دعت الوزيرة البريطانية المستقيلة كلير شورت رئيس الوزراء توني بلير امس الى الاستعداد للتنحي من منصبه، بعد يوم على تقديمها استقالتها من منصبها على رأس وزارة التنمية الدولية. وحملت شورت بعنف على سياسة بلير في شأن العراق، مؤكدة ان حزب العمال الحاكم يجب ان ينظم "خلافة لائقة" له. وأوضحت في مقابلة نشرتها صحيفتا "ذي غارديان" و"فايننشال تايمز" ان حكومة حزب العمال يجب ان تكون لها "قيادة جيدة ووفية لقيم" الحزب. وشددت على أهمية "تنظيم خلافة لائقة من دون الدخول في انشقاقات"، معتبرة ان بلير "حقق انجازات عظيمة وسيكون من المحزن تمسكه بمنصبه وتقويض سمعته". وهاجمت رئيس الوزراء في واحد من أعنف الانتقادات التي شهدها البرلمان البريطاني منذ سنوات، واتهمته أثناء تقديمها استقالتها بتركيز السلطة السياسية في يده وأيدي عدد صغير من مستشاريه. وأوضحت شورت في كلمة استغرقت عشر دقائق أمام مجلس العموم: "أقول لرئيس الوزراء انه انجز اشياء عظيمة منذ العام 1997، ولكن من المفارقة انه قد يدمر إرثه بفعل هوسه المتزايد بمكانته في التاريخ". وانتقدت اسلوب بلير في ممارسة السلطة، معتبرة انه ينم عن نزعة سلطوية متزايدة. وتابعت ان الحكومة البريطانية "تدعم الولاياتالمتحدة في سعيها الى ترهيب مجلس الأمن لحمله على اصدار قرار يخول التحالف تشكيل حكومة عراقية والسيطرة على استخدام النفط من أجل اعادة الإعمار، مع منح الأممالمتحدة دوراً ضئيلاً". واعتبرت شورت في تصريحات نشرتها صحيفة "فايننشال تايمز" ان مشروع القرار الذي قدمته واشنطن الى الأممالمتحدة لرفع العقوبات عن العراق ودعمته بريطانيا "مليء بالعيوب". ورأت ان الأممالمتحدة وحدها هي المخولة تعيين حكومة عراقية جديدة. واكدت ان ذلك القرار يعمل ل"تهميش" المنظمة الدولية ووضع بريطانيا في موقف "مشكوك فيه قانونياً". وينص مشروع القرار على تخصيص حصة كبيرة من عائدات النفط العراقي الضخمة لصندوق اطلق عليه "صندوق مساعدة العراق" تحت اشراف قوة الاحتلال الاميركية. ولمحت شورت الى ان الحكومة البريطانية، بدعمها مشروع القرار خالفت نصيحة كبير المستشارين القانونيين للحكومة، المدعي العام. وشورت هي ثاني عضو بارز في حكومة بلير يستقيل بسبب العراق. وكان وزير الخارجية السابق روبن كوك استقال من منصب وزاري في مجلس العموم في اذار مارس الماضي، بسبب قرار الحكومة المشاركة في الحرب على العراق. وأوضحت صحيفة "ذي غارديان" اليسارية في افتتاحيتها ان بلير يجب ان يستمع الى انتقادات شورت، مؤكدة في الوقت ذاته ضرورة ألا تكون تصريحات الوزيرة المستقيلة بداية لمحاولة اطاحته. أما صحيفة "ذي تلغراف" اليمينية فإنتقدت شورت واعتبرتها "انانية"، و"ليست ضمير حزب العمال البريطاني". واتهمت صحيفة "ذي صن" اليمينية شورت بالنفاق. وتساءلت: "اذا كانت لا تحب بلير الى هذه الدرجة فكيف أخذت منه الاموال واحتفظت بمنصب كبير في الحكومة ست سنوات"؟