سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المستوطنون طالبوه ب"اغتيال" الرئيس الفلسطيني ... وعبد ربه أكد تمسك الشعب بالحرية والاستقلال شارون يشترط على عرفات لتخفيف القيود الاقتصادية "الدعوة لانهاء العنف والتحريض واستئناف التنسيق الامني"
اتهمت السلطة الفلسطينية رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتخب ارييل شارون باتباع مبدأ "الامن مقابل الغذاء" كاساس لسياسته المقبلة في ضوء تصريحاته الاخيرة، فيما دعا رؤساء المستوطنين اليهود شارون الى "اغتيال" الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وقال وزير الاعلام والثقافة في السلطة الفلسطينية ياسر عبد ربه في تصريح خاص ل"الحياة" انه "يبدو ان شارون ما زال يفكر بالاسلوب العنصري الذي اعتاد عليه فهو يقول بصراحة اننا اذا التزمنا الهدوء التام، فسوف يسمح لنا ان نأكل وبالتالي فإن سياسته تقوم ليس على اساس مبدأ الامن مقابل السلام وانما الامن مقابل الغذاء او الطعام". وقال عبد ربه ان "شارون لا يريد ان يفهم الدرس الاول البديهي للعملية السلمية وهو ان الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال يريد الحرية والاستقلال وخروج الاسرائيليين من ارضه وليس مجرد الحصول على قوت يومه كما يظن غلاة العنصريين الاسرائيليين". واعتبر تصريحات شارون "اهانة لكرامة الفلسطينيين كشعب واهانة لهم كبشر". وكان شارون كشف في بيان اصدره من مكان اقامته في مزرعة "شيكميم" في النقب عن "المطالب الثلاثة" التي طلب من وزير الخارجية الاميركي كولن باول طرحها على الرئيس الفلسطيني خلال لقائهما في رام الله اول من امس. واورد البيان المطالب الثلاثة وهي: "ان يصدر عرفات بياناً علنياً وواضحاً بالعربية يندد فيه من دون لبس بالعنف ويدعو الى انهائه"، و"ان توقف السلطة الفلسطينية التحريض" ضد اسرائيل، و"استئناف التنسيق الامني بين الجانبين على الارض". واضاف شارون في بيانه: "اذا تم تنفيذ هذه المطالب فان اسرائيل ستسمح بادخال المواد الخام كما ستسمح بدخول العمال الفلسطينيين الى داخل اسرائىل". واشار شارون في البيان الى انه تحدث تلفونياً مع باول بعد لقاء الاخير بالرئيس الفلسطيني من دون اعطاء تفاصيل عن فحوى المحادثة. وتزامن صدور البيان مع اقوال نسبت الى شارون نفسه نعت فيها عرفات ب"الكاذب". ونقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي عن شارون قوله خلال لقاء مع كبار الحاخامين الاسرائيليين مساء الاحد ان "عرفات كاذب ولم يلتزم يوماً بأي اتفاق من الاتفاقات". أما مجلس المستوطنات اليهودية في الضفة والقطاع فقد وصف عرفات بأنه "عدو وليس شريكاً". ودعا المجلس في بيان وجهه الى شارون الى "محاربة الاعداء واذا أمكن تصفيتهم ويجب اغتيال عرفات لأنه يبعث بالارهابيين باتجاهنا". وعقب عبد ربه على دعوات المستوطنين بالقول انه "اذا صح ما قاله عن الرئيس عرفات، فانه بذلك يحرض على القتل ولهذا نفهم ما معنى البيان الصادر عن مجلس المستوطنين، وهو ليس الا تلبية للافكار والمواقف التي يطرحها شارون". وفيما قالت مصادر صحافية اسرائيلية ان وزير الخارجية الاميركي باول رفض طلباً فلسطينياً بان يكون ممثل عن وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي ايه موجوداً في لقاءات امنية بين الفلسطينيين والاسرائيليين، عقد لقاء امني هو الاول من نوعه منذ انتخاب شارون في السادس من شباط فبراير الجاري عند حاجز "ايرز" العسكري الاسرائيلي المقام على المدخل الشمالي لقطاع غزة. وقالت مصادر فلسطينية ان الاجتماع الذي عقد مساء الاحد حضره قائد "المنطقة الجنوبية" في الجيش الاسرائيلي دورون ألموك ورئيس قوات الامن الوطني الفلسطيني العميد عبد الرازق المجايدة. وقال المجايدة ان الجانب الفلسطيني طالب الاسرائيليين برفع الحصار المفروض على محافظاتغزة وازالة الحواجز التي قطعت اوصال القطاع. واتهم المجايدة الاسرائيليين بعدم الالتزام بما تم الاتفاق عليه موضحاً ان الاجراءات التي قام بها الجيش "غير كافية" وطالبهم بفتح المعابر البرية والمطار الفلسطيني. وقالت مصادر فلسطينية ل"الحياة" ان الجيش الاسرائيلي ازاح الكتل الخرسانية التي وضعها على الشارع الرئيس الذي يربط شمال القطاع بجنوبه الا انه ابقى على المجنزرات والدبابات على جوانب الطريق الذي جرفت الاليات الاسرائيلية طبقته الاسفلتية وحولته طريقاً وعراً لاعاقة تحرك المواطنين. وأكد مواطنون في خان يونس ل"الحياة" ان الجنود الاسرائيليين جددوا قصفهم لمخيم اللاجئين في المدينة منذ ساعات ظهر امس. واضاف هؤلاء ان السلطات الاسرائيلية سحبت تصاريح العمل لاكثر من 25 عامل فلسطيني يعملون داخل المستوطنات اليهودية القريبة من المخيم وابلغوهم بفصلهم من عملهم. وقال المواطنون ان هذا الاجراء هو الاول من نوعه في منطقة خان يونس منذ اندلاع المواجهات قبل اكثر من خمسة اشهر.