تجاوزت كارثة الفيضانات في شرق ألمانيا كل التوقعات، بعدما سجل منسوب مياه نهر الألب حتى ظهر امس، رقماً قياسياً في مدينة دريسدن بلغ 10،9 امتار، متجاوزاً بذلك العلو التاريخي لمياه النهر الذي سجل 77،8 امتار في فيضانات عام 1845. ولا تزال مياه النهر العاتية تتدفق من جمهورية تشيخيا المجاورة التي تعرضت بدورها مع النمسا الى اضرار كبيرة. ويتوقع الخبراء الألمان ان يصل منسوب نهر الألب الى علو 60،9 امتار في المساء على ان يبدأ في الخفض من جديد ابتداء من صباح اليوم السبت. وقتل في الفيضانات التي اجتاحت ايضاً ولايتي بافاريا الغربية وساكسن - انهالت الشرقية 11 ألمانيا، عشرة منهم من ولاية ساكسن الشرقية. وأمام هول الكارثة وحجم الاضرار المادية التي تقدر ببلايين اليورو وجه المستشار الالماني غيرهارد شرودر دعوة الى رؤساء حكومات ووزراء خارجية كل من النمسا وتشيخيا وسلوفاكيا لعقد قمة طارئة في برلين غداً الاحد سيشارك فيها رئىس المفوضية الاوروبية رومانو برودي للبحث في كيفية التعاون على مواجهة نتائج الكارثة اوروبياً. وقال وزير الاقتصاد الالماني فرنر موللر انه يتوقع مساعدات من الاتحاد الاوروبي لمواجهة حاجات مئات آلاف المتضررين من الفيضانات. وقدرت الدوائر الحكومية الالمانية عدد المشردين والهاربين من الكارثة في شرق المانيا بمئة ألف شخص بينهم 20 ألفاً اضطروا لمغادرة ماكدبورغ عاصمة ولاية ساكسن - انهالت وآلاف عدة من مدينة بيترفيلد حيث تحطم سد. وساعد خمسة آلاف جندي ألماني عشرات آلاف المتطوعين لتعزيز اوضاع السدود المقامة ولوضع آلاف الاكياس من الرمل لمنع تسرب المياه الى المزيد من المناطق السكنية، كما ان سلاح الجو الالماني ارسل ست طائرات شحن لنقل مئات المرضى من المستشفيات التي تهددها المياه من كل الجهات الى مدن اخرى لمتابعة المعالجة، وقطعت الكهرباء عن معظم المناطق التي اجتاحتها مياه النهر. وقال رئىس بلدية دريسدن، العاصمة القيصرية السكسونية السابقة التي تضم اجمل القصور الملكية و"غيميلده غاليري" احد اهم متاحف اللوحات الكلاسيكية، ان ربع سكان المدينة نقل الى خارجها حتى الآن ووزع على ثكنات للجيش وعلى مدارس وقاعات رياضية عدة، اما البقية فلا بد من تأمين مياه الشرب والغاز والكهرباء والطعام له. وفي بيترفيلد، حذرت منظمة "غرين بيس" الحكومة الالمانية من اجتياح مياه الألب للمصانع الكيماوية العاملة في المدينة وعددها 350 مصنعاً وشركة، ودعتها الى اتخاذ الخطوات اللازمة لتفادي كارثة تلوث بيئي، خصوصاً من الملوثات الكيماوية القديمة المحفوظة في امكنة غير آمنة. لكن وزارة البيئة الالمانية اكدت ان لا خطر داهماً حتى الآن، اذ ان منطقة المصانع تعلو مترين تقريباً عن مستوى المدينة ومن غيرالمتوقع وصول الفيضانات اليها. ونقل جميع المواد الكيماوية الخطرة الى الطوابق العليا وأوقف العمل في كل المصانع تقريباً.