سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
واشنطن تميل الى "أولوية" عودة المفتشين . خط بلير - باول يهدئ حدة الاندفاع الى "هجوم وقائي" على العراق ... والأسد يدعو العرب والمسلمين الى وحدة الصف في مواجهة التهديد الأميركي
لندن، واشنطن، بغداد، طهران - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - قفزت عودة المفتشين الدوليين الى الواجهة كاستحقاق لا بد منه لابعاد شبح الحرب، أو على الأقل لتأجيلها. وبعدما ألحّ الاتحاد الأوروبي على بغداد كي تقدم على هذه الخطوة، خرج وزير الخارجية الأميركي كولن باول عن صمته ليعلن ان الرئيس جورج بوش يريد عودة المفتشين الى العراق لتقويم قدراته العسكرية. راجع ص 2 و3 في غضون ذلك حض الرئيس السوري بشار الاسد الدول العربية والاسلامية على وحدة الصف في وجه التهديدات الاميركية، ودعا خلال استقباله نائب وزير الخارجية الايراني محمد الصدر الذي يزور دمشق على راس وفد رسمي، الى "التصدي للمؤامرات التي تحيكها الدوائر الاجنبية ضد دول المنطقة". وأكد نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز في حديث الى شبكة "سي ان ان" الاميركية ان العراق لا يسعى الى امتلاك سلاح نووي. واضاف في الحديث الذي اجري معه على هامش قمة الارض في جوهانسبرغ ان الولاياتالمتحدة "لم تقدم اي دليل لاثبات ادعاءات" نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني الذي قال: "نحن على قناعة بأنه العراق سيحصل على اسلحة نووية في فترة قريبة". ومن جهة اخرى شدد عزيز على ان العراق لا يقيم اي علاقة مع اسامة بن لادن وتنظيم "القاعدة". وكرر: "قلت بوضوح عشرات ومئات المرات ان نظامنا السياسي وعقيدتنا السياسية تتعارض مع عقيدة وممارسات الطالبان وتنظيم القاعدة ... انهم غير موجودين في القسم العراقي الواقع تحت سيطرتنا ... واقول بشكل قاطع انه لا توجد اي علاقة بين الحكومة العراقية وهؤلاء الناس". وكان وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد صرح في 20 آب اغسطس ان عناصر من "القاعدة" موجودون في العراق وان النظام العراقي على علم بذلك. وقال رامسفيلد ان "من الصعب جداً تصور نظام ديكتاتوري رهيب وقمعي الى هذا الحد ويمارس مراقبة كاملة على السكان ليس على علم بما يجري في البلاد". وفيما تترقب العواصم المعنية زيارة وزير الخارجية العراقي ناجي صبري لموسكو، وسط اشارات الى انه قد يحمل صيغة موافقة عراقية على عودة المفتشين، كان باول واضحاً في التشديد على "خطوة أولى لنرى ما سيجده المفتشون". وأيد كشف المعلومات المتوافرة عن التسلح العراقي أمام العالم، كما دعا الى نقاش في المجتمع الدولي حتى يتسنى للجميع أن يكونوا حكماً". اتصال بلير - بوش والتقى باول في تصريحاته التي ناقضت بوضوح توجهات نائب الرئيس تشيني ووزير الدفاع رامسفيلد، مع رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير الذي قالت صحيفتان لندنيتان أمس انه دعا الرئيس بوش في اتصال هاتفي الى عدم الذهاب الى حرب على العراق بمفرده، كما نصحه ب"عدم شن عمل عسكري وقائي ضد العراق من دون ان يوجه اليه تحذيراً واعطائه مهلة محددة لقبول عودة المفتشين". ومع ان بلير يوافق بوش بأن لا ضرورة لقرار جديد من الأممالمتحدة لتبرير ضرب العراق، إلا انه اعرب عن رغبته في الحصول على تفويض من الأممالمتحدة. ويرجح ظهور باول وتعويم موقفه، وكذلك تراجع مناخ الخلاف بين لندنوواشنطن، أن تميل الإدارة الأميركية حالياً الى الأخذ بالاقتراح الذي أعلنه وزير الخارجية البريطاني الأسبوع الماضي بإعطاء أولوية لعودة المفتشين وليس لفكرة تغيير النظام في بغداد. وفيما تستعد بغداد لإرسال موفدين الى العواصم الأوروبية لشرح وجهة نظرها وطرح عروض لصفقات اقتصادية، كان لافتاً هجوم نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان على ايران. وعزت مصادر مطلعة هذا الموقف الى ان ما أعلنته طهران الاسبوع الماضي من أنها لن تقف مع النظام العراقي اذا شنت الولاياتالمتحدة حرباً عليه. ورد نائب وزير الخارجية الإيراني محمد الصدر أمس على رمضان داعياً بغداد الى "الكف عن مفاقمة مصير الشعب العراقي وتفادي اطلاق تصريحات معادية لايران". وأعلنت ايرانوتركيا معارضتهما أي عمل عسكري ضد العراق" ودعت الى "حل سلمي" لتسوية الأزمة، وجاء هذا الموقف بعد محادثات في طهران لوزير الخارجية التركي شكري سينا غوريل ونظيره الايراني كمال خرازي. الى ذلك، اعلن وزير الدفاع التركي صباح الدين جكماك اوغلو ان تركيا ستقوم بعملية عسكرية على حدودها إذا استغلت الفصائل الكردية في شمال العراق هجوماً اميركياً لمحاولة تحقيق الاستقلال. وقال ان "شرعة الأممالمتحدة تنص على أن الدول قادرة على القيام بعمليات على حدودها من أجل تأمين أمنها".