طمأن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الرئيس السوري بشار الأسد الى أن "بريطانيا تختلف تماماً مع من يروجون لاستهداف سورية"، مؤكداً سعي بلاده إلى "تعزيز علاقات التعاون مع سورية". وأكد الأسد خلال اتصال هاتفي تلقاه من بلير أمس، أنه "يثمن العلاقات الثنائية على رغم اختلاف موقفي البلدين من الحرب على العراق". وجدد موقف دمشق الرافض للحرب، وقال إن "سورية كانت ولا تزال ضد الحرب على العراق لأن الشعب العراقي هو الذي يدفع الثمن، كما أن سورية وقفت ولا تزال تقف ضد استهداف العراق شعباً وأرضاً". وقالت مصادر رسمية إن الرئيس السوري حض بلير على "العمل لتعزيز دور الاممالمتحدة لوقف الحرب وتأمين الاستقرار والسلم في المنطقة". واضافت أن الجانبين إتفقا على "استمرار المشاورات والاتصالات لما فيه خدمة العلاقات الاوروبية - العربية". ووصف وزير الخارجية السوري فاروق الشرع الحرب الاميركية - البريطانية على العراق بأنها "اجتياح واحتلال"، واعتبرها "كارثة ستحمل الفوضى الى المنطقة". وقال إن الولاياتالمتحدة "أعدت لهذه الحرب متجاهلة مواقف الدول المحاذية للعراق، خصوصاً سورية وتركيا وإيران". ورأى أن واشنطن "تركت نفسها تُقاد من خلال المواقف المسبّقة والكراهية والرغبة في الانتقام، ولم تترك مجالاً للوساطة من جانب هذه الدول". وزاد أن أميركا "خسرت الحرب سياسياً واخلاقياً". وقال الشرع في مقابلة نشرتها أمس صحيفة "كورّييري ديلا سيرا" الإيطالية، إن تصريحات وزيري الدفاع والخارجية الأميركيين دونالد رامسفيلد وكولن باول عن دعم سوري للعراق "تعبر عن مواقف تنتمي إلى ما هو قديم في السياسة الأميركية على رغم أن الولاياتالمتحدة أكدت منذ العام 1986 أن لا وجود لأي شيء يثبت عمليات إرهابية مدعومة من سورية، لذلك فهم يناقضون أنفسهم". وأضاف ان لائحة الدول التي تتهمها واشنطن بدعم العراق "أعدت في إسرائيل"، مؤكداً أن اتهام الولاياتالمتحدة سورية "نابع من المصاعب التي تواجهها القوات الأميركية في العراق، لذلك فإن المسؤولين الأميركيين يستغلون فرصة أي احتجاج ضدهم لتبرير أخطائهم". "خسارة اخلاقية وسياسية" وأشار إلى أن "الاعتراضات الأميركية لن تقتصر على سورية وقد تشمل في الأيام المقبلة أي دولة أخرى، وهم اتهموا قبلنا فرنسا وروسيا أيضاً". وزاد: "حتى إذا تمكنت الولاياتالمتحدة من الانتصار في هذه الحرب في أسبوعين أو شهر وشهرين، فإنها خسرت الحرب أخلاقياًُ وسياسياً. خسرتها أمام المجتمع الدولي، وفي شوارع المدن في انحاء العالم من لوس انجليس إلى جاكارتا ومن لندن إلى سيدني، وخسرت الحرب في الإعلام أيضاً لأن الجميع سيكتشف أن الصحافيين الذين يرافقون القوات الغازية يتلقون الأوامر، ويعرضون للجمهور ما تسمح لهم واشنطن بعرضه". وحاول الشرع التمييز بين مواقف باول ورامسفيلد واتهاماتهما لسورية، مشيراً إلى أن "رامسفيلد مدفوع ممن يقفون وراءه، خصوصاً اللوبي اليهودي، في حين لم يكن باول قاسياً في انتقاداته وضخّمت أجهزة الإعلام تصريحاته، وينبغي ألا نتناسى أن باول كان يتحدث إلى مندوبين عن الجالية اليهودية في أميركا وربما كان يبحث عن شهادة حسن سلوك". ولم يستبعد وزير الخارجية السوري أن يكون في الإدارة الأميركية من فكر في خوض حرب على سورية، مضيفاً ان "هؤلاء ينتمون إلى مجموعة الأصدقاء الأوفياء للحكومة الإسرائيلية الحالية". قدورة الى ذلك حذر عضو القيادة القطرية لحزب "البعث" الحاكم في سورية عبدالقادر قدورة من أن الحرب "الظالمة" التي تشنها الولاياتالمتحدةوبريطانيا على العراق "ستنجم عنها آثار كارثية على الشعب العراقي وتدهور وضعه الانساني في شكل خطير جداً يثير القلق... ووضع خريطة جديدة للمنطقة وفقاً للمصالح الأميركية - الاسرائيلية يبقى مصدر توتر دائم في المنطقة". وأكد قدورة في لقاء مع فرع "الجبهة الوطنية التقدمية" في مدينة حماه أمس، ان "ارادة الشعب العربي في رفض العدوان تتصاعد وأن الأمة العربية تشهد موجة جديدة من النضال والمقاومة المشروعة لأكبر قوة استعمارية في العالم، ان كان في المقاومة الفلسطينية أو العراقية أو في لبنان والجولان المحتل".