تضاربت الانباء في شأن التسهيلات التي اعلنت الحكومة الإسرائيلية تقديمها الى الفلسطينيين "اكراما لعين" وزير الخارجية الاميركي كولن باول الذي التقى مسؤولين من الطرفين امس. ففي الوقت الذي تحدثت فيه الحكومة الإسرائيلية عن "رزمة تسهيلات"، نفى الفلسطينيون ان تكون التسهيلات كبيرة ومهمة الى هذا الحد، على الرغم من إيجابيتها. نفى مصدر أمني مسؤول فلسطيني امس الانباء التي ترددت عن دخول نحو 30 الف عامل فلسطيني، عبر الحواجز والمعابر والحدود مع قطاع غزة والضفة الغربية، الى اماكن عملهم داخل اسرائيل. وقال المصدر ل"الحياة" ان حديث الحكومة الاسرائيلية عن تسهيلات تشمل فتح المعابر والسماح بعودة نحو 30 الف عامل الى اماكن عملهم داخل اسرائيل، ليس اكثر من دعاية اعلامية يراد تسويقها على وزير الخارجية الاميركية كولن باول والمجتمع الدولي. واضاف ان المقصود من ذلك توجيه رسالة الى العالم والولايات المتحدة، مفادها ان اسرائيل شرعت في تقديم التسهيلات التي طلب الرئيس جورج بوش تقديمها للفلسطينيين وانها ستهيئ الاجواء لتنفيذ "خريطة الطريق". وكانت وزارة الدفاع الاسرائيلية اعلنت انها اوعزت الى الجيش الاسرائيلي رفع الاغلاق التام عن الضفة والقطاع اعتبارا من ليل السبت - الاحد. وقالت مصادر إسرائيلية ان نحو 15 الف عامل من القطاع يعملون في اسرائيل والمنطقة الصناعية "ايرز" شمال القطاع، وان نحو 12 الفا آخرين من الضفة يعملون داخل اسرائيل والمستوطنات في الضفة. 8500 عامل فقط في اسرائيل الا ان مراقبين ومصادر حقوقية واعلامية في القطاع اوضحوا ان نحو 4500 عامل يعملون في المنطقة الصناعية "ايرز" لم يتوقفوا اصلا عن العمل في ظل الطوق والاغلاق الشامل في الاسابيع الماضية باستثناء عدد قليل من الايام لمناسبة الاعياد اليهودية. واشاروا الى ان نحو نصف عمال القطاع البالغ عددهم نحو ثمانية الاف عامل سمح لهم الدخول عبر حاجز "ايرز" الى اماكن عملهم في اسرائيل صباح امس. واعتبروا الحديث عن اعداد كبيرة من العمال والتسهيلات محاولة من جانب اسرائيل ل"بيع باول بضاعة غير موجودة، او اقل مما هو مصرح بها، وكذلك اقل جودة"، في اشارة الى حالة التسهيلات التي يجري الحديث فيها. واوضحوا ان الاغلاق الذي فرض منتصف الشهر الماضي على معبر "ايرز" والمنطار كارني وصوفاه وغيرها، رفع بدرجات متفاوته بين معبر وآخر، الاسبوع الماضي، باستثناء السماح لدخول العمال من حاجز "ايرز" الذي كان من المفترض ان يتم ايضا الاسبوع الماضي، لكن الحكومة الاسرائيلية فضلت الانتظار الى اليوم لتقول لباول انها تقدم تسهيلات. انباء متضاربة عن اطلاق المعتقلين وتضاربت الانباء في شأن الافراج عن عشرات المعتقلين الفلسطينيين من السجون الاسرائيلية. ففي الوقت الذي نسبت مصادر اسرائيلية الى مصادر فلسطينية قولها ان اسرائيل افرجت عن 80 معتقلا اداريا من سجن معتقل "كتسيعوت" في صحراء النقب صباح امس، نفت مصادر في وزارة شؤون الاسرى والمحررين الفلسطينية صحة هذا ايضا، علما انها توقعت ان تقدم اسرائيل على مثل هذه الخطوة في اطار "دعم حكومة محمود عباس ابو مازن". وكشفت مصادر اسرائيلية ان اسرائيل تنوي الافراج حتى اليوم عن نحو 200 اسير ومعتقل، وكذلك عن نحو ثلاثة الاف معتقل في الفترة المقبلة كبادرة حسن نية. الا ان الفلسطينيين الذين خذلتهم اتفاقات اوسلو التي لم تتضمن أي بند للافراج عن المعتقلين جميعا، يطالبون المفاوضين الفلسطينيين عدم توقيع أي اتفاق هذه المرة من دون الافراج عن الاسرى والمعتقلين العرب والفلسطينيين جميعا و"تبييض السجون" الاسرائيلية. "شهداء الاقصى" تقتل مستوطناً وفي الوقت الذي كان باول يستعد للقاء الرئيس الاسرائيلي موشيه كتساف ورئيس الحكومة ارييل شارون ورئيس الحكومة الفلسطينية محمود عباس ابو مازن، قتل مقاومون فلسطينيون مستوطنا قرب مستوطنة"عوفرا" قرب مدينة رام الله حيث ما زال الرئيس ياسر عرفات يخضع لحصار من القوات الاسرائيلية التي تمنعه من حرية الحركة. وقالت مصادر اسرائيلية ان المستوطن الذي يقيم في مستوطنة "جفعات زئيف" في مدينة القدسالمحتلة قتل عندما انحرفت سيارة الى واد قريب من الطريق قرب مستوطنة "عوفرا" في اعقاب اطلاق النار عليه من قبل مسلحين فلسطينيين. وتبنت العملية "كتائب شهداء الاقصى" الذراع العسكرية لحركة "فتح". و"القسام" تستهدف اسرائيل ب"القسام" من جانبها، تبنت "كتائب القسام" الذراع العسكرية ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس في بيان لها عملية اطلاق ثلاثة صواريخ من نوع "قسام" امس في اتجاه بلدة سدوروت الاسرائيلية شرق قطاع غزة داخل "الخط الاخضر"، من دون وقوع اصابات، كما تبنت اطلاق اربع قذائف هاون في اتجاه مستوطنة "نفيه ديكاليم" الجاثمة فوق أراضي مواصي مدينة خان يونس جنوب القطاع ليل السبت - الاحد. وادى سقوط القذائف الى اصابة مستوطنتين بجراح. هدم اربعة منازل في خان يونس وفي اعقاب ذلك، توغلت الدبابات والجرافات الاسرائيلية في مخيم خان يونس وهدمت أربعة منازل للفلسطينيين واصابت شاباً بجروح متوسطة، انتقاماً لإطلاق القذائف.