واصلت قوات الجيش الجزائري، أمس، ملاحقتها لعناصر مجموعة مسلحة تحتجز 15 سائحاً أجنبياً في وادي السامن في منطقة تاملغيق شمال ولاية اليزي 1900 كلم جنوب العاصمة، من دون أن ترد تفاصيل عن هذه العملية المتواصلة منذ مساء الثلثاء. وفي حين بقي التكتم يميز موقف المصادر الرسمية في شأن تطورات هذه العملية، ترددت أنباء قوية عن متاعب كبيرة تواجه قوات الجيش الجزائري لحسم الموقف بالقوة العسكرية، بسبب تصاعد المخاطر على حياة السياح بعد انتشار خبر اطلاق سراح مجموعة أولى منهم تضم 17 سائحاً ومقتل عناصر "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" الذين كانوا يحتجزونهم في منطقة أمغيد شمال ولاية تمنراست. وأبدى وزير الخارجية الجزائري عبدالعزيز بلخادم مخاوف جدية في شأن مصير السياح، إذ ذكر في تصريح وزعته "وكالة الأنباء الجزائرية" الرسمية مساء الأربعاء، ان التعامل الإعلامي مع عملية التحرير "يعرقل بصفة جدية تحرير باقي الرهائن". وتحدث سائح نمسوي يدعى بليكمان اينغو، الذي كان بين المجموعة التي تم اطلاق أفرادها الأربعاء، عن "ارتياحه الكبير" إلى العملية التي جاءت بعد حوالى 50 يوماً على احتجازه. وأكد اينغو، البالغ 60 عاماً من العمر، أنه كان يحلم "بمعرفة الجزائر ومنطقة الهقار في الصحراء الكبرى"، وأنه يأمل بأن تتاح له "فرصة أخرى" للعودة إلى الجزائر. وأضاف ان "جميع السياح كانوا خائفين وفقدوا الأمل في النجاة، نظراً إلى انقطاع كل اتصال"، مشيراً إلى أنه خُطف مع زملائه بعد أسبوع من دخولهم إلى الجزائر عبر تونس. وروى أنه عاش وزملاؤه "أوقاتاً صعبة"، إذ تنقلوا، على رغم برودة الليل وحرارة النهار، من مكان إلى آخر… "نمشي ليل نهار بنعال وألبسة خفيفة على رغم برودة الطقس في الليل وارتفاع درجة الحرارة في النهار".