حصل مكتب التحقيقات الفيديرالي الاميركي أف بي آي للمرة الاولى على ادلة ملموسة قد تساعده في التعرف الى منفذ الهجمات بالرسائل الملوثة بعصية الجمرة الخبيثة انثراكس التي ادت الى مقتل خمسة اشخاص في شرق الولاياتالمتحدة في خريف 2002، بحسب ما اوردت صحيفة واشنطن بوست امس. وافادت الصحيفة ان فرق غواصي ال"أف بي آي" التي قامت باستكشاف مستنقعات تقع قرب مختبر عسكري للابحاث الطبية في فريدريك ماريلاند في كانون الاول ديسمبر وكانون الثاني يناير الماضيين، عثرت على انابيب مغلفة بالبلاستيك وادوات مماثلة لتلك التي تستخدم في المختبرات لمعالجة المواد السامة. وعلى رغم التحقيق المكثف الجاري منذ 18 شهراً، لم ينجح "أف بي آي" في التعرف الى القاتل بعصية الجمرة الخبيثة الذي زرع الرعب خلال الاسابيع التي تلت هجمات 11 ايلول، عبر توجيه رسائل ملوثة بهذه العصية الخطيرة. وأدت هذه الهجمات الى اصابة عشرين شخصاً بالجمرة الخبيثة ولا سيما في مراكز توزيع البريد في حين كانت الهجمات تستهدف بصورة خاصة مسؤولين برلمانيين. وأدت هذه الهجمات الى اغلاق بعض مباني الكونغرس في واشنطن والمركز الرئيسي لتوزيع البريد في العاصمة لاسابيع عدة من اجل تطهيرها بشكل تام من اي آثار لعصية الجمرة الخبيثة. وأوردت صحيفة "واشنطن بوست" ان بعض المحققين يعتبرون ان منفذ الهجمات ادخل العصيات في مغلفات الرسائل مستخدماً الادوات وانابيب المختبرات التي عثر عليها. وذكرت الصحيفة ايضاً ان المحققين يخططون الآن لتجفيف احد المستنقعات الواقعة قرب فريدريك على مسافة 60 كلم شمال غربي واشنطن الشهر المقبل. وأثارت هذه الاكتشافات الاخيرة اهتمام المحققين بستيفن هاتفيل الخبير السابق في الارهاب البيولوجي والذي عمل سابقاً في مختبر فريدريك العسكري واقام قرب هذه المدينة. واعتبرته وزارة العدل "شخصاً مهماً" في اطار التحقيق، على رغم ان "أف بي آي" لم يتمكن حتى الآن من اثبات تورطه في الهجمات. وتلقى الباحث الذي ما زال يؤكد براءته، تدريباً في الغطس والعناية الطبية في قاع البحار. واوردت الصحيفة ان محاميه وصف النظرية الاخيرة ل"أف بي آي" بأنها "هذيان"، مؤكداً براءة موكله.