اجتاحت فيضانات استراليا مناطق ريفية جديدة في الجنوب امس مخلفة دمارا في اربع ولايات و17 قتيلا واحتمال عملية اعادة اعمار غير مسبوقة. وبينما كان عشرات الآلاف من سكان البلدات والمدن التي ضربها الفيضان في الشمال يعملون على تنظيف منازلهم ومكاتبهم الحقت الفيضانات كارثة جديدة بولاية فكتوريا في الجنوب وهي ثاني أكبر الولايات الاسترالية سكانا. وفاضت مياه اربعة انهار رئيسية في فكتوريا مما ادى الى تضرر 43 بلدة و3500 شخص و1400 عقار. وأجلي مئات الاشخاص من منازلهم على الرغم من ان احدا لم يلق حتفه حتى الآن في الولاية. وقالت بولا رايان (40 عاما) التي تدير عربة متنقلة للقهوة لرويترز بالهاتف من إيتشوكا التي تتأهب لأن تغمرها مياه نهر كامباسبي "الجيش في البلدة. يضعون (الجنود) أجولة الرمل في الجانب الغربي. يفيض (النهر) بسرعة الى حد ما". وبدأت الفيضانات الشهر الماضي في ولاية كوينزلاند التي تشتهر بمناجم المعادن في الشمال وتسببت في اضرار قيمتها مليارات الدولارات نجمت عن تهدم البنية الأساسية وفقد الصادرات السلعية وأحدثت شللا في عاصمة الولاية برزبين التي يسكنها مليونا نسمة. وجميع من لقوا حتفهم حتى الآن من ولاية كوينزلاند رغم ان الفيضانات اجتاحت ايضا ولايتي نيوساوث ويلز وتسمانيا. وقدر احد اعضاء البنك المركزي الاسترالي ان الفيضانات التي ربطها بعض العلماء بالتغير المناخي وارتفاع درجة حرارة البحر قد تؤدي لتراجع النمو الاقتصادي بواقع ما يصل إلى واحد في المئة في الربع الأخير من 2010 والربع الأول من 2011 وهو ما يوازي 13 مليار دولار استرالي (12.9 مليار دولار). واستمرت مياه الفيضانات في الشمال في الانحسار وسادت أحوال جوية معتدلة وأعيد فتح ميناء برزبين مما يمثل أنباء طيبة لمصدري الفحم والحبوب. وتعمل مناجم الفحم على استئناف أنشطتها إذ مازال يتطلب إخراج المياه من المناجم وإصلاح السكك الحديدية التي تصل إلى السواحل. وفي نيو ساوث ويلز جرى تأجيل حصد محصول الحبوب بأكمله وتراجعت بشدة جودة المحصول. على ذات الصعيد، تم رصد أسماك قرش تسبح في الشارع الرئيسي في بلدة بولاية كوينزلاند الاسترالية تبعد عن الساحل بأكثر من 30 كيلومترا. وشاهد ستيفن جودوين أحد الجزارين اثنتين من أسماك القرش الثور، وهي ثالث أكثر أنواع القرش التي يمكن أن تهاجم البشر، وهما تسبحان ضد تيار مياه الفيضانات عبر بلدة غودنا. وقال بول تالي عضو مجلس بلدة غودنا امس لصحيفة كوينزلاند تايمز إنه يعتقد أن قصة غودوين غريبة. ومع ذلك لم تكن هذه أول أسماك القرش التي تتم رؤيتها خلال الفيضانات في ولاية كوينزلاند. فقد تردد أن إحدى أسماك القرش شوهدت وهي تسبح في الشوارع التي غمرتها المياه بمدينة بريسبان يوم الخميس الماضي. وتفضل أسماك القرش الثور المياه الضحلة ويمكن أن تسبح في المياه العذبة حيث أنها غالبا ما تسبح في الأنهار بحثا عن الطعام. وقال تالي إنه لا بد أن تكون سمكتا القرش قد عبرتا الطريق السريع الذي غمرته المياه وحديقة تضم عددا من المنازل المتنقلة قبل أن تصلا إلى الشارع الرئيسي. وأوضح "إنها بالتأكيد المرة الأولى بالنسبة لبلدة غودنا، أن تشاهد سمكة قرش في الشارع الرئيسي". وأضاف "أعرف ستيف ولن يقول إنه رأى سمكة قرش إلا إذا كان حقا رأى واحدة". متطوعون يحملون بيانو من حطام منزل دمرته الفيضانات في إحدى ضواحي بريزبين