أفصحت جهات أمنية اسرائيلية رفيعة المستوى عن حقيقة دوافع اعتقال زعيم الجناح الشمالي في الحركة الاسلامية الشيخ رائد صلاح لمدة 12 يوماً، حين أبلغت صحيفة "هآرتس" بأن من شأن الاعتقال ان يعيد الأوضاع في المسجد الأقصى المبارك الى ما كانت عليه قبل سنوات "وربما يتيح للوقف الاسلامي والسلطة الفلسطينية التوصل الى اتفاق مع اسرائيل لإعادة فتح المسجد جبل الهيكل أمام اليهود والمسيحيين"، مضيفة ان الشيخ صلاح كان وراء قرار الوقف والسلطة الفلسطينية منع الزيارات لغير المسلمين. واعترفت هذه الجهات ان نشاط الشيخ في كل ما يتعلق بالحرم الشريف كان محفزاً لتوجيه الشبهات له بدعم تنظيمات "ارهابية" و"تبييض أموال" و"تشحيم عجلات الارهاب الفلسطيني"، على حد تعبير وزير الأمن الداخلي تساحي هنغبي. وكتبت "هآرتس" ان أجهزة الأمن اتخذت الاستعدادات للقيام بخطوات أخرى ضد الجناح الشمالي - الراديكالي في الحركة، بينما شرعت الجهات القضائية العليا في النقاش حول اعتبار الحركة خارجة عن القانون. وحملت كبرى الصحف العبرية عناوين وتعليقات تحريضية على قادة الحركة الاسلامية وتحديداً زعيمها، واختارت "معاريف" "الشيخ والارهاب" عنواناً لصفحتها الأولى أرفقته بتعليق لمسؤول سابق في جهاز الأمن العام شاباك حيزي كالو، جاء فيه ان اعتقال 15 قيادياً في الحركة يرسم خطاً أحمر للحركة "التي لا تعترف بحق وجود اسرائيل فحسب، انما تنشط بشكل فاعل ضدها"، مضيفاً انها أضحت منذ أحداث تشرين الأول اكتوبر 2000 دفيئة للارهاب والتحريض على الدولة. وتابع ان دعم الحركة وقادتها "للعمليات الارهابية والانتحارية" أصبح أمراً مألوفاً وأن الحركة باتت تشكل قناة عملية لنقل أموال الى منظمات اسلامية أصولية في أوروبا والى "حماس" وعائلات الاستشهاديين. وختم بمناشدة المسؤولين "معالجة" الحركة بشكل صارم ونزع الشرعية عنها بهدف "رسم قواعد اللعبة المسموحة بشكل واضح". واعتبر المعلق العسكري في صحيفة "يديعوت احرونوت" اليكس فيشمان الاعتقالات "هزة أرضية"، وقال ان دولة اسرائيل تتهم حركة مركزية في المجتمع العربي - الاسرائيلي بالخيانة "لم يعودوا مجرد أعشاب ضارة انما طابور خامس". وأضاف ان "المواجهة المباشرة" في بدايتها ولا بد أن تصحبها تطورات "قضائية وميدانية"، مشيداً بموقف الجهاز الأمني والاستخبارات العامة الداعي الى معالجة اخطار من الحركة الاسلامية جذرياً، ومشيراً الى أن الأوضاع الدولية الناشئة بعد الحرب على العراق سهّلت اتخاذ قرار مواجهة الحركة. وكانت الشرطة الاسرائيلية أفرجت عن الشيخ صلاح لأربع ساعات لتمكينه من المشاركة في مراسم تشييع والده الذي توفي فجر أمس بعد مرض عضال. وتجنبت الشرطة مرافقة عناصرها للشيخ تفادياً لصدامات مع آلاف المشيعين، لكنها أعلنت حال استنفار في صفوفها تحسباً لاندلاع تظاهرات عنيفة بعد صلاة الجمعة في مختلف البلدات العربية أو في التظاهرة التي دعت اليها لجنة متابعة شؤون عرب الداخل، عصر السبت المقبل.