سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تؤكد أن واشنطن ستتعامل مع البرنامج النووي الإيراني بعد الحرب على العراق . إسرائيل تعترف بقيام استخباراتها بتزويد أميركا وأوروبا معلومات عن "الخطر" السوري
أصرّ المسؤولون الإسرائيليون ووسائل الإعلام العبرية على العزف على وتر "خطر الإرهاب" الذي تشكله سورية على الدولة العبرية، وكرروا دعوتهم الولاياتالمتحدة إلى "معالجة" هذا الخطر فور الانتهاء من الحرب على العراق بزعم أن لمثلث الإرهاب رؤوساً ثلاثة في كل من طهران ودمشق وبيروت. لكن الجديد جاء في ما كتبه أبرز المعلقين في صحيفة "معاريف" بن كسبيت أمس، متباهياً بأن المعلومات الاستخبارية عن سورية ورئيسها المتوافرة لدى الولاياتالمتحدة ودول أوروبا الغربية مصدرها الاستخبارات الإسرائيلية، ما يؤكد صحة التصريحات السورية الأخيرة التي ذهبت إلى القول إن اتهامات وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد لسورية بإمداد العراق بأسلحة ومتطوعين اعتمدت مزاعم إسرائيلية لا أساس لها من الصحة. وتابع المعلق، الذي كرس مقاله للهجوم على شخص الرئيس السوري بشار الأسد: "الذي لم يستبطن التحذيرات الأميركية المتتالية" بدعوة واشنطن وتل أبيب إلى "تلقين الأسد درساً ليدرك أنه مخطئ في اعتقاده بأن ترسانة صواريخ سكود ومخازن المواد الكيماوية والبيولوجية التي في حوزته ستشكل رادعاً أمام التفوق العسكري الإسرائيلي". من جهته، قال المسؤول عن الإعلام في الجيش الإسرائيلي الجنرال عاموس غلعاد إن ما أدركته الولاياتالمتحدة أخيراً حول "دعم سورية للإرهاب" معروف لإسرائيل منذ زمن بعيد، زاعماً أن غالبية "العمليات الإرهابية" التي تعرضت لها الدولة العبرية تمت بدعم وارشاد وتمويل من "التنظيمات الإرهابية" الفلسطينية في سورية، و"بمعرفة النظام السوري". وتابع في حديث للإذاعة العبرية ان أمام إسرائيل تحدياً يتمثل بمنع استعمال الأراضي السورية قاعدة تنطلق منها "المنظمات الإرهابية"، معرباً عن أمله في أن "يُعطى الرد المناسب لهذا الخطر" بعد انتهاء الحرب على العراق. ونفى غلعاد مشاركة جنود إسرائيليين في الحرب على العراق أو في عمليات قوات التحالف في غرب العراق بحثاً عن صواريخ "سكود"، أو منصات لها تزعم إسرائيل أنها موجودة فيه، مضيفاً ان الولاياتالمتحدة التزمت إزالة الخطر الذي يتهدد إسرائيل من غرب العراق "وإلى أن نتأكد من إزالته سنبقي على حال التأهب المعلنة في إسرائيل". إلى ذلك، نقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" عن مصادر أميركية، أن الإدارة الأميركية غيّرت تقديراتها في شأن الفترة الزمنية التي سيستغرقها تزود إيران بأسلحة نووية، وانها باتت ترجح أنها لا تتعدى سنتين، ما يحتم عليها معالجة الملف الإيراني فور انتهاء الحرب على العراق. وتابعت الصحيفة ان الوزير الإسرائيلي ناتان شارانسكي خرج بانطباع مماثل بعد لقاءاته الأخيرة في واشنطن مع مسؤولين أميركيين كبار وبعد تأكيد وكيل وزارة الخارجية الأميركية جون بولتون ان الاهتمام ببرنامج إيران النووي لا يقل شأناً عن الاهتمام ببرنامج كوريا الشمالية في الإطار ذاته. ونقلت الصحيفة عن الوزير قوله إن ثمة تغيير أيضاً في الموقف الروسي من مسألة تسلح إيران، وأنه، للمرة الأولى، يساور الإدارتين الأميركية والروسية قلق مماثل من هذه المسألة. وفي موضوع تطورات الحرب على العراق، وجدت إسرائيل في ارتفاع عدد الضحايا العراقيين من المدنيين الأبرياء الذين قضوا على نقاط التفتيش العسكرية مناسبة لتقريع واشنطن ولندن على انتقادهما تل أبيب حين نفذ جيش الاحتلال مجازر مماثلة في الأراضي الفلسطينية المحتلة واتهمتهما بانتاج "معايير أخلاقية مزدوجة" بتغاضيهما عن أفعالهما في العراق مقابل انتقادهما إسرائيل على ممارساتها. ودعا عقيد متقاعد في الجيش الإسرائيلي، كان قائداً لجيش الاحتلال في الخليل، الأميركيين إلى الطلب من إسرائيل الاستفادة من الدروس والعبر التي استخلصها جيش الاحتلال خلال الانتفاضة الحالية "علّهم يستفيدون منها في كيفية نصب الحواجز العسكرية أو تشخيص مشبوهين داخل سياراتهم".