اتهم خبير أميركي تابع عن قرب حالات الإصابة بعصية الجمرة الخبيثة الأنثراكس في الولاياتالمتحدة، قبل عامين، الشرطة الفيديرالية إف بي آي بأنها ارتكبت خطأ فادحاً في التحقيق الذي لا يزال جارياً حتى الآن بشأن هذه الإصابات من خلال تركيزها على فرضية أن الجاني هو شخص واحد ويعمل منفرداً. وكانت ال "إف بي آي" بدأت التحقيق عقب وفاة الصحافي الأميركي روبرت ستيفان من إصابة بالأنثراكس. وتبعت هذه الحالة إحدى عشرة إصابة إضافية حصلت جميعها عن طريق التنشق وتوفي لاحقاً خمسة من المصابين، بالإضافة إلى ست إصابات أخرى في الجلد من المسحوق ذاته، تبين أن جميعها نتج عن استلام المصابين رسائل بالبريد تضمنت المسحوق القاتل. وفي مؤتمر صحافي له مساء أول من أمس بمناسبة صدور كتابه "رسائل الأنثراكس: رواية محقق بوليسي طبي"، قال المؤلف ليونارد كول، أن الهجوم بالأنثراكس يرتبط ارتباطاً وثيقاً بهجمات 11 أيلول سبتمبر 2001، وأضاف أنه بدلاً من التدقيق في هذه العلاقة سارعت ال"إف بي آي" إلى وضع رسم تخيلي لشخصية الجاني يستند إلى فرضية أنه إرهابي منفرد، ما أدى إلى اعتقال مواطنين أميركيين أحدهما عسكري، لكن تبين أنه لا علاقة لهما بهذا العمل الإرهابي. ووفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز" أورد كول دلائل عدة لإثبات فرضيته، أهمها أن أحد خاطفي الطائرة التي تحطمت في بنسلفانيا أحمد الحزنوي كان تلقى علاجاً من إصابة جلدية غريبة في ساقه، أثارت شكوك الطبيب الأميركي الذي أشرف على علاجه الدكتور كريستوس تسوناس وشكّ في أنها ناتجة عن إصابة بالأنثراكس، وأن اثنين من الخاطفين حمزة الغامدي ومروان الشحي استأجرا شقة من زوجة الصحافي، أول مصاب بالأنثراكس، بالإضافة إلى أن ستة من الخاطفين أقاموا عشية تنفيذ الهجمات في نيوجيرسي التي أرسلت منها بالبريد رسائل تضمنت المسحوق القاتل. وأبلغ المؤلف الصحافيين أنه لا يعلم هوية منفذ أو منفذي هجمات بالأنثراكس، لكنه مع عدد كبير من الناس يعتقدون أن ال "اف بي آي" أخطأت في اتباع خطة لا تربط بين هذه الهجمات والتفجيرات في نيويورك وواشنطن وبانسلفانيا، وأن الدلائل التي أوردها ليست مجرد صدف عابرة. وأضاف أنه وضع كتابه للفت الانتباه إلى خطر تعرض الولاياتالمتحدة فعلاً لهجمات بأسلحة بيولوجية شبيهة.