تسارعت وتيرة العنف الدامي في النزاع بين الفلسطينيين والاسرائيليين بصورة كبيرة اذ وقع هجومان فلسطينيان جريئان امس في الضفة الغربيةوغزة ما اوصل عدد القتلى الاسرائيليين منذ العملية الانتحارية في القدس الغربية مساء السبت الى 21 على الاقل بينهم سبعة جنود. ودفع تفجر موجة العنف هذه برئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الى عقد اجتماع لحكومته صباح امس للبحث في تصعيد الهجمات الفلسطينية الذي جاء بعد عملية توغل الجيش الاسرائيلي منذ الخميس الماضي في مخيمي بلاطة وجنين للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية قتل خلالها 21 فلسطينيا. وانسحب الجيش فجر امس من مخيم بلاطة وفرض عليه حظر التجول. القدسالمحتلة، غزة - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - قالت مصادر عسكرية ان فلسطينيا واحدا يقف وراء تنفيذ الهجوم على حاجز للجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية الذي اودى بحياة عشرة اسرائيليين امس بينهم سبعة جنود وادى الى اصابة خمسة بجروح. واضافت المصادر ان مطلق النار تمركز على تلة واطلق النار على الحاجز العسكري بالقرب من مستوطنة "عوفرا" في الضفة الغربية فيما قال مستوطن ان اطلاق النار استغرق ما بين 20 دقيقة ونصف ساعة. وروى روني ساغي المستوطن من عوفرا في وقت سابق للاذاعة العامة الاسرائيلية: "تعرضنا لاطلاق النار من تلة مجاورة فيما كنا ننتظر بالقرب من الحاجز واعتقد ان قواتنا فوجئت ولم يتسن لها الرد". وقالت المصادر العسكرية ان مطلق النار الذي تمركز على تلة فتح النار اولا على الحاجز العسكري بالقرب من مستوطنة "عوفرا" في الضفة الغربية ما ادى الى مقتل ثلاثة جنود، الواحد تلو الاخر. واضافت المصادر انه قام بعد ذلك بقتل احد المسعفين في الجيش وضابط اخر هرعا الى المكان بالاضافة الى مستوطنين اثنين كانا ينتظران في سيارتهما امام الحاجز. واوضحت ان عسكريين وصلوا حينئذ الى المكان على متن آلية من دون التمكن من تحديد مكان مطلق النار الذي استغل ذلك لقتل اثنين اخرين ثم الهرب الى قرية فلسطينية مجاورة بعد ان اطلق 25 رصاصة. وتوفي اسرائيلي عاشر بعد ذلك متأثراً بجروحه وهو مستوطن. وافادت مصادر امنية وطبية فلسطينية ان عنصرين من جهاز المخابرات الفلسطينية استشهدا امس برصاص اسرائيلي خلال توغل للجيش في مدينة قلقيلية الخاضعة للحكم الذاتي في الضفة الغربية. كما استشهد الفلسطيني عامر زكي 21 عاما برصاص اسرائيلي امس في رام اللهالضفة الغربية. واصيب 18 فلسطينيا بجروح في هذا القصف بالدبابات اصابة احدهم بالغة. كذلك استشهد فلسطيني واصيب اربعة اخرون جروح احدهم بالغة امس بقذائف اطلقتها دبابات اسرائيلية على بلدة سلفيت المشمولة بالحكم الذاتي الفلسطيني شمال نابلس بالضفة الغربية. وقصفت طائرات اسرائيلية من طراز "اف-16" امس اهدافا فلسيطينية في رام الله واطلقت صاروخين على الاقل. وتوفي امس فلسطيني متأثراً بجروح اصيب بها في مخيم بلاطة الخميس الماضي لدى توغل الجيش الاسرائيلي في المخيم. وافاد مصدر امني فلسطيني ان ست دبابات اسرائيلية توغلت في مدينة جنين في الضفة الغربية مساء امس بعد اقل من يوم على انسحاب القوات الاسرائيلية من مخيم جنين للاجئين بعد عملية توغل دامية. غزة وفي قطاع غزة قتل جندي اسرائيلي امس في هجوم بالاسلحة الرشاشة على موقع عسكري بالقرب من حاجز "كيسوفيم" اسفر ايضا عن اصابة اربعة جنود اخرين بجروح. وتبنت حركتا "الجهاد الاسلامي" و"كتائب شهداء الاقصى" المرتبطة بحركة "فتح" التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات امس في بيان مشترك هذا الهجوم. وجاء في البيان الذي تلقت "الحياة" نسخة منه: "نهدي هذه العملية البطولية الى ارواح شهدائنا والى اهلنا المرابطين على ارض مخيمات بلاطة وجنين والخليل". وفي اعقاب هجوم "كيسوفيم" توغلت دبابة وناقلة جنود اسرائيليتان في المناطق الواقعة في قرى خزاعة وعبسان والقرارة شرق وشمال شرقي مدينة خان يونس لمسافة كيلومتر. واطلقت قوات الاحتلال نيران اسلحتها باتجاه المزارع في هذه المناطق ما ادى الى اصابة ثلاثة فلسطينيين بجروح نقل اثنان منهم الى المستشفى وخطف الجنود الاسرائيليون ثالثهم. من جهة اخرى، عثر على جثة اسرائيلي قتل بالرصاص مساء السبت على طريق قرب مستوطنة في الضفة الغربية. وعلم ان ذلك القتيل ضابط كبير في شرطة مباحث القدس يدعى موشي ديان. وفي رام الله قتل شرطي فلسطيني برصاص اسرائيليين امس كما قالت مصادر طبية. وقال الناطق باسم الحكومة الاسرائيلية ارييه ميكيل امس ان "عرفات اعطى الضوء الاخضر للمنظمات الفلسطينية لكي تشن هجوما ارهابيا ضد اسرائيل". وقالت السلطة الفلسطينية ان شارون هو الذي بدأ الحرب "القذرة" ضد الشعب الفلسطيني منتقدة ايضاً "التراخي الدولي" ازاء "العدوان" الاسرائيلي . واعلن الامين العام لمجلس الوزراء الفلسطيني احمد عبدالرحمن لوكالة "فرانس برس" ان "شارون هو الذي بدأ هذه الحرب القذرة ضد الشعب الفلسطيني". واشاد مروان البرغوثي امين سر حركة "فتح" في الضفة الغربية أمس الاحد ب"العمليات البطولية" التي نفذتها "كتائب شهداء الاقصى". وجرت هجمات امس غداة عملية انتحارية بالمتفجرات في حي ديني في القدس الغربية اسفرت عن مقتل تسعة اسرائيليين بينهم اربعة اطفال على الاقل بالاضافة الى الانتحاري. واصيب اكثر من 50 شخصا بجروح. ورد الجيش الاسرائيلي على هذا الهجوم بشن غارات بالمروحيات ليلا على مبان للسلطة الفلسطينية في بيت لحم جنوبالضفة الغربية من حيث جاء الانتحاري. وصباح امس حلقت طائرات "اف-16" فوق رام الله فيما اطلقت دبابات قذيفتين على مبنى للشرطة الفلسطينية من دون وقوع اصابات.