واشنطن - ا ف ب، رويترز - أُفيد أمس ان رسائل "الجمرة الخبيثة" التي أصابت الولاياتالمتحدة بالذعر، هي على ما يبدو من صنع "متطرفين أميركيين" ولا علاقة لها بتنظيم "القاعدة" وأسامة بن لادن. وجاءت هذه المعلومات في وقت نفى البيت الأبيض علاقة للعراق بعصيات "الأنثراكس" التي تضمنتها رسالة موجهة الى زعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ توماس داشل. وصدر نفي البيت الابيض مساء الجمعة، رداً على تقرير في شبكة التلفزيون الاميركية "ايه. بي. سي." أفاد ان التحاليل التي اجريت على عصيات "الجمرة الخبيثة" التي ارسلت الى داشل اظهرت وجود مساعد كيماوي يحمل علامة برنامج الاسلحة البيولوجية العراقية. وقال الناطق باسم البيت الابيض آري فلايشر: "هذا ليس صحيحاً". وأضاف: "على رغم اننا لا نستبعد ان تكون اعدت في دولة اجنبية او ان تكون نتيجة ارهاب دولة، فان النوعية الجيدة للعصيات تشير الى احتمال ان يكون اعدها خبير في علم الجراثيم او مختبر جيد التجهيز". وتابع: "كل ذلك لا يعني اننا نستبعد الان افتراض شن هجمات بدعم من دول ارهابية او ان تكون اتت من الخارج، لكن ذلك يوسع بالتأكيد مجال الاحتمالات الى ابعد من الدول الارهابية او المنشأ الاجنبي". متطرفون في اميركا ؟ وكتبت صحيفة "واشنطن بوست" أمس ان مكتب التحقيقات الفيديرالي اف. بي. آي ووكالة المخابرات المركزية سي. آي. إيه يعتقدان بان متطرفين في الولاياتالمتحدة وليس اتباع اسامة بن لادن هم الذين وراء هجمات رسائل "الجمرة الخبيثة". وقالت ان كبار المسؤولين يشعرون بقلق متزايد من هذه الهجمات التي حولت انتباه الرأي العام عن "الخطر الاكبر" الذي يمثله تنظيم "القاعدة". واضافت ان هؤلاء المسؤولين يعتقدون بان المخطط للهجمات بطائرات ركاب مخطوفة في 11 ايلول سبتمبر الماضي يخطط لموجة ثانية من الهجمات ضد المصالح الاميركية في الداخل أو الخارج يمكن ان تحدث في أي وقت. جماعات يمينية ويدرس مكتب التحقيقات وادارة التفتيش في هيئة البريد عدداً من المصادر المحلية التي يُحتمل ان تكون وراء هجمات الجمرة الخبيثة تشمل جماعات يمينية تنضح كراهية واشخاصاً مقيمين في الولاياتالمتحدة يتعاطفون مع قضايا المتطرفين الاسلاميين. وقال مسؤول كبير في الحكومة للصحيفة: "كل شيء يشير الى مصدر محلي ... لا شيء ينطبق على عملية من نوع الارهاب القادم من الخارج". وأوضح: "لا تتفق رسائل الجمرة مع نمط الهجمات التي يشنها تنظيم القاعدة". ودعا السناتور توم داشل أمس انه يجب ان تحشد أميركا بسرعة دفاعاتها ضد الارهاب البيولوجي. وقال: "لا يمكننا ان نعرف من أين يأتي الخطر التالي أو الشكل الذي سيكون عليه ... لكن يتعين علينا ان نفترض انه ستكون هناك مرة قادمة. ويجب علينا ان نكون مستعدين". واعلنت الشرطة انها عثرت على اثار ل"الجمرة الخبيثة" في مكاتب ثلاثة من اعضاء مجلس النواب في مبنى حكومي مجاور للكونغرس. وقال اللفتنانت دان نيكولس من شركة الكونغرس انه تم اكتشاف "الجمرة" في الطابقين السادس والسابع من مبنى لونغوورث الاداري في مكاتب العضوين الديموقراطيين جون بالاداسي من ولاية مين وروش هولت من نيوجيرزي والعضو الجمهوري مايك بينس من انديانا. وفي الرياض، صرح وزير الصحة السعودي اسامة الشبكشي الى صحيفة "عكاظ" بان السلطات الصحية في المملكة تجري فحوصات "لعدة حالات مشتبه فيها الاصابة" بمرض الجمرة الخبيثة، موضحاً ان 28 طرداً بريدياً مشبوها خضعت للمعاينة وتبين انها خلية من عصيات هذا المرض. وفي الكويت، اعلن مسؤول في وزارة الصحة الكويتية ان الفحوص التي اجريت على ثماني رسائل كان يشتبه في احتوائها الجمرة الخبيثة اثبتت خلوها من عصيات هذا المرض. وفي سيول، قالت الشرطة السبت ان ذعراً من "الجمرة الخبيثة" في فرع لشركة "فايزر" الاميركية لصناعة الادوية في كوريا الجنوبية كان مجرد انذار كاذب. وفي كولومبو، قال ديبلوماسي فرنسي ان سفارة بلاده في سريكلانكا ستفتح ابوابها مرة اخرى بعد حال من الهلع من تلقي بريد ملوث بالجمرة الخبيثة.