سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صدام ما زال يتنقل في العراق وغارنر يعترف بأخطاء أكبرها حل الجيش العراقي . السيستاني يطالب بتعديل اتفاق نقل السلطة والقوات الأميركية تعتقل زوجة عزة ابراهيم وابنته
تحفظ المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني عن الاتفاق المبرم بين مجلس الحكم الانتقالي وسلطة الاحتلال، وطالب بإعادة النظر في بنوده. فيما حذر رئيس "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق" عبدالعزيز الحكيم من "مشاكل حقيقية إذا لم تؤخذ التحفظات في الاعتبار". وفيما أعلن الحاكم السابق للعراق جاي غارنر ان قوات الاحتلال ارتكبت أخطاء كبيرة. وشن هجوماً على الحاكم الحالي بول بريمر، معتبراً حل الجيش العراقي أكبر تلك الأخطاء، أعلن الجيش الاميركي أمس اعتقال احدى زوجتي نائب رئيس مجلس قيادة الثورة السابق عزة ابراهيم الدوري وابنته وابن طبيبه. وأكد جنرال كبير في الجيش الأميركي ان الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين ما زال في العراق يتنقل باستمرار، لكن لم يُحرز تقدم يذكر في مطاردته "لكن من المؤكد أنه بردان وخف وزنه كثيراً"! في غضون ذلك أعلن فريد ايكهارت الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان انه قرر تشكيل "مجموعة اتصال" حول العراق ستعقد أول اجتماعاتها الاثنين وتضم المجموعة ست دول مجاورة للعراق ومصر وخمسة أعضاء غير دائمين في مجلس الأمن لتنسيق العمل بين المنظمة الدولية والدول المجاورة. وحذر الحكيم في مؤتمر صحافي عقده في النجف 150 كلم جنوببغداد بعد لقائه السيستاني من "مشاكل حقيقية اذا لم تؤخذ التحفظات على الاتفاق مع سلطة الاحتلال التي أبديناها في الاعتبار". وأوضح انه التقى اثنين من كبار رجال الدين الشيعة، آية الله السيستاني ومحمد سعيد الحكيم، وانهما "يشاطرانه التحفظات نفسها". وزاد ان "الوثيقة لا تعطي اي دور للشعب العراقي. ولذلك يجب اعادة النظر فيها". والحكيم عضو في مجلس الحكم الذي وقع الاتفاق مع التحالف وينص على نقل السلطة الى العراقيين منتصف العام 2004 وانتخاب جمعية تأسيسية في العام 2005. وبموجب هذا الاتفاق، يبقى الجيش الاميركي في العراق طالما لم يستتب الامن. وكان ممثل "المجلس الاعلى" في مجلس الحكم في غياب الحكيم عادل عبدالمهدي أبدى "تحفظات عن الاتفاق، ليست عن المبادئ، بل عن بعض عناصر النص الذي صيغ بشكل سريع". الى ذلك، قال مسؤولون اميركيون ان مجلس الحكم ابلغ الولاياتالمتحدة ان الرسالة التي سلمها الى مجلس الامن طالباً فيها اصدار قرار بالجدول الزمني لانهاء الاحتلال الاميركي كانت "مسودة مشروع رسالة" أرسلت خطأً. وذكر المسؤول الاميركي الذي طلب عدم نشر اسمه ان النسخة النهائية من الرسالة تحذف طلب مجلس الحكم اصدار قرار جديد يؤيد الجدول الزمني الذي وضعه العراقيون لانهاء الاحتلال. وقال: "يبدو ان احدهم وضع مسودة الرسالة في البريد. أما النسخة النهائية للرسالة فلا تتضمن الصياغة نفسها". اعتقالات في بغداد، أعلن ناطق عسكري اميركي أمس ان القوات الاميركية اعتقلت احدى زوجتي وابنة عزة ابراهيم الدوري وابن طبيبه. وأوضح الناطق باسم فرقة المشاة الرابعة الكولونيل بيل ماكدونالد ان السيدتين وابن الطبيب الخاص لعزة ابراهيم اعتقلوا صباح أول من أمس في مدينة سامراء شمال بغداد. واضاف ان جنود "قوة ايرون هورس الحصان الحديد حصلوا على معلومات عن اختباء احدى زوجتي عزة ابراهيم وانصار له في سامراء". وانهم "شنوا هجوما على المبنى واعتقلوا ثلاثة اشخاص هم زوجة الدوري وابنته وابن طبيبه الخاص". واكد الناطق ان هؤلاء الاشخاص معتقلون ويجرى استجوابهم، موضحا "ليست هناك انباء عن وجود الدوري في المنطقة"، ومشيراً الى وجود مؤشرات الى ان المسؤول العراقي السابق كان في المنطقة في ذلك الوقت. وكانت القوات الاميركية أعلنت الاسبوع الماضي مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود الى القبض على عزة ابراهيم الذي يعتبر اقرب مساعد لصدام. في غضون ذلك شن نحو مئة من الجنود الاميركيين في الفرقة 82 المجوقلة حملة دهم كبيرة أمس في جنوببغداد. وقال الكابتن كودينتون الذي لم يقدم اسمه الاول، ان عمليات الدهم "تشكل جزءاً من عملية "المطرقة الحديد"، وصادرنا قذائف مضادة للدبابات واسلحة وهاون". ويشارك في العملية على الطريق المؤدي الى النجف 10 كلم جنوببغداد نحو مئة من عناصر المشاة يساندهم عراقيون في الدفاع المدني وآليات "هامفي" و"برادلي". الى ذلك، أقر الجنرال الأميركي المتقاعد جاي غارنر الذي كلف الإدارة الموقتة في العراق بعد الاحتلال مباشرة بأن واشنطن ارتكبت أخطاء بعد اطاحة صدام. وقال في حديث الى هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي ان قسماً من الصعوبات التي واجهتها القوات الأميركية والبريطانية في العراق بعد الحرب ناجمة عن "تنافس بين الوزارات المختلفة" أي بين وزارتي الخارجية والدفاع. وخلف الحاكم المدني الأميركي بول بريمر غارنر بعد تولي الأخير مهامه في بغداد لأسابيع. واتهم غارنر الذي عاد الى واشنطن منتصف حزيران يونيو بعدم اتخاذ التدابير الضرورية لإعادة النظام الى بغداد. ورداً على سؤال عما إذا ارتكب شخصياً أخطاء قال: "انه كان عليه ان يحاول بالتأكيد اقامة اتصالات أفضل مع العراقيين، خصوصاً تلبية حاجاتهم من الطاقة الكهربائية". وأعرب عن أسفه لإرسال القوات العراقية الى ثكناتها بعد هزيمتها. وقال: "لم يكن علينا تسريح الجيش العراقي بل كان علينا أن نعهد إليه بمهمات في أسرع وقت". وأضاف انه كان على واشنطن "ان تحاول اقامة حكومة مدنية عراقية في وقت أسرع". في تكريت، قال الجنرال ريموند اودييرنو الذي يقود فرقة المشاة الرابعة: "اعرف ان صدام يتنقل كثيراً ولا يبقى في المكان نفسه". وسئل عما إذا كان صدام لا يزال في العراق، فقال: "نعم". لكنه أقر بأنه لم يتم تحقيق أي تقدم يذكر في مطاردته، وأضاف: "لم يتم احراز تقدم كبير في ما يتعلق بتحديد مكان وجوده". وقال متحدثاً الى صحافيين في القصر الرئاسي السابق الذي أقامت فيه فرقة المشاة الرابعة مقرها العام "لم أجد دلائل تشير الى أنه يسيطر بشكل ما على عمليات المتمردين".