فيما يعيش قطاع غزة على وقع اجتياح، تحيط به الحشود العسكرية من كل جانب، اعلن قريبون الى رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون انه لن يتخلى عن نيته اقتحام مقر الرئيس ياسر عرفات في رام الله وطرده بعد القبض على قاتلي وزير السياحة السابق رحبعام زئيفي "الموجودين في المقر". واضاف هؤلاء ان شارون أبلغ وزير الخارجية الاميركي كولن باول انه سينفّذ الاقتحام بعد عودته الى واشنطن. ونشرت الصحف العبرية ان هناك "تفهّماً اميركياً لهذا الموضوع كون عرفات اصبح عقبة في طريق السلام"، حسبما قال وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر. وفيما نفت مصادر فلسطينية انسحاب الجيش الاسرائيلي من جنين، مؤكدة ان ما حصل هو اعادة انتشار فيها، قال شهود فلسطينيون ان دبابات دخلت في ساعة مبكرة امس مدينة قلقيلية التي انسحبت منها الاسبوع الماضي، ومسؤول "كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس في المنطقة اتتقل كما اعتقلت فتاة بتهمة التخطيط لتنفيذ عملية استشهادية. الناصر، غزة، القدسالمحتلة - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - أوضحت تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون وأركان حكومته انه ماض في تنفيذ المراحل المتبقية من عملية "الجدار الواقي" في ظل "دعم مطلق"، حسب وصف مقربين اليه، من الرئيس جورج بوش. ونقلت وسائل الاعلام العبرية ان شارون أبلغ وزراء المجلس المصغر للشؤون الأمنية والسياسية اصراره على القبض على قتلة الوزير رحبعام زئيفي الموجودين في مقر الرئيس ياسر عرفات" في رام الله وعلى "عدم التنازل عن أي بند من المقترحات التي قدمها المبعوث الاميركي انتوني زيني" وقبلتها اسرائيل ورفضها الفلسطينيون. ورأى مراقبون في دعم الرئيس الاميركي مطلب شارون في تسليم قتلة زئيفي ضوءاً أخضر لقوات الاحتلال لاقتحام مقر عرفات. واكدت صحيفة "يديعوت احرونوت" أمس، اعتماداً على مصادر موثوقة، ان شارون أبلغ وزير الخارجية الاميركي كولن باول قراره تنفيذ هذه العملية وانه "لولا الخشية من ان تؤدي الى المس بالقاتل عرفات، لقمنا بها منذ زمن. وقد التزمت اخلاقياً بإحضار القتلة الى المحاكمة في اسرائيل". وتابعت الصحيفة ان شارون حين رأى وجه باول امتقع سارع الى تهدئته بأن العملية لن تتم خلال زيارته للمنطقة "كي لا تتهموا بالتعاون معنا". الى ذلك، عادت اسرائيل تتحدث عن ابعاد الرئيس الفلسطيني من المنطقة، ونشرت صحيفة "معاريف" امس ان الموضوع نوقش من جديد في جلسة المجلس الوزاري مساء أول من امس وان شارون ونائبه سلفان شالوم ووزراء اليمين، اضافة الى رئيس أركان الجيش الجنرال شاؤول موفاز أيدوا الفكرة في حين عارضها رئيس جهاز الاستخبارات العام شاباك آفي ديختر ووزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر. ونقلت الصحيفة عن مصادر قريبة الى شارون تهديده بأنه اذا أصر عرفات على رفض الاعلان عن وقف النار ومحاربة "قواعد الارهاب"، فلن يتردد في ابعاده. وأضافت ان رئيس الحكومة الاسبق بنيامين نتانياهو، العائد من جولة في الولاياتالمتحدة التقى خلالها نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني ومستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس وأقطاب الكونغرس، ابلغ شارون ان الاميركيين ناضجون لاجراء اسرائيلي يكمل العملية ويبعد عرفات باعتباره العقبة الوحيدة في طريق السلام". وكرر بن اليعيزر، امس موقفه من الرئيس الفلسطيني "الذي أنهى دوره كزعيم للسلام ويقف اليوم على رأس ائتلاف الارهاب". واعتبرت مصادر سياسية في تل ابيب تصريحات بوش الداعمة لشارون "ضربة قوية سددها" الى الرئيس عرفات. وقال مراسل التلفزيون الاسرائيلي في واشنطن ان بوش، بدعمه الصريح هذا، انما أراد توبيخ وزير خارجيته الذي تجرأ على توجيه انتقاد ضمني الى اسرائيل على عدم سحب قواتها من الأراضي الفلسطينية. غزة أعلنت مصادر فلسطينية وإسرائيلية ان فلسطينياً فجر سيارته قرب حاجز عسكري يفضي الى تجمع مستوطنات "غوش قطيف" جنوب قطاع غزة، ما ادى الى اصابة جنديين بجروح طفيفة. واعلنت "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد الاسلامي" على موقع الحركة على شبكة الانترنت مسؤوليتها عن الهجوم، مشيرة الى ان "الشهيد البطل المجاهد عبد الله حسن ابو عودة 20 عاماً هو منفذ العملية البطولية". وتوعدت "الصهاينة بالمزيد من العمليات النوعية في قطاع غزة رداً على جرائمه بحق الفلسطينيين". وبعد الانفجار، توغل الجيش في منطقة يشملها الحكم الذاتي الفلسطيني في محيط بلدة القرارة. وفي جنوب قطاع غزة ايضا، وتحديدا في رفح، قتل ثلاثة فلسطينيين عندما اقتحم الجيش منطقتي معبر رفح الحدودي والبرازيل. وقال الجيش ان الجنود الذين كانوا يبحثون عن مطلوبين ردوا على قنابل يدوية واطلاق نار من اسلحة آلية، وهو ما نفاه مسؤول امني فلسطيني قال لوكالة "فرانس برس" ان "قوات الاحتلال توغلت في رفح وسط اطلاق النار وقذائف المدفعية رغم حال الهدوء في المنطقة". واكدت مصادر طبية مقتل منار الشاعر 31 عاما بعد اصابته بأعيرة نارية خصوصاً في الرأس والصدر، كما قتل يوسف زنون 38 عاماً بعدما اصيب برصاصتين من النوع الثقيل في الرأس جراء قصف اسرائيلي بالرشاشات الثقيلة على حي البرازيل ومنطقة معبر رفح. وفي وقت لاحق، توفي مراد قشطة 19 عاما متأثراً بإصابته بجروح خطيرة خلال عملية التوغل التي اسفرت كذلك عن اصابة خمسة مواطنين اخرين على الاقل بينهم طفل بجروح. اما وسط قطاع غزة، فقتل مسلحان فلسطينيان تنكرا بلباس جنود اسرائيليين اثناء محاولتهما التسلل الى مستوطنة "نتساريم". وتبنت العملية "سرايا القدس"، موضحة ان اثنين من اعضائها هما محمد ارحيم 19عاماً وسالم حسونة 18عاماً نفذا العملية. وفي شمال قطاع غزة، قتل فلسطيني مساء اول من امس اثناء محاولته التسلل الى مستوطنة "دوغيت". واوضحت مصادر امنية ان "الشهيد محمود ابو شوقة 15 عاماً قتل برصاص الجيش وهو يحمل حقيبته المدرسية". وبذلك يكون عدد الذين سقطوا برصاص الجيش في قطاع غزة خلال 24 ساعة ارتفع الى سبعة شهداء. واتهمت القيادة الفلسطينية امس القوات الاسرائيلية بتصعيد "عدوانها" ضد الشعب الفلسطيني، مشيرة الى وجود تحركات وتعزيزات عسكرية اسرائيلية في دير البلح وخان يونس جنوب قطاع غزة. وقال ناطق باسم السلطة الفلسطينية في بيان بثته وكالة الانباء الفلسطينية ان "جميع المحافظات تشهد تحركات عسكرية لقوات الاحتلال النازي خصوصاً حول مدينتي خان يونس ودير البلح"، موضحاً ان رفح "شهدت اطلاق نيران الرشاشات الثقيلة من مواقع قوات الاحتلال على الشريط الحدودي". ثلاثة شهداء في الضفة اما في الضفة الغربية، فبلغ عدد الشهداء ثلاثة، اذ أفادت مصادر طبية ان الفتى محمود ابو خضرة 9 اعوام قتل برصاصة في الصدر اصيب بها في بيتونيا المجاورة لرام الله. وافاد احد الشهود: "كنا على الشرفة فسمعنا اطلاق نار. وكانت آليتان اسرائيليتان لنقل الجند تتقدمان في الشارع. وسمعت ازيز الرصاص ورأيت الجيران ينقلون الفتى"، موضحاً ان فلسطينيين كانوا نزلوا قبيل ذلك الى الشارع لشراء الخبز رغم اجراء حظر التجول. واكد ان الجيش منع سيارة اسعاف تابعة للهلال الاحمر الفلسطيني التي وصلت بعيد الحادث لى المكان، من الاقتراب على مدى اكثر من عشر دقائق. وقال احد مراسلي وكالة "فرانس برس" ان حظر التجول الذي يفرضه الجيش لم يرفع. كذلك افادت المصادر الطبية ان فتى فلسطينياً في الخامسة عشرة لم تعلن هويته بعد، قتل ايضا برصاصة في الرأس صباح امس وسط رام الله، في مكان لا يبعد كثيرا من مقر البلدية. وقتل عسكريون اسرائيليون صباح امس فلسطينيا قرب "الخط الاخضر" الفاصل بين الضفة واسرائيل. وقال ناطق باسم "حرس الحدود" ان دورية أوقفت الفلسطيني الذي اشتبهت به على طريق قرب قرية عنين شرق مدينة ام الفحم، وقتلته بعد ان اخرج سكيناً محاولا ان يطعن احد الضباط بها. وفي جنين، نفى مسؤول فلسطيني ما اعلنته اسرائيل عن انسحاب قواتها ليل الخميس - الجمعة من المدينة ومخيمها، وقال ان الجيش حرك دباباته من اماكنها واعاد نشر قواته لكنه لم ينسحب. وافادت ناطقة باسم الجيش مساء اول من امس ان عشرات الفلسطينيين الذين قتلوا ما يزالون "على الارجح" مطمورين تحت انقاض نحو "مئة منزل" دمرها الجيش في المخيم. ورد وزير العدل الاسرائيلي مئير شيتريت على مبعوث الاممالمتحدة تيري رود -لارسن مبدياً "اسفه" لعدم مقتل "عدد اكبر من الارهابيين" في مخيم جنين. وقال: "اذا كان رود - لارسن يحرص على هؤلاء اللاجئين الفلسطينيين فليس امامه سوى اقناع بلاده النروج بفتح ابوابها لاستقبالهم". وكان لارسن اعتبر ان ما جرى في جنين "فظائع تفوق التصور". اعتقال "استشهادية" وفي بيت لحم حيث ما يزال الجيش يحاصر اكثر من 200 فلسطيني متحصنين في كنيسة المهد، اعتقل ليل الخميس - الجمعة المسؤول العسكري ل"كتائب عز الدين القسام"، الجناح المسلح لحركة "حماس" في منطقة بيت لحم خالد طافش 44 عاماً من دون وقوع مواجهات. وكان هذا المسؤول ملاحقاً منذ سنوات من جانب السلطات الاسرائيلية التي تتهمه بالاشتراك في هجمات مناهضة لاسرائيل. وأُبعد هذا المسؤول الى لبنان مطلع التسعينات مع نحو 400 شخص اتهموا بالانتماء الى منظمات اسلامية فلسطينية. واعلنت مصادر فلسطينية واسرائيلية ان مشتبهاً في انها كانت تعد لعملية استشهادية في اسرائيل اوقفت امس في بيت لحم في الضفة. وقالت ان الشابة سامية يوسف طقاطقة 17 عاماً من انصار حركة "فتح" التي يتزعمها الرئيس ياسر عرفات لكنها ليست عضواً فيها.