سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سقوط طائرة "اي - 10"... وأنباء عن تلغيم الجسور والطرقات ... والصحاف يتهم التحالف بالهستيريا . الأميركيون يستكملون حصار بغداد ويعززون مواقعهم بعد احتلال مطار عسكري دبابتا "أبرامز" تنهكان الدفاعات العراقية ... وتدمير كامل لوزارة الإعلام
عاشت بغداد يوماً عصيباً أمس، انهارت خلاله الدفاعات العراقية بصورة تكاد تكون شبه كاملة، بعدما سيطر الجنود الأميركيون على مداخل العاصمة من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب، وتوغلوا داخلها وعبروا جسور دجلة الأساسية في اتجاه المقار والمباني الرسمية، خصوصاً قرب وزارة الإعلام ومقر الاستخبارات. ولم ينج من القصف حتى الصحافيين في فندق "فلسطين" الذي ظل محيداً طوال الأيام العشرين الماضية. ومع تعزيز الحضور العسكري الأميركي، تواصل القصف الجوي على مدار ساعات اليوم، خرقه هدوء محدود ظهراً. واعتبر ناطق أميركي، بعد سيطرة مشاة البحرية الأميركية المارينز على مطار الرشيد العسكري وجسر ديالى في العاصمة العراقية ان أيام النظام العراقي "أصبحت معدودة". وكانت المعارك بدأت شرسة فجراً مع محاولة الجيش العراقي استعادة المجمع الرئاسي حيث يقع القصر الجمهوري وسط بغداد. وشاركت في المعارك الدبابات، واستخدمت فيها قذائف الهاون، وعززت اميركيا بطائرات حربية سقطت إحداها وهي من طراز "أي - 10" صائد الدبابات. وأعلن مصدر عسكري أميركي ان الدفاعات العراقية في بغداد لم تكن منظمة، وأنها لم تبذل جهوداً يعتد بها. وكشف ان الجيش العراقي لغم بعض الجسور والطرقات، ووضع على مفارقها شاحنات مفخخة. وفيما تواصل النزوح عن بغداد، وعلى رغم فداحة الخسائر العراقية العسكرية، أكد وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف ان الأميركيين "سيحرقون في دباباتهم" وأن القوات العراقية "ستمسك بهم وتدمرهم". واصل الجيش الاميركي تقدمه أمس لإحكام الطوق حول بغداد بعدما سيطر على جسر كان يؤخر هذا التقدم منذ يومين. وأطبقت قواته على مطار الرشيد العسكري شرق العاصمة، في حين يواصل عملياته على جسر الجمهورية وسطها. واستأنفت مقاتلات اميركية القصف الجوي على الضواحي الجنوبية والجنوبية الشرقية للعاصمة بعد أربع ساعات من توقف القصف. وحلقت الطائرات فوق الضواحي وألقت قنابل من دون ان تطلق الدفاعات العراقية نيرانها. وقال اللفتنانت كولونيل تيد اوهنموس ان "عناصر من فرقة المشاة الاولى عبروا نهر ديالى وسيؤمنون الاتصال مع فرقة المشاة الثالثة". واضاف ان هناك بعض المناطق "على الأرجح بضعة كيلومترات" تبقى لإنهاء تطويق بغداد، مشيراً الى ان قوات المارينز أقامت جسراً خاصاً فوق النهر. وقال القومندان مايك برمينغهام الناطق باسم فرقة المشاة الثالثة من جهته: "مع مواصلة عملياتنا، قمنا بتوسيع نطاقها من دون استقدام قوات جديدة". واضاف: "سنواصل العمليات والتقدم ونأمل في ان يسقط النظام العراقي. ان الامر لم يعد سوى مسألة وقت". وقال ان وجود الجنود الاميركيين جنوببغداد هدفه القول للعراقيين ان أيام النظام أصبحت معدودة. وقالت مصادر عسكرية أميركية ان العراقيين الذين يحاولون ابطاء تقدم القوات الاميركية في بغداد، وضعوا أفخاخاً في المدينة، ومدوا أسلاكاً عبر الطريق لإصابة اطقم الدبابات ولغموا سيارات وشاحنات. وأبلغ الجنود الاميركيون عن عثورهم على دفاعات غير تقليدية. فالقذائف الصاروخية تنطلق بمرور العربات والشاحنات، في حين وضعت شاحنات ملغمة عند مفارق الطرق. وقالت القوات الاميركية انها لم تواجه مقاومة منظمة تذكر اثناء تقدمها داخل العاصمة العراقية. وقال ناطق أميركي آخر ان قوات الفرقة الثالثة مشاة الاميركية واجهت ما بين 200 و300 من المقاتلين العراقيين وأفراد الحرس الجمهوري الذين كانوا يسيرون على الاقدام او في عربات يراوح عددها بين 40 و50 عربة، اثناء محاولتهم وقف تقدم القوات الاميركية. وقال مايك برمنغهام على مشارف بغداد ان "العربات دمرت وكذلك الجنود". مطار الرشيد ومع استكمال الطوق الأميركي، أعلنت مشاة البحرية الاميركية سيطرتها على مطار الرشيد العسكري على المشارف الشرقية للعاصمة العراقيةبغداد بعدما انسحبت منه القوات العراقية. ولم تلق قوات مشاة البحرية الاميركية اي مقاومة وهي تتقدم بعرباتها المدرعة على مدرج المطار على بعد نحو خمسة كيلومترات من قلب العاصمة، بينما قام جنود المشاة باقتحام المباني بحثاً عن جنود عراقيين. وقال الكابتن مات وات من الفرقة الاولى لمشاة البحرية: "نقوم الآن بتأمينه المطار لنتأكد من عدم وجود قوات للعدو داخله". وأكد الناطق باسم قيادة "التحالف" الجنرال فينسنت بروكس ان القوات الاميركية دخلت بغداد من الشمال ومن الجنوب وسيطرت على المطار العسكري. وقال ان قوة طليعية من الفرقة الاولى لمشاة البحرية دخلت بغداد من اتجاه الجنوب الشرقي، وتقدمت ايضا من جهة الشمال. وكشف ان القوات الاميركية الخاصة في شمال العراق تمنع القوات العراقية من التحرك صوب بغداد او تكريت مسقط رأس الرئيس صدام حسين. وأضاف ان الجيش الاميركي يعزز وجوده داخل العاصمة العراقية. معركة القصر وقصفت طائرة حربية أميركية بعد ظهر أمس موقعاً عراقياً عند المدخل الشرقي لجسر الجمهورية قرب المجمع الرئاسي حيث يقع القصر الجمهوري. واستهدف القصف المدخل الشرقي للجسر الذي لا يزال تحت سيطرة عراقية. وقصفت طائرة اميركية مبنى ضخماً ربما للجنة الاولمبية العراقية على الضفة الشرقية لنهر دجلة. والمبنى قريب من الطرف الشرقي لجسر الجمهورية. وقال شهود ان وزارة الاعلام التي تعرضت للقصف مراراً يوم أمس تبدو الآن مدمرة تماماً. وكانت دبابتان أميركيتان تمركزتا على جسر الجمهورية قبالة مبنى الوزارة أطلقتا نيران مدافعهما للمرة الاولى في اتجاه المنطقة الشرقية التي ظلت حتى الآن خارج نطاق المعارك، في الوقت الذي احتدم فيه القتال في محيط القصر الجمهوري الذي هاجمته طائرات التحالف الاميركي - البريطاني. وحلقت مروحيتا "اباتشي" فوق مناطق جنوب شرقي بغداد واطلقتا النار على أهداف غير محددة في القطاع. وخلت شوارع المدينة المحرومة من الكهرباء والماء تماماً بعدما كانت شهدت بعض الحركة صباحاً. وانقطعت برامج التلفزيون العراقي بعدما أصابت قذائف الدبابتين مبنى يضم مركز اتصالات. وتدخل الطيران الاميركي صباحاً للمرة الاولى في معارك شرسة داخل المجمع الرئاسي للقصر الجمهوري، وفي المنطقة المجاورة. واستيقظت المدينة على صوت الانفجارات والرشاشات. وقامت طائرة هجومية من نوع "اي - 10" تستخدم عادة ضد الدبابات بإطلاق نيرانها بوتيرة سريعة على مباني المجمع الرئاسي وضد وزارة التخطيط المجاورة. واقتربت الطائرة على علو منخفض واطلقت النار على واجهة المبنى الذي أُصيب بعشرات القذائف وارتفعت السنة اللهب. وعاودت الطائرة الارتفاع بسرعة وقامت بمناورات، واطلقت بالونات حرارية لتفادي رد فعل محتمل من الدفاعات العراقية. غير انه لم يسمع اي اطلاق نار لهذه الدفاعات. وكانت مطاردة - قاذفة ألقت قبل ذلك قنبلتين بين وزارة التخطيط و"فندق المنصور" على الضفة الغربية من نهر دجلة. وشوهدت أربع دبابات اميركية على الاقل بين اشجار النخيل في المجمع على نهر دجلة. وسمع وابل متواصل من نيران المدافع الرشاشة. وردت القوات الاميركية باطلاق حوالي 12 صاروخاً في تتابع سريع من مجمع الرئاسة صوب شمال غربي المدينة. وحينما أشرقت الشمس دكت طائرات اميركية من طراز "ايه - 10" مواقع عراقية مضادة للطائرات قرب مطار المدينة على الطرف الجنوبي الغربي لبغداد، وتعذر على الفور معرفة من بدأ المعارك وهدفها. نزوح عن بغداد وغادرت مئات الأسر العراقية على متن سيارات بغداد متوجهة خصوصاً الى شرق العراق. وشوهدت سيارات وشاحنات وحافلات صغيرة متوجهة الى حي الشعب شمال العاصمة للوصول الى الطريق السريع المؤدي الى مدينة ديالى على بعد مئة كيلومتر عن بغداد شرق العراق. وملئت المركبات بالفرش واواني الطبخ والاغذية واحدثت ازدحاماً خانقاً على الطرقات، في حين سعت عناصر الشرطة الى تنظيم حركة السير. وشوهد عدد كبير من النساء والاطفال في السيارات التي كانت تغادر بغداد. الصحاف: الاميركيون مهسترون وأعلن وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف من جهته أمس ان القوات العراقية أحرقت عدداً من دبابات القوات الغازية في معسكر الرشيد في بغداد وحاصرت دبابات اخرى بعدما عزلتها عن القوة المهاجمة. واضاف: "قطعناهم الآن. الآن الذين في داخل المدينة مؤخرتهم مقطوعة من أطراف معسكر الرشيد وسنقطع الجزء الآخر الذي جاء عن طريق الدورة" جنوببغداد. وأوضح ان الاميركيين قصفوا وسائل اعلام وقصفوا المدنيين بعد اصابتهم بحال "هستيرية". وقال الصحاف من منطقة قريبة من "فندق فلسطين" الذي تعرض للقصف "قصفوا مقر قناة الجزيرة وقصفوا مقر تلفزيون ابو ظبي، هم في حال من الهستيريا والاستعجال. خائبون يتصورون انه بقصف المدنيين سيربحون. لن يربح هؤلاء الأوغاد". واضاف: "هذه اهم المواقع التي قصفت. قرب بوابة المجمع الرئاسي ضرب جيش القدس دباباتهم". وتوعد وزير الاعلام العراقي ان تقضي القوات العراقية على القوات الاميركية الغازية التي سيطرت على اجزاء من العاصمة. وحين سئل عما اذا كان العراق سيستسلم بعدما تقدمت الدبابات الاميركية الى قلب بغداد، قال: "سنمسك بهم وندمرهم... هم سيستسلمون وإلا سيحرقون في دباباتهم". وتابع: "حبسناهم داخل دباباتهم وهم غير قادرين على مغادرتها. سنبدأ التعامل معهم بطريقة مناسبة... الموضوع مسيطر عليه". سقوط "صائدة دبابات" أميركية وأعلن الجيش الاميركي ان طائرة هجومية اميركية من طراز "اي -10" صائدة الدبابات تحطمت قرب بغداد أمس بينما كانت تجري معارك عنيفة في بغداد وحولها تقوم فيها الطائرات بمساندة الجنود الاميركيين ضد القوات العراقية. وقالت القيادة الاميركية الوسطى في بيان ان الطائرة تحطمت في منطقة المطار الذي يبعد 20 كيلومتراً جنوب غربي المدينة، لكنها لم تذكر اسباب تحطمها. واوضح البيان ان "الطيار نجح في القفز من الطائرة بسلام وتمكنت قوات التحالف من انتشاله قرب المطار"، مؤكداً انه "في صحة جيدة". وتعذر على مسؤولين اميركيين في وزارة الدفاع البنتاغون في واشنطن أمس القول ما اذا كانت الطائرة أسقطت بنيران عدوة او تحطمت لأسباب ميكانيكية. وطائرة "اي - 10" هي طائرة هجوم ودعم عن قرب. وهي بطيئة نسبياً 710 كيلومترات في الساعة، ولكن بإمكانها شن عمليات على مدى ساعات طويلة فوق أرض المعركة على ارتفاع يقل عن 300 متر، وحتى عندما تقل الرؤية عن 5،1 كيلومتر. وتوصف هذه الطائرة على انها "مدفع طائر" فعلي ويمكن استخدامها ضد اي اهداف على الارض بما في ذلك الدبابات والآليات المصفحة. الى ذلك، جاء في حصيلة نشرتها وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون ليل أول من أمس ان 91 جندياً اميركياً قتلوا منذ اندلاع الحرب في العراق. وقال ناطق باسم الوزارة ان 75 من هؤلاء الجنود قتلوا في معارك او "نيران صديقة" و16 جندياً قتلوا في حوادث بينهم اثنان سقطا في الهجوم الذي قام به أحد الجنود الاميركيين على معسكر في الدوحة. وقالت الوزارة ان عدد الجرحى بلغ 155. وما زال عدد الاسرى الاميركيين لدى العراقيين سبعة، بينما هناك ثمانية مفقودون وهي فئة تبقى موقتة بانتظار التأكد من اسر او مقتل الجنود. وكانت الحصيلة السابقة التي نشرت أول من أمس تحدثت عن مقتل 89 جنديا بينهم 73 في معارك او "بنيران صديقة". ولم يطرأ تغيير على الارقام المتعلقة بالاسرى والمفقودين والجرحى.