لا يمكن من ينظر الى المياه الضحلة العكرة لنهر ارنو تنساب في وسط فلورنسا ان يصدق حجم الضرر الذي احدثه النهر بالمباني والقطع الفنية في المدينة عام 1966. وبعد 37 عاماً لم تبرأ المدينة القديمة من كل جراحها، ولا تزال مجموعة صغيرة تكافح يومياً لازالة ضرر الفيضان عن جبل من نحو 35 الفاً من الكتب الثمينة التي يرجع تاريخها الى القرن السابع عشر. ويستخدم مركز الترميم في المكتبة الوطنية المركزية في فلورنسا، وهي اكبر مكتبات ايطاليا، 15 مرمماً بعدما كان عدد العاملين يصل الى 120 حينما افتتح المركز عقب الفيضان. وسيحتاج الأمر عشر سنوات اخرى على الأقل حتى يمكن القراء تقليب صفحات المجلدات ذات الغطاء الجلدي الهش التي تصور العالم كما كان يبدو قبل ما بين 200 الى 300 عام. وفي الرابع من تشرين الثاني نوفمبر 1966 اجتاح فلورنسا واحد من اعنف الفيضانات في مدينة اوروبية بعد ان انهمر عليها خلال يومين فقط ثلث كمية المطر السنوية في المنطقة. وفي اوج فيضان نهر ارنو ارتفع مستوى الماء ستة امتار فوق الارصفة.