العراق انهم تعرضوا ايضاً لاضطهاد النظام السابق، وان عددهم اكبر من الأرقام التي تنشرها الصحف. ويقول بشار عوض الباحث في التاريخ الاسلامي: "أصبح الشيعة مضطهدين في نهاية عهد نظام صدام، لكن السنة تعرضوا هم ايضاً للاضطهاد في السبعينات، عندما كان حزب البعث يسعى الى فرض سيطرته على البلاد". ويضيف: "يوجد العرب السنة بدءاً من الحدود الأردنية حتى الموصل مروراً ببغداد، وهنا سنة ايضاً في الجنوب". وعلى رغم اتساع اماكن وجودهم، لم يحصل العرب السنة إلا على مقعد واحد في الهيئة القيادية السباعية التي شكلتها الولاياتالمتحدة، للتمهيد لتشكيل حكومة ديموقراطية عراقية. واسند هذا المنصب الوحيد لنصير الجادرجي، وهو محام ليبرالي كان والده سياسياً معروفاً في العهد الملكي قبل خمسين سنة. لكن هذا التعيين لم يكن كافياً لجعل العرب السنة ينخرطون في شكل واسع في المحادثات الجارية بين "التحالف" و"مجلس السبعة" المكون اساساً من الشيعة والأكراد ومعارضين آخرين للنظام العراقي السابق. ويؤكد الشيخ الأعظمي أن السنة والشيعة تعاونوا في الحفاظ على النظام في بغداد، على رغم الفراغ السياسي والأمني الذي تشهده العاصمة العراقية منذ سقوط نظام صدام. ويعتبر ان صدام "لم يكن سنياً ولم يكن يمثل إلا شخصه وحزب البعث"، ويضيف ان مختلف الطوائف عملت معاً لتشكيل جبهة مشتركة ضد الوجود الاميركي في البلاد. ويشير الى جهود "لاحتواء خلافاتنا"، مذكراً بأي حي الأعظمية كان أحد آخر الأحياء التي سقطت في أيدي القوات الاميركية. ويختتم بأن "حي الأعظمية قدم 30 شهيداً، لم يكونوا يدافعون عن صدام، بل يقاومون الاحتلال".