استفاد فريق ميلان الايطالي من قاعدة احتساب الهدف الذي سجله خارج أرضه في مرمى جاره انتر ميلان بهدفين، وتأهل أول من أمس على حسابه للمباراة النهائية من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم المقررة في 28 الجاري على ملعب "اولدترافورد" في مدينة مانشستر الانكليزية. وسجل الاوكراني اندري شفتشنكو هدف ميلان قبل نهاية الوقت بدل الضائع من الشوط الاول بثوان معدودات، وأدرك الشاب اوبافيمي مارتينز من النيجر التعادل لانتر ميلان قبل 6 دقائق فقط من نهاية اللقاء الذي دار بينهما على ملعب "جوسيبي مياتسا" في مدينة ميلانو... وهو الملعب ذاته الذي تعادل عليه الفريقان اياباً صفر- صفر حين كان ميلان المضيف آنذاك. لم يشتم لقاء دربي مدينة ميلانو بين انترميلان وميلان من رائحة المسابقات الأوروبية سوى أسمه فقط، فهو جاء "ايطالي" صرف إذ اتسم بالحذر والحيطة واللعب الخشن الذي وصل الى حد العنف المتعمد والاشتباك بالايادي بين اللاعبين غير مرة. وغابت الكرة الحلوة التي اتسمت بها مباريات دوري أبطال أوروبا في السنوات الاخيرة، خصوصاً في هذه الادوار المتقدمة تحديداً. ولذا سيطرت اللياقة البدنية المرتفعة للاعبي الفريقين والحماسة البالغة والروح القتالية على الجانبين الفني والتكتيكي للمباراة، وخرج الأداء متواضعاً وأختفت الهجمات المنظمة واللمحات الفنية والفردية المميزة... وما أكد هذا المنحى أن الهدفين الذي انتهى عليهما اللقاء بالتعادل 1-1، جاءا من خطأين دفاعيين فاضحين. ففي الأول أرتبك المدافع الكولومبي ايفان كوردوبا من دون أي داع، وترك الكرة التي أرسلها الهولندي كلارنس سيدورف تصل الى شفتشنكو ليهز بها شباك فرانشيسكو تولدو في وقت حرج جداً... وفي الثاني أي هدف التعادل، لم يختلف الامر كثيراً لأن قائد ميلان باولو مالديني "تلعثم" بعد أن أخطأ زميله كوستا كورتا في التمرير وكانت النتيجة أن سمح الأول لمارتينز بالتوغل داخل منطقة جزاء ميلان وتسديد الكرة على يمين الحارس كريستيان ابياتي الذي حل محل العملاق البرازيلي ديدا المصاب في احد اصابع يده اليسرى. ولا يمكن طبعاً اعتبار غياب هداف انتر ميلان كريستيان فييري عن صفوف فريقه بسبب الاصابة أيضاً، وتواضع مستوى مهاجم ميلان فيليبو إنزاغي أهم سببين في تراجع اللعب الهجومي المكثف على المرميين... لأنه كان واضحاً منذ اللحظات الأولى ذلك الحرص الكبير الذي قتل حلاوة الأداء بعد أن انحصر اللعب في منتصف الملعب بتوجهات من المدربين الارجنتيني هكتور كوبر انتر ميلان وكارلو أنشيلوتي ميلان خصوصاً أن الاخير اعتمد أيضاً أسلوب الضغط المباشر في هذه المنطقة، ما أدى الى زيادة الالتحامات فتوترت بالتالي الاعصاب واضطر الحكم الفرنسي جيل فيسيير الى اشهار بطاقته الصفراء غير مرة من بينها 4 مرات في 3 دقائق... لكنه عفى عن مدافع انتر ميلان ماتارتزي عندما تعمد ركل شفتشنكو من دون كرة في منطقة حساسة، إذ أبقى بطاقته الحمراء في جيبه وسط دهشة الجميع! لكن لا بد من الاشارة الى أنه في خضم هذا اللعب "السلبي" من الجانبين، برز ظهيرا الاجناب في انتر ميلان كريستيانو كونسيساو والارجنتيني خافيير زانيتي إذ قدما جهداً رائعاً خصوصاً في الشوط الثاني الذي تفوق فيه فريقهما في شكل واضح على منافسه وهدد مرماه مرات عدة قبل وبعد تسجيل هدف التعادل... لذا بكى زانيتي كما لم يفعل من قبل عقب نهاية اللقاء. وأحسن انشيلوتي حين سحب نجمه الكبير إنزاغي من دون خوف أو تردد، لأن اللاعب بدا فعلاً بعيداً عن مستواه المعهود... لكن التغيير لم يفد كثيراً على أرض الواقع لأن البديل البرازيلي سيرجينيو لم يقدم أفضل مما قدمه إنزاغي! عموماً، غابت فرص التسجيل الحقيقية خلال المباراة لأسباب كثيرة من أهمها التكتل في منطقة وسط الملعب والتمركز الدفاعي أمام المرميين. لكن هذا لا يمنع من الاشارة الى أن الدقائق التي اعقبت تسجيل مارتينز هدف التعادل قد شهدت صحوة كبيرة من قبل لاعبي انتر ميلان الذين أرتفعت معنوياتهم وسعوا الى تسجيل هدف الفوز بكل الطرق الممكنة لأنه السبيل الوحيد لتأهلهم الى قمة الكبار جداً. ولاحت فرصتان ذهبيتان أمام السيراليوني محمد كالون وكوردبا، فسدد الاول الكرة بعيداً عن المرمى وأنقذ ابياتي مرماه من ضربة رأس الثاني... وحتى حارس انتر ميلان تولدو لم يترك فرصة حصول فريقه على ركلة ركنية في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع وتقدم الى منطقة جزاء منافسه في محاولة لتسجيل هذا الهدف المرتقب، بيد أن ابياتي كان له بالمرصاد وأبعد الكرة قبل أن تصل الى "عدوه" القادم من بعيد. وأطلق فيسيير الجيد جداً صفارة النهاية قبل نهاية الوقت بدل الضائع الذي أعلن عنه بثوان معدودات، فالتف من حوله لاعبو انتر ميلان معترضين... أما لاعبو ميلان فكانوا في الوقت ذاته يجوبون أرجاء الملعب يحتفلون بتأهلهم الى قمة دوري ابطال اوروبا، على اعتبار أن من ضرب ضرب ومن هرب هرب.