سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القيادة الأميركية تتحدث عن مقتل ألف جندي عراقي وأسر 6500 آخرين ... والعراق عن إحباط عملية إنزال في تكريت . الاميركيون يعلنون دخول بغداد ويهددون ب"ضربة قاضية" وبغداد تؤكد ان المعارك خارج العاصمة
في عرض صارخ للقوة، فاجأت قوات خاصة اميركية مؤللة الدفاعات العراقيةجنوببغداد في حي الدورة منطقة اليرموك، وخرقت خطوطها متقدمة داخل شوارع الحي الذي تناثرت على جانبيه دبابات وآليات عراقية محترقة بحسب صور بثتها محطات التلفزة العالمية والعربية، اعتبرها وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف غير صحيحة وانها صورت في مناطق في جنوب منطقة أبو غريب البعيدة ما لا يقل 30 كيلومتراً عن العاصمة. واكد انها أي الصور التقطت إما قبل دخول القوات الاميركية الى مطار "صدام حسين الدولي" أو لدى انسحابها منه أول من امس بعد هجوم عراقي مضاد. وقالت القيادة الاميركية ان التوغل داخل بغداد والاشتباك مع الحرس الجمهوري "بيان واضح لقدرة قوات التحالف على التحرك في الوقت الذي تختاره"، مؤكدة ان عملياتها ستتواصل وسط بغداد. وهددت باستخدام قوة جارفة لقمع أي مقاومة ان طلب منها اقتحام المدينة، ووصفت هجومها المتوقع بأنه سيكون ضربة قاضية. واستمرت هذه المعركة حوالى ثلاث ساعات، وتحدث الاميركيون عن سقوط ألف قتيل عراقي وأسر 6500 آخرين، في حين اكدت مصادر عراقية ان قوات الحرس الجمهوري كبدت المهاجمين خسائر بشرية بالمئات، ودمرت عدداً كبيراً من الآليات، وأحبطت إنزالاً في تكريت مسقط الرئيس العراقي صدام حسين. وتواصلت المعارك عنيفة في مطار صدام. ونفت قيادة التحالف تصريحات للصحاف اكد فيها ان قوات عراقية نجحت في طرد الاميركيين من مدرجات المطار. وتوقع ضابط اميركي ان يفتح المطار جزئياً لاستخدامه في نقل عتاد وتعزيزات عسكرية الى القوات الاميركية على مشارف بغداد. والى الجنوب الشرقي من بغداد التي تواصل القصف عليها ليل نهار، تقدمت وحدات اميركية قادمة من الكوت واشتبكت مع فرقة "النداء" التابعة للحرس الجمهوري، وأعلن التحالف ان الفرقة اخترقت ودُمر اكثر من نصفها. وحذرت القوات الاميركية من احتمال ان يلجأ الجيش العراقي الى استخدام اسلحة كيماوية، على رغم ان أي أدلة لم تظهر بعد على حيازة العراق لأسلحة من هذا النوع. توغلت قوات أميركية خاصة صباح أمس داخل احدى ضواحي بغدادالجنوبية، واشتبكت مع وحدات الحرس الجمهوري العراقي في معركة هي الأولى داخل عاصمة عربية منذ اجتياح بيروت العام 1982. ووصف الجنرال الأميركي فيكتور رينوارت التوغل في العاصمة العراقية بأنه "بيان واضح لقدرة قوات التحالف على التحرك الى بغداد في الوقت الذي تختاره. هذا النوع من العمليات سيستمر، ولكن هذه المعركة لم تنته بعد"، وان وحداته ستواصل عملياتها. واعتبر ان الدافع الرئيسي وراء هذا التوغل الذي نفته الحكومة العراقية "نفسي ورسالة للقيادة العراقية تؤكد أن القوات المتحالفة على تخوم بغداد وان ما يذاع في التلفزيون العراقي ليس حقيقياً، مضيفاً: "اعتقد بأن الرسائل في ميدان القتال مهمة للاستراتيجية". وقال رينوارت ان القوات الاميركية خاضت قتالاً عنيفاً مع قوات عراقية غير نظامية وقوات الحرس الجمهوري الخاص لكنه أضاف ان كثيرا من العراقيين العاديين رحبوا بالقوات الغازية. وقال قائد اللواء الثاني في فرقة المشاة الاميركية الثالثة الكولونيل ديفيد بيركينز ان نحو الف جندي عراقي قتلوا في معارك عنيفة جرت خلال التوغل. واوضح ان عشرات الدبابات دخلت الى العاصمة العراقية. وأعلن مسؤول في القيادة الاميركية الوسطى في قطر ان قوات التحالف الاميركي - البريطاني تعتقل 6500 اسير حرب عراقي. وقال بيركينز ان قائد دبابة أميركياً قتل واصيب جنديان اخران بجروح أمس لدى تحرك القوات الاميركية في اتجاه وسط بغداد حيث تواجه مقاومة عنيفة. مواجهة ثلاث ساعات وبحسب المصادر الاميركية والمراسلين الصحافيين، استمرت المواجهة الأولى داخل بغداد ثلاث ساعات بين طليعة من الدبابات الاميركية ووحدات عراقية خلفت عشرات العربات المشتعلة. ودوت في المدينة اثر المعارك انفجارات شديدة من سلاح المدفعية. وبعد ساعات من المعارك، تحدث شهود عن عشرات الآليات العسكرية العراقية المشتعلة من دون اي وجود لدبابات اميركية في حي اليرموك الذي قيل ان الدبابات الاميركية دخلت اليه. واعلن ناطق باسم القيادة الاميركية الوسطى في قطر ان الوحدات الاميركية التي دخلت الى بغداد "لا تقوم بدورية"، ملمحاً الى ان هذه القوات ستبقى في المدينة. وقال: "ليست مجرد دورية تروح وتجيء"، وان هذه القوات "جزء من الفيلق الخامس في الجيش الاميركي الذي يتقدم في اتجاه المدينة". واضاف: "تقدمنا مسافة لا بأس بها"، وان "عدداً كبيراً" من الوحدات الاميركية يشارك في العملية. ونقل شهود انهم شاهدوا في حي الدورة عشرات العربات العسكرية العراقية لا تزال تشتعل مما يؤكد شراسة معارك الشوارع الاولى من نوعها. وبحسب احد السكان في حي مجاور فإن المواجهات استمرت ثلاث ساعات وكانت في منتهى الضراوة. وقال كمال الذي يعمل كهربائياً في حي اليرموك على طريق المطار ان "المعارك استمرت من الساعة الخامسة حتى الثامنة صباحاً". وسمع كمال دوي القصف في هذه المعارك القريبة جداً. واوضح انها "دارت على بعد 500 متر من بيتي". واضاف: "كنا في ميدان قتال أشبه بالجحيم". لكنه لم يتمكن من تحديد مكان المواجهة بدقة، موضحاً انها "على طريق المطار على بعد حوالى عشرة كيلومترات عن المطار". واكد كمال: "كانت هناك قوة نار هائلة واستمر اطلاق النار ثلاث ساعات من طلقات رشاشات ومدفعيات خفيفة وقذائف مضادة للدبابات". وتابع ان مركز المأمون المجاور للاتصالات الذي تعرض منذ اسبوع لغارة اميركية استهدف ليلاً من جديد. ولم يكن هناك اي اثر ظاهر لوجود اميركي بعد ظهر أمس في العاصمة العراقية التي بدا وكأنها انطوت على نفسها في مواجهة هجوم وشيك محتمل للقوات الاميركية والبريطانية. وعاد الهدوء الى الضفة الغربية لنهر دجلة حيث توجد غالبية المباني الرسمية بعد صباح بالغ التوتر انتشر خلاله العديد من الجنود والرجال المسلحين بالاسلحة الثقيلة للتوجه الى المطار حيث تجري أعنف المعارك. وبعد الظهر عاد كل شيء الى وضعه الطبيعي. وانتشر بعض عناصر الميليشيا المجهزين بالاسلحة الآلية في بعض تقاطعات الطرق. واستلقى البعض الآخر في مساحات او مواقع حصينة. وفي منطقة المأمون احد مداخل المدينة المؤدية الى المطار كانت السيارات تسير في تؤدة ولم يسمع دوي اي انفجار. وانتشرت قوات عراقية في حي الدورة التي سُدّت شوارعه بشاحنات عسكرية مقلوبة. وأغلق كل المتاجر والمنازل أبوابه. وتعرضت العاصمة العراقية صباح أمس لقصف عنيف تركز على الضاحية الجنوبية حيث يقع المطار. وسمع دوي انفجارات قوية جداً وسط العاصمة التي تحلق فوقها طائرات التحالف الاميركي - البريطاني. وعلى رغم كثافة القصف استؤنفت حركة السير في المدينة التي ما زال جزء كبير منها محروماً من الكهرباء والمياه. وسقطت قنبلتان انشطاريتان فجر السبت على حي في بغداد يقطنه فلسطينيون، مما أوقع ثمانية جرحى. وظهرت في حدائق العديد من المباني قنابل صغيرة، يحاول الآباء منع ابنائهم من الاقتراب منها بدافع الفضول. ضربة قاضية وقال أحد قادة مشاة البحرية الاميركية مارينز ان القوات الاميركية ستستخدم قوة جارفة لقمع اي مقاومة ان طلب منها اقتحام بغداد، مضيفاً ان المعركة ستؤدي الى مقتل مدنيين. وقال الكابتن مات وات قائد سرية ليما وهي وحدة مشاة ميكانيكية تدربت على حرب المدن: "لن ندخل المدينة بسهولة ستكون هجمة قوية بالضربة القاضية في كل مرة ندخل فيها". واضاف: "سنتأكد من عدم قدرة العدو على مقاومتنا سنفتح النيران كل مرة. يجب ان نشق طريقنا بالقوة وعندما ندخل بالقوة فسيتلازم ذلك مع وقوع اضرار… واذا تعرضنا لإطلاق كثيف من النيران فإننا ببساطة سنسوي المبنى بالارض سندمره بنيران غير مباشرة وبهجمات جوية وهجمات دبابات ثم سنتقدم بقوات برية. وهنا يقتل مدنيون اختاروا عدم الرحيل". وقال وات انه شاهد ألفي عراقي يتجهون جنوباً من بغداد، إلا انه قال ان سكاناً محليين أبلغوا المترجمين العسكريين ان معظم اللاجئين يتجهون شمالاً بعيداً عن التقدم الاميركي. المحور الجنوب شرقي وكان القصف تجدد فجر امس السبت على العاصمة العراقيةبغداد بعدما تعرضت لموجة جديدة من القصف ليلاً. وقال الناطق العسكري الاميركي الكابتن فرانك ثورب ان تقاريراً وردت تفيد أن هناك مواطنين يفرون من المدينة في اتجاهات عدة. وقال: "ليس لدينا اعداد. ولا نصف ذلك بأنه نزوح جماعي لكن لدينا تقارير عن اختناقات مرورية ومواطنين يحاولون مغادرة المدينة". وقال ان قوات من مشاة البحرية الاميركية المارينز التي تتقدم في اتجاه بغداد من الجنوب الشرقي، اشتبكت مع فرقة من الحرس الجمهوري العراقي. وأكد ان "طلائع قوات المارينز اخترقت صفوف فرقة النداء في الحرس الجمهوري العراقي". واضاف ان الاميركيين "اخترقوا صفوف الفرقة وتوسطوها ويقومون بمهاجمتها". وكانت مصادر عسكرية ذكرت في وقت سابق ان قوات المارينز تتقدم من الجنوب الى بغداد بعدما استولت على منطقة الكوت على بعد عشرة كيلومترات جنوب شرقي العاصمة. وقالت المصادر ايضاً ان اربعة جنود اميركيين على الاقل أصيبوا بجروح احدهم حالته خطيرة. ومن جانب آخر، ذكرت محطة التلفزيون العراقية الفضائية ليل الجمعة - السبت ان مقاتلين عراقيين أحبطوا محاولة هبوط طائرات للتحالف الاميركي - البريطاني في منطقة تكريت، مسقط رأس الرئيس العراقي صدام حسين على بعد 200 كلم شمال غربي بغداد. واعلن مسؤول كبير في وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون ان سلاحي الجو الاميركي والبريطاني قاما بأكثر من الف طلعة جوية الخميس استهدفت خصوصاً مواقع السلطة العراقية وقوات الحرس الجمهوري. محصلة خسائر أميركية الى ذلك، أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون ان الجيش الاميركي فقد 75 عسكرياً في الحرب على العراق. وقال المسؤول ان 62 من هؤلاء قتلوا في معارك او "بنيران صديقة". واوضح ان العسكريين ال13 الآخرين قتلوا في حوادث واثنين منهم سقطا في هجوم بالقنابل في معسكر داخل الكويت. من جهة اخرى، قال البنتاغون ان سبعة من الجنود الاميركيين اسرى حرب. واعتبر 8 اميركيين في عداد المفقودين بحسبما ذكر المسؤول نفسه. وهؤلاء يشكلون مجموعة موقتة في الحصيلة حتى يتم التأكد من مقتلهم او أسرهم. واوضح المسؤول ان الرقم الاخير يشمل قائد الطائرة "اف اي - 18 هورنيت" التابعة للبحرية الاميركية التي قد تكون أُسقطت بصاروخ "باتريوت" عندما كانت تقوم بمهمة فوق العراق. وتابع ان عدد الجنود الاميركيين الذين جرحوا بلغ 154. في لندن، أعلن ناطق باسم رئاسة الحكومة البريطانية أمس ان الدبابات الاميركية والبريطانية دخلت بغداد "للتأكيد للسكان العراقيين ان قوات التحالف تتقدم وبأنها مصممة على المضي في مهمتها حتى النهاية". واضاف من جهة ثانية ان بعض عناصر الحرس الجمهوري منيوا ب"هزيمة كاملة" وتكبدوا "خسائر فادحة"، وان عدداً منهم هرب من الخدمة. وقال ان هناك "مؤشرات فعلية على توتر متصاعد داخل القيادة" العراقية. واكد ان "في ما يتعلق بالنظام فإنه مُربك امام سرعة التقدم ومرونة وسرعة المناورة للتحالف". واضاف: "لكننا نعلم انه لا يزال يوجد عمل متبق وسنقوم به".