واشنطن - اف ب، ا ب - فتح المحققون رسالة ملوثة بنوع قوي جداً من عصيات الجمرة الخبيثة كانت ارسلت الى السيناتور باتريك ليهي، مستخدمين تجهيزات متطورة تجنباً لانتشار الغبيرات في الجو ، استناداً الى تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" اليوم امس. وفتحت الرسالة بعد اسبوعين من العثور عليها في 16 تشرين الثاني نوفمبر الماضي في احد اكياس البريد الستمئة الموجهة الى الكونغرس. ويتوخى المحققون حذراً شديداً لانهم يعتبرون ان الرسالة تحوي اقوى اثبات حتى الآن، قد يتمثل في بصمات او آثار للحمض الريبي النووي للمرسل. وعرض خبراء توجهوا الى الكونغرس الاربعاء فرضيات متناقضة عن مصدر عصيات الجمرة الخبيثة التي عثر عليها في رسائل ملوثة مرسلة من داخل الولاياتالمتحدة واسفرت عن وفاة خمسة اشخاص. وقال المسؤول السابق في برنامج الاممالمتحدة لمراقبة الاسلحة الجرثومية في العراق الدكتور ريتشارد سبيرتزل ان "عصية الجمرة الخبيثة التي تضمنتها هذه الرسائل ليست من النوع الذي يتم التعامل به بخفة في مختبر جامعي". ورأى ان العصية من "نوع يشير الى انها لم تكن من الممكن ان تنتج الا عن مجموعة شاركت خلال السنوات الماضية في برنامج جرثومي حالي او قديم طورته دولة"، مستبعداً فرضية قيام شخص منفرد بالعملية. واعتبر ان وصف مكتب التحقيقات الفيديرالي الاميركي "اف.بي.آي" الشخص الذي يقف وراء الرسائل الملوثة بجرثومة الجمرة بأنه مختل "فيه كثير من التمويه والخداع". لكن كين اليبك المساعد السابق لمدير البرنامج السري السوفياتي للاسلحة الجرثومية المقيم في الولاياتالمتحدة اعتبر ان طريقة انتاج العصية تبدو "بدائية". واعتبر متوجها الى لجنة العلاقات الدولية في الكونغرس ان الذين انتجوا العصيات "ليسوا محترفين ذوي كفاءات عالية". ولم تستبعد السلطات الفيديرالية اي فرضية لتفسير موجة الهجمات الارهابية بالجمرة الخبيثة، لكنهم اكدوا مراراً انهم لا يملكون اي اثبات يربط هذه الهجمات بمنظمة او دولة اجنبية. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الاثنين ان عصية الجمرة الخبيثة قد يكون مصدرها برامج عسكرية تم تطويرها سراً في مختبرات اميركية. من جهة اخرى، اعلن وزير العدل الاميركي جون اشكروفت الاربعاء ان الشرطة الاميركية اعتقلت ناشطاً ضد الاجهاض معروف لدى السلطات ويشتبه في انه ارسل رسائل توحي بانها تحتوي على عصية الجمرة الخبيثة. والشرطة الفيديرالية الاميركية تلاحق كلايتون لي واغنر منذ نجاحه في 22 شباط فبراير في الهرب من سجن فيديرالي. ويعتبر "اف.بي.آي" واغنر احد اخطر عشرة فارين. وهو متهم بارسال مئات الرسائل الى مراكز طبية تنفذ عمليات اجهاض.