أكد الرئىس الايراني محمد خاتمي من بيروت أامس رفضه "الاتهامات والتهديدات التي يوجهها بعض المسؤولين في الادارة الاميركية الى بعض دول المنطقة، وخصوصاً سورية ولبنان"، واعتبرها "باطلة"، معلناً دعم بلاده "للمقاومة المشروعة للشعوب كافة". راجع ص8 جاء كلام خاتمي في مستهل المحادثات الموسعة التي ترأسها والرئىس اللبناني اميل لحود بعد ظهر امس في القصر الرئاسي اللبناني في اليوم الاول لزيارته التاريخية للبنان كما وصفها المراقبون. وجدد خاتمي اعلان وقوف ايران "الى جانب لبنان لاحقاق حقوقه المشروعة في تحرير بقية اراضيه المحتلة في الجنوب"، مؤكداً "أهمية أمن لبنان ووحدته وسلامة اراضيه، واستمرار التشاور بين البلدين في الظروف الدقيقة التي تمر فيها المنطقة". أما الرئىس لحود فذكّر بوقوف ايران الى جانب لبنان ابان الاحتلال الاسرائىلي، ممتدحاً حكمة خاتمي في مقاربته مسألة التفاعل بين الاديان. وشدد على التزام لبنان السلام على اساس قرارات الشرعية الدولية، محملاً اسرائىل مسؤولية ضرب كل المبادرات السلمية ومنها مبادرة السلام العربية من خلال الحرب على الفلسطينيين واطلاق التهديدات ضد لبنان وسورية. وفي موضوع العراق، شدد لحود على المحافظة على حق شعبه في تقرير مصيره بعيداً من الضغوط. وصرح رئيس الحكومة اللبنانية السيد رفيق الحريري بأن "احداً لا يريد المواجهة والكل يريد حلولاً في المنطقة، لا أرى ان الرئىس خاتمي يتطلع الى المواجهة، ولا أرى ان الرئىس السوري بشار الاسد يتطلع الى المواجهة وفي لبنان نحن لا نتطلع الى المواجهة، بل الى ان نحل مشكلاتنا ونحافظ على حقوقنا ونعطي السلام افضل فرصة ممكنة". وتميز اليوم الاول لزيارة خاتمي باستقبال شعبي حاشد في محيط مطار بيروت حيث اصطف عشرات الآلاف من مناصري حركة "أمل" و"حزب الله". وفاجأ الرئىس الايراني مستقبليه بالترجل من السيارة هو والرئىس لحود، خارقاً بذلك التدابير الأمنية. وقال اعضاء في الوفد الايراني المرافق ان عيني خاتمي اغرورقتا بالدموع عندما رأى الحشود التي استقبلته. وفيما وقع الجانبان اللبنانيوالايراني 6 اتفاقات للتعاون الاقتصادي والمالي والثقافي، اعقبتها محادثات، عقد خاتمي خلوة مع لحود، بعدما كان التقى في مقر اقامته كلاً من رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة. وخص خاتمي البطريرك الماروني نصرالله صفير بلقاء منفرد في جناح الضيافة في القصر الجمهوري يرافقه نائبه المطران رولان أبو جودة، في حضور وزير الخارجية الايراني كمال خرازي ومعاون خاتمي السيد محمد علي أبطحي. ووصف صفير اللقاء ب"الجيد جداً". وقال: "ان خاتمي رجل منفتح وذو ثقافة عالية ويحب لبنان وهذا ما افضى به لأكثر من لبناني، ولذلك كنا سعداء بهذه الزيارة". وعن المواضيع التي بحثت خلال اللقاء قال صفير: "مواضيع مختلفة، والمواضيع الروحانية، اذ يجب ان يكون الانسان مشدوداً الى ربه والى القيم الانسانية والاخلاق، وهو يقدر لبنان من هذه الناحية من حيث العيش المشترك". ونفى ان يكون الحديث تناول الوضع في الجنوب. وقالت مصادر الوفد الايراني ان خاتمي يعلق اهمية على زيارته لبنان من زاوية دلالاتها السياسية والاقتصادية والثقافية. إلى ذلك، رجحت مصادر ايرانية مطلعة "ألا يصل الطرح الاميركي في شأن "خريطة الطريق" على الصعيد الفلسطيني، الى نتيجة، لأنه يتجاهل اسس العدالة ويتجاوز الحقوق الاساسية للشعب الفلسطيني بما فيها حق عودة اللاجئين". واعتبرت انه "في حال قبل الفلسطينيون بما تفرضه "خريطة الطريق" فهذا شأنهم". وتوقعت عدم نجاح الخريطة بسبب مواقف رئىس الوزراء الاسرائىلي آرييل شارون الذي ليس لديه اقتناع بما هو مطروح من تسوية، إضافة الى احساسه بالاحراج داخلياً. ورأت مصادر الوفد أن المحادثات الايرانيةاللبنانيةوالايرانية السورية "هدفها تنسيق المواقف لرسم خطوات تحرك متناسق تجاه التطورات". وأعربت المصادر الايرانية عن ارتياحها إلى مستقبل "حزب الله". وأشارت الى الرؤية المشتركة بين لبنان وسورية و"حزب الله" تجاه الوضع في الشرق الأوسط. ورأت المصادر ان ل"حزب الله حضوراً فاعلاً في الحياة السياسية، ويعود له تقرير خطواته المستقبلية بما يتناسب مع تحقيق أهدافه".