بدأت القوات الاميركية أسبوعها الثالث من الحرب على العراق بإحراز تقدم في اتجاه بغداد، وتمركزت طليعة هذه القوات على مشارف العاصمة ووصلت الى مسافة عشرة كيلومترات منها، بعد معارك مع وحدات الحرس الجمهوري الذي حاول استعادة جسور على نهر الفرات قرب كربلاء. وتقدمت القوات الاميركية في اتجاه مطار بغداد، واعلنت انها بصدد الاستيلاء عليه، لكن وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف رافق وفداً اعلامياً في جولة على المطار الذي خلا من اي آثار للقصف او للمعارك. وقال مسؤول المطار موفق عبدالله الجبوري ان "المطار آمن وان الموظفين يواصلون عملهم بصورة طبيعية". وتمركزت وحدة اميركية ثانية على بعد 15 كيلومتراً من جنوب وسط بغداد واكد قائدها انها تمكنت من "سد المدخل الجنوبي للعاصمة". وخلع الجنود الاميركيون الألبسة الواقية من الاسلحة الكيماوية بعدما تراجع خطر استخدامها من قبل الجيش العراقي لقرب القوات الاميركية من قلب العاصمة. ومع تواصل العمليات العسكرية في مختلف انحاء العراق، أغارت وحدات اميركية خاصة على قصر "الثرثار" للرئيس العراقي صدام حسين وعائلته على بعد 90 كيلومتراً من بغداد. وشاركت في الهجوم مروحية شوهدت امام القصر، وشوهد ايضاً عدد من افراد الوحدات الخاصة على احد نوافذه. واعلنت القيادة الاميركية انها صادرت وثائق من القصر لها فائدة استخباراتية. وأكدت القيادة الاميركية ان "صدام لم يعد قادراً على السيطرة على قواته". وقتل سبعة جنود اميركيين امس بعدما تحطمت مروحية تقلهم قرب كربلاء. لكن القيادة الاميركية نفت ان تكون أُسقطت بنيران عراقية وفتحت تحقيقاً لمعرفة اسباب تحطمها. وفيما لا تزال تسعى القوات الاميركية الى فرض سيطرتها على مدينة النجف، نسبت القيادة البريطانية الى المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني انه دعا في فتوى العراقيين الى الوقوف على الحياد وعدم التعرّض للاميركيين. وللفتوى هذه اثر خاص لما يتمتع به السيستاني من تأثير بين الشيعة. وشمالاً تواصل القصف على الخط الفاصل بين القوات العراقية ومناطق كردستان. وعبرت اول من امس قافلة سيارات عسكرية الى المناطق الكردية آتية من تركيا. بغداد، قرب الكوت العراق، قاعدة السيلية قطر، واشنطن - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - تقدمت وحدات مدرعة من فرقة المشاة الاميركية الثالثة الى عشرة كيلومترات فقط من الحدود الجنوبية لمدينة بغداد وتستعد لخوض قتال للسيطرة على مطار المدينة، بحسب ما أعلنت مصادر عسكرية أميركية على الجبهة أمس. وهزت سلسلة انفجارات سريعة بغداد أصداؤها قادمة من اتجاه مطار المدينة. وترددت الانفجارات بمعدل يزيد عن انفجار كل دقيقة. وذكرت مصادر عسكرية اميركية ان الوحدات المدرعة المتقدمة من فرقة المشاة الثالثة واجهت مقاومة أقل مما كانت تتوقع وهي تتحرك صوب مشارف المدينة. وقال النقيب كيفين جاكسون من لواء المهندسين التابع للفرقة: "نتقدم بسرعة حقاً. لم نواجه مقاومة كبيرة حتى الآن". وأضاف ان القوات الاميركية تطبق على مطار بغداد وتتمركز لتبدأ القتال في الوقت الذي تراه مواتياً. وقال جاكسون من لواء سلاح المهندسين: "لماذا لا يستسلم قادة الفرق العراقية؟ يمكن ان تحدث مجزرة". ويقع مطار صدام الدولي على بعد نحو 20 كيلومترا جنوب غربي وسط المدينة. وفي وسط العاصمة العراقية سمع وابل مكثف ومستمر من النيران المضادة للطائرات من الضواحي الجنوبية. واعلن قائد الفرقة الثالثة الاميركية للمشاة الجنرال بوفورد بلاونت من جهته، ان القوات الاميركية باتت على مسافة حوالى 15 كلم من جنوب وسط بغداد حيث تسد المدخل الجنوبي للعاصمة العراقية. وقال ان رجال لوائه الثاني "سدوا المدخل الجنوبيلبغداد". وكانت قوات الطليعة الاميركية عبرت نهر الفرات اول من أمس وتقدمت الى اقرب نقطة وصلت اليها حتى الآن من بغداد فجراً. ورصدت حشود للقوات على ضفتي النهر ومن ورائها طوابير لا تنتهي من العربات العسكرية تتحرك، تعاونها مروحيات "اباتشي" و"بلاك هوك". وطلب من الجنود الاميركيين في وقت سابق ارتداء احذية مطاطية وملابس واقية من الاسلحة الكيماوية تحسباً من هجمات محتملة، لكنهم ابلغوا الآن بامكانية الاستغناء عن هذه الاحذية في اشارة الى تراجع الخطر. وقال المجند رشاد تروتر: "ما زلت قلقاً الى حد ما من هذه المخاطر لكنها تتراجع. لكن هذا لا يعني انه يمكنهم حتى الآن ان يضربونا بها". وتصاعدت هذه المخاوف في شكل خاص أول من أمس بعدما أعلن مسؤولون اميركيون انهم تخطوا ما يعرف باسم "الخط الاحمر" حول بغداد، وهي منطقة يقول مخططون عسكريون اميركيون ان القوات العراقية قد تستخدم اسلحة كيماوية للدفاع عنها. وزاد الشعور بالثقة بين القوات الاميركية بعدما توغلت الدبابات الاميركية 480 كيلومترا داخل اراضي العراق على مدى اسبوعين، منذ ان شن الرئيس الاميركي جورج بوش حربا على البلاد لاطاحة الرئيس صدام حسين. وحدات الحرس الجمهوري وقال ناطق عسكري اميركي ان عناصر تابعة لأربع فرق للحرس الجمهوري العراقي المكون من ست فرق، تحركت جنوباً أمس للتصدي للقوات الاميركية التي تطبق على العاصمة بغداد استعدادا لمعركة حاسمة قد تحدد مصيرها. وقال الكابتن فرانك ثورب من مقر القيادة المركزية الاميركية في قطر: "فرقة بغداد وفرقة المدينة التابعتان للحرس الجمهوري لا تتمتعان الان بقوة قتالية فعالة. جاءنا تقرير عن تحرك افراد من أربع فرق اخرى جنوباً. سنتعامل معهم لكن لم يحدث بيننا وبين فرق الحرس الجمهوري حتى الان اي مواجهة مباشرة كاملة". وقال الناطق باسم قيادة "التحالف" المركزية في قطر جنرال فينسنت بروكس ان القوات الخاصة "تمنع النظام" العراقي من التحرك على الطرق شمال العاصمة بغداد في اتجاه معقل الرئيس العراقي في تكريت. وقال: "أغارت الليلة الماضية عناصر من العمليات الخاصة على قصر الثرثار وهو يقع على بعد نحو 90 كيلومترا تقريبا من بغداد... انه مقر معروف يستخدمه صدام حسين وابناؤه، من دون ان تتمكن من القبض على مسؤولين في النظام". الا انه رفض كشف ما اذا كان "التحالف" يملك معلومات مسبقة حول وجود مسؤولين عراقيين داخله، ما دفع الى شن الهجوم على هذا القصر الرئاسي. وقال ان القوات التي شنت الهجوم تعرضت لاطلاق نار لدى وصولها بالمروحيات، لكن لم يسقط ضحايا في صفوفها وتمكنت من مغادرة المكان من دون اضرار. وسمحت العملية بمصادرة "وثائق" سيتم استغلالها من قبل جهاز الاستخبارات. وبثت بعض المشاهد عن العملية التي تم تصويرها بكاميرا خاصة بالرؤية الليلية وظهرت خلالها مروحية وعدد من العسكريين امام نافذة. واعلن ان عمليات القوات الخاصة تتواصل في انحاء البلاد، لكنه رفض اعطاء المزيد من التوضيحات لاسباب "عملانية". واعلن بروكس وجود "ادلة متزايدة على ان النظام العراقي لم يعد قادراً على السيطرة على قواته" العسكرية في القسم الاكبر من البلاد. وقال: "لا نعرف من يتولى القيادة. لدينا مؤشرات على ان القوات العراقية لا تعرف من يقودها"، رافضا في الوقت نفسه "التكهن" عن مصير المسؤولين العراقيين. وردا على سؤال عن امكانية استمرار الاحداث واحتمال شن "معركة بغداد"، اكد الجنرال الاميركي ان "كل شيء ممكن". واعلن مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية ان الطيران البريطاني - الاميركي نفذ 900 مهمة قتالية أول من أمس في العراق، وان ثلثي هذه المهمات استهدفا فرق الحرس الجمهوري العراقيجنوببغداد. واضاف هذا المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان "ثلثي الطلعات ال900 استهدفا فرق المدينةوبغداد وحمورابي". وقال ان"الثلث الاخير كان غارات دعم للقوات البرية المتحالفة في جنوب-غرب وشمال العراق". مقاومة عراقية وكانت القوات الاميركية شنت أول من أمس هجوماً على جبهات في اتجاه العاصمة العراقية. وهاجمت عدداً من فرق قوات النخبة في الحرس الجمهوري في جنوببغدادوجنوب شرقها، بعد قصف كثيف بالطيران والمدفعية لهذه الوحدات استمر اياما عدة. وفجر أمس صدت قوات "التحالف" هجمات عراقية مضادة على جسر استراتيجي فوق الفرات على بعد حوالى 30 كلم الى جنوببغداد. وأسفرت المعارك عن سقوط حوالى 500 قتيل في صفوف قوات النخبة في الحرس الجمهوري بحسب ما اوضح القومندان جون التمان مسؤول اجهزة الاستخبارات في اللواء الاول من فرقة المشاة الثالثة في الجيش الاميركي. وكان الجنرال بفورد بلاونت قائد فرقة المشاة الثالثة اعلن من جهته ان جنديين اميركيين قتلا. وقال ضابط، وهو يدل على البزات العسكرية التي يرتديها بعض القتلى العراقيين، ان عددا من الجنود هم من الحرس الجمهوري المنتشر في محيط بغداد. وكانت القوات العراقية شنت فجر أمس ثلاث هجمات مضادة لاستعادة الجسر الذي يعبر الفرات بعدما سيطرت عليه القوات الاميركية بعد ظهر أول من أمس. الا ان القوات الاميركية ردت باطلاق نار كثيف من مدرعات "برادلي" ومدفعيات "بالادان" مدعومة من طائرات "ثاندربولتز اي 10" التي تسمى "قاتلة الدبابات". ونفذ حوالى مئتي عسكري عراقي الهجوم الاول بعيد منتصف الليل بدعم من دبابات "تي 55" سوفياتية الصنع. ثم قام مئتا عسكري عراقي بهجوم ثان بعد ثلاث ساعات بتغطية من مجموعات من المدرعات. وشن حوالى ستين عسكريا الهجوم الثالث فجراً، الا انهم تكبدوا خسائر كبيرة. واضاءت النيران السماء على ضفتي الفرات اللتين اطلق منهما العراقيون العديد من قذائف الهاون. واكد القومندان جون التمان ان "العدد الاكبر" من القوات العراقية قضى في معارك الخميس، بينما قتل الآخرون خلال الهجمات الاولى التي شنها الاميركيون أول من أمس للسيطرة على الجسر. ولم يكن من الممكن الحصول على معلومات عن خسائر محتملة في صفوف الاميركيين. وذكر جنرال اميركي ان جنديين اميركيين قتلا في وقت مبكر أمس في "ما يبدو انه هجوم بالقذائف المضادة للدبابات ار بي جي" غرب نهر الفرات قرب بغداد. وقال بوفورد بلونت ان الجنديين هما من فرقة المشاة الثالثة، وانهما كانا في عربات من طراز "همفي" في وحدة دعم فوج المدفعية عندما تمكن مقاتلون عراقيون من التسلل على بعد امتار عدة منهم، مستغلين الظلام. وتمكنت آلاف الآليات العسكرية الاميركية من عبور الجسر. واوضحت وكالة "رويترز" ان "ستة آلاف آلية عبرت الجسر خلال الليل". وشوهد اسرى عراقيون راكعين يحاصرهم جنود اميركيون وقتلى عراقيون على الطريق وقتلى اميركيون على حمالات. ومن الجنوب الشرقي، تتقدم قوات "مشاة البحرية الاميركية" المارينز بحذر الى بغداد تدعمها الهجمات الجوية المتجددة على الدفاعات العراقية في بلدة الكوت المجاورة. وقالت وكالة "فرانس برس" ان عناصر المارينز يلتفون حول الكوت التي تبعد حوالى 150 كيلومترا جنوب شرقي العاصمة العراقية. واضافت ان معنويات القوات الاميركية عالية. وقال السرجنت ايرول اوفيد: "نحقق كل هدف بسرعة وسهولة. لا اعتقد ان ذلك فخ من قبل الحرس الجمهوري ... انهم ما زالوا يحاولون القتال الا انهم غير مدربين ومعداتهم ضعيفة وغير مهرة". ريتشارد مايرز وقال رئيس هيئة اركان الجيوش الاميركية الجنرال ريتشارد مايرز ان استخدام الرئيس العراقي صدام حسين لاسلحة دمار شامل قد يؤدي الى تباطؤفي تقدم القوات الاميركية نحو بغداد لكنه لن يوقفها. واكد ان "القوات مستعدة للقتال في ظل هذه الظروف وعليها ان ترتدي بزات للحماية من المواد الكيماوية ما يجعلها تشعر بحرارة كبيرة بيد ان بامكاننا ايضا ان نقاتل ليلاً". واضاف: "يمكننا ان نختار الوقت الذي نريد"، مشددا على تفوق القوات الاميركية في ارض المعركة. الى ذلك، اعلن ضابط استرالي في القيادة الاميركية الوسطى أمس ان القوات العراقية التي تدافع عن بغداد تكبدت خسائر فادحة وتقوم "بمناورات يائسة" لمواجهة الزحف الاميركي. وقال الكومندان الاسترالي لمنطقة الشرق الاوسط موري ماكنارن في مؤتمر صحافي في قطر ان "معارك صعبة لا تزال امامنا" معتبراً ان بعض الوحدات العراقية قد تقاتل حتى آخر رمق. وقالت بريطانيا أمس انه على رغم أن القوات الاميركية والبريطانية تقترب من بغداد الا ان اطاحة صدام حسين قد تستغرق وقتا أطول. قال وزير الدفاع البريطاني جيفري هون أن اكثر من تسعة آلاف عراقي اسروا. ولكنه حذر من الاعتقاد بأن التقدم السريع يعني ان الحملة العسكرية بدأت تدخل في مراحلها النهائية. وأضاف: "لا تستهينوا بالمهمة التي ما زالت تواجه قواتنا أو بالوقت الذي قد يستغرقه اتمامها". خسائر أميركية ولقي سبعة عسكريين اميركيين مصرعهم بعد سقوط مروحية "بلاك هوك" قرب كربلاء في جنوببغداد. واوضح مسؤول أميركي طالبا عدم ذكر اسمه ان المروحية كانت تقل 11 شخصا، وان الناجين الاربعة انقذوا خلال عملية خاصة. وقال الناطق فينسنت بروكس انه لا يعتقد أن نيراناً معادية هي التي أسقطت المروحية. وأضاف: "التحقيق جار لمعرفة الملابسات"، وتابع قائلاً: "سقط ضحايا نتيجة لذلك... لا نعتقد أن ذلك كان نتيجة نيران معادية". وأعرب ناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون عن اسفه لمقتل 49 جنديا في صفوف القوات التي تخوض الحرب على العراق، منهم 40 قتيلا في المعارك. واوضح هذا المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان القتلى التسعة الاميركيين الآخرين سقطوا خلال حوادث، اثنان منهم خلال هجوم بقنبلة القاها جندي اميركي في معسكر للفرقة 101 المجوقلة في الكويت. من جهة اخرى، جرح 150 جنديا اميركيا منذ بدء عملية "حرية العراق" قبل اسبوعين ويعتبر البنتاغون سبعة آخرين اسرى حرب. واخيراً، وضع 15 جنديا اميركيا آخرين يعتبرون في عداد المفقودين في فئة موقتة لان ليس في وسع البنتاغون القول ما اذا كانوا قتلوا او اسروا. الصحاف ينفي ونفى وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف أمس ان تكون القوات الاميركية تقدمت نحو بغداد مؤكداً انها مجرد "ادعاءات لاخفاء الفشل" الاميركي. وقال الصحاف في مؤتمر صحفي ان قوات التحالف "ليست قرب بغداد بأي حال"، وان هذا الحديث "ليس له أساس من الصحة". ومضى قائلاً: "ان ما ادعوا وحاولوا أن يطبلوا له في وسائل الاعلام منذ الصباح الباكر هذا اليوم أمس لتغطية الخيبة وعجزهم". وقال الوزير العراقي ان القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة لم تتمكن من السيطرة على أي مدينة عراقية وان أسلوبها "مثل أسلوب الافعى" لذا يسعى العراق "لاستنزافهم واتعابهم وانهاكهم الى أن تقدر قيادتنا بالتوقيت والشكل الذي تراه كيف يتم الاجهاز على هؤلاء العلوج ان شاء الله قريبا". وعندما سئل عن وجود قوات أميركية قرب المطار قال: "نحن نسمع يوميا سلسلة من الاكاذيب من قبل هؤلاء الاوغاد". وتابع: "هؤلاء الخاسئون سيندمون هم وأجيالهم المقبلة لجرائمهم، جرائم الحرب هذه". وتهكم قائلاً: "لم لا نذهب ونستقبلهم هناك مثل ما قال القائد تشيني نائب الرئيس الاميركي بالورود والموسيقى.. ولكن نستقبلهم بالأحذية والاعيرة". وتلا الصحاف على شاشات التلفزيون العراقي أمس رسالة للرئيس صدام حسين أشاد فيها بالمقاومة في مدينة الكوت وحولها. ونقل الصحاف عن صدام قوله انه يفخر بالمقاومة العظيمة التي أبداها الجيش والشعب والعشائر في مدينة الكوت.