إزاء الضغط السياسي الداخلي والاعلامي بسبب انتقادات تناولت تخطيط القادة العسكريين الاميركيين لعمليات غزو العراق، سعت قوات التحالف الاميركي البريطاني الى تحقيق انتصارات برية سريعة على الطريق المؤدية الى بغداد، وبإعلانها فرض سيطرتها على غرب العراق وحظرها التنقل فيه. وأعلن ضباط اميركيون منتشرون على خطوط الجبهة ان قوات تابعة للفوج 70 مدرعات وفرقة المشاة الثالثة اشتبكت مع قوات عراقية نظامية بينها وحدات للحرس الجمهوري قرب مدينة بابل التاريخية. وشهدت بلدة الهندية معارك عنيفة ايضاً وهي اقرب موقع من العاصمة بغداد تلتحم فيه القوات الاميركية مع قوات عراقية، اذ تبعد عنها مسافة 80 كيلومتراً فقط. واستُخدمت في المعارك اسلحة المدفعية والمشاة تحت غطاء جوي شاركت في تأمينه مقاتلات نفاثة ومروحيات هجومية من طراز "أباتشي". ودارت معارك مماثلة غرب نهر الفرات في النجف والحلة وكربلاء والإمام أيوب. ولم تصدر أي تقارير محددة عن الخسائر وان تحدث الاميركيون عن مقتل وأسر أكثر من 200 عراقي، في حين اكد وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف مقتل 43 من جنود التحالف خلال الساعات ال36 الماضية. لكن حجم القوات الاميركية المشاركة في المعارك لا يوحي بأنها قادرة على التقدم الى بغداد، وقال مصدر عسكري غربي ان التحالف يسعى الى إنهاك قوات الحرس الجمهوري، وان اي تقدم لن يحصل قبل استنزاف قدراتها العسكرية والبشرية بحدود 60 في المئة. ولتحقيق ذلك ستكثّف القوات الغازية عمليات القصف الجوي. وأكد الناطق باسم القيادة المركزية لقوات التحالف في قطر الجنرال فينسنت بروكس ان وحدات الحرس الجمهوري تواجه "موقفاً صعباً جداً". وهددها قائلاً: "نحن قادمون أينما كنتم". وفيما توجهت الانظار الى خطوط القتال المتوجهة من الجنوب الى بغداد، اعلنت قيادة التحالف ان القوات الخاصة تسيطر على الحركة في الصحراء الغربية العراقية وتمنع التنقل فيها. ويذكر ان العراق شنّ خلال حرب الخليج الثانية هجمات صاروخية على اسرائيل انطلاقاً من مواقع في هذه الصحراء. شمالاً، أكد "الحزب الديموقراطي الكردستاني"ان الجبهة لن تفتح رسمياً، مشيراً إلى أنها "يمكن ان تؤدي الى إحداث خرق في الحرب". وتواصلت الانسحابات العراقية من مواقع قرب كركوك لكن المسؤولين الأكراد اعتبروا انها تكتيك عسكري تحسباً لاستهداف الجيش العراقي في مساحات واسعة من الصعب الدفاع عنها. وأعلن امس عن استسلام عدد من الجنود العراقيين وعُرضوا على وسائل الاعلام في اربيل. وتواصل القصف على الموصل ومحيطها وعلى طول الخط الفاصل بين القوات العراقية والمناطق الكردية. وبعد نجاح القوات الكردية في السيطرة على مواقع جماعة "أنصار الاسلام" قرب الحدود الايرانية، أعلنت الجماعة انها أعادت انتشار قواتها وانها بصدد تنفيذ عمليات انتحارية ضد أهداف بريطانية واميركية.