قالت مصادر مطلعة ل "الحياة"، في اتصال هاتفي من بغداد، ان سربين من المروحيات الاميركية شاركا في الثانية ليل الاحد - السبت في الإغارة على عمارتين في بغداد في حيي الرصافة والكرخ. وافادت بأن قذائف اطلقت وأحدثت دماراً في المبنيين قبل ان تقتحمهما قوات اميركية ثم تخرج ومعها 18 شخصاً غطّيت رؤوسهم بأكياس من المبنى الموجود في الرصافة، و11 شخصاً من المبنى الآخر، واقتيد المعتقلون الى جهة مجهولة. ولم تعلن القوات الاميركية امس عن أي اعتقالات جديدة. وأوضحت المصادر ان أحد العمارتين يملكهما الشخص الذي يملك أيضاً المنزل الذي اعتقلت فيه العالمة العراقية هدى عماش. ويُعتقد ان أحد المسؤولين السابقين المعتقلين هو من أرشد الاميركيين الى العمارتين للمساعدة في اعتقال الرئيس العراقي السابق صدام حسين. في غضون ذلك، صرح رئيس أركان الجيوش الاميركية ريتشارد مايرز بأن رئيس مكتب اعادة الاعمار في العراق الجنرال المتقاعد جاي غارنر "سيبقى في العراق على الأقل في الوقت الحاضر"، وأعلن "حل الحرس الجمهوري" التابع للرئيس العراقي السابق صدام حسين، وأضاف انه "يجب أن يكون هناك جيش عراقي قوي يحمي البلاد كما تفعل الجيوش الأخرى"، موضحاً ان الفريق الذي يعمل برئاسة غارنر وفريق الموفد الرئاسي الاميركي الى العراق بول بريمر سيعملان على "تكوين قوات مسلحة عراقية بعدد مناسب قادر على حماية الدولة، ولكن ليس الى درجة تجعلها تتحول الى مصدر خطر يهدد الجيران"، وأكد مايرز الحاجة الى استمرار بقاء القوات الأميركية في المنطقة. أما الجنرال تومي فرانكس قائد قوات التحالف فأعلن في بيان بث من اذاعة تشرف عليها القوات الاميركية في بغداد "حل حزب البعث" في العراق. وفي غضون ذلك، اعلن رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق آية الله محمد باقر الحكيم أمس في الناصرية جنوبالعراق رفضه حكومة "مفروضة علينا" معلناً انه لا يخشى الاميركيين. وكان مايرز وصل الى قطر برفقة الموفد الرئاسي الاميركي الى العراق بول بريمر الذي عقد لقاءات مع القيادة المركزية الاميركية في قطر في بداية جولة في المنطقة تقوده الى الكويت ثم العراق لتسلم عمله الجديد. وافادت صحيفة "واشنطن بوست" أمس ان كبار المسؤولين الاميركيين المكلفين إدارة العراق بعد الحرب يجري حالياً اعفاؤهم من مناصبهم في عملية تعديل واسعة للعمليات الاميركية في العراق. وأعلن في هذا السياق أن باربرا بودين، المسؤولة الاميركية عن بغداد والمنطقة الوسطى، ستترك منصبها لتعود الى أميركا بعدما عيّنت نائبة مدير دائرة الشؤون السياسية والعسكرية في وزارة الخارجية، علماً بأن بودين صرحت بأنها لا تعرف سبب قرار نقلها. ويأتي هذا التطور وسط قلق من عدم تحقيق الجهود الاميركية لاعادة النظام الى بغداد بعد الحرب اهدافها، كما يشعر بعض المسؤولين الاميركيين المشاركين في اعادة بناء العراق بقلق من ان يؤدي هذا التغيير في الأفراد الى إبطاء العمليات في العراق بشكل اكبر. وذكر ديبلوماسيون ان حلف شمال الاطلسي قد يساهم في عملية احلال الاستقرار في العراق، لكنه ليس في عجلة من أمره لإلزام نفسه بذلك، فيما أعرب الامين العام للحلف جورج روبرتسون عن قلقه من انتشار المشاعر المعادية للولايات المتحدة، وحذر من ان ذلك قد يؤدي الى "انعكاسات مضرة جداً على أمن العالم". في غضون ذلك، ظهر تضارب بين تصريحات عراقية واخرى اميركية في شأن الانتاج النفطي العراقي وامكانات رفع طاقته وتخزينه، اذ اعلن وزير الخارجية الاميركي كولن باول في القدس امس ان منشآت تخزين النفط العراقي ستبلغ حد الاشباع في وقت قريب ما لم تستأنف عمليات بيع هذا النفط، فيما صرح مسؤول عراقي رفيع المستوى بأن العراق سيؤجل لمدة شهر تقريباً هدف انتاج 5،1 مليون برميل يومياً من النفط بعدما حصل على تقويم مفصل لحجم الاضرار الناجمة عن الحرب