"حاسّي اني طايرة بالهوا، واني مشهورة لأنو كل الناس من كل المناطق عم تتفرّج على رسمتي" تقول مروة 10 سنوات التي لا تكاد تلتقط أنفاسها من الفرح، وسط جموع الاطفال والاهالي الذين اجتمعوا في قاعة قصر اليونيسكو في بيروت أول من أمس ، لافتتاح معرض "حقوق الطفل في رسوم" الذي نظّمه محترف "ابريق الزيت" والمنظمة السويدية لرعاية الأطفال. سبق الافتتاح عرض لمسرحية للأطفال بعنوان "ابريق الزيت"، مدّتها أربعون دقيقة، وتتضمن "اسكتشات عن الحكواتية والالوان، أعدّها الاطفال من كل الاعمار، منذ ان بدأ المحترف أعماله في 29 تموز يوليو 1999"، بحسب ما تقول سارة حمادة احدى الممثلات في المسرحية التي أخرجها ياسر مروّة وأّلف أغانيها أسعد سعيد وبطرس روحانا ، ولحّنها ربيع مروّة وسوزي أبو سمرا. "كان الهدف منها أن يكون لكلّ منّا نحن الاولاد - تضيف سارة - جزءاً مهمّاً لانجاح المسرحية، بدءاً من الديكور إلى الازياء وتأليف القصص والتمثيل، ومن ثمّ نقدم عملاً مسلياً ومفيداً". بعد عرض المسرحية وزّعت الجوائز على أصحاب أفضل 15 لوحة وهم: بشرى زياد عبدالخالق 8 سنوات من رويسات صوفر، ملاك زكريا الحاج 14 سنة تكميلية البنات - العاملية، منى أحمد مكّية 8 سنوات، في مركز المعلومات العربي للفنون الشعبية - الجنى، سيمون الياس اسحاق 10سنوات من ثانوية القديس يوسف، إسراء 7 سنوات من جمعية لاجئي العالم، مريم عباس شكر 10 سنوات من مدارس المبرات، حسين علي عواضة 9 سنوات من ثانوية الإمام الجواد، ريم خريس من ليسيه جاد، مصطفى الشقال من مدرسة عين عنوب، هادي أبو دياب وأحمد عبد علي من الليسيه ناسيونال، دعاء الطويل من المبرات الخيرية، أحمد محمد فواز الشغري 12سنة من ثانوية روضة الفيحاء وميرفت يونس 13سنة من دار الايتام الاسلامية. زيّنت أعمال هؤلاء الأولاد والمئات من زملائهم قاعة قصر اليونيسكو، وتداخلت في رسومهم الالوان لتشكّل لوحات جريئة تبشّر بمشروع "الرسّامين الصغار". كما اتّسعت هذه اللوحات، على رغم صغر سنّ راسميها، لقضايا سياسية كبرى كحرية الرأي والقضية الفلسطينية وسرقة النفط من العراق. اضافة الى مواضيع كثيرة تتعلّق بحياة الطفل البسيطة وحقوقه. وخرجت هذه الرسوم المستوحاة من الحكايات الصادرة في ألبوم "ابريق الزيت"، الذي وزّع مجّاناً منذ شهور على عشرات المدارس والجمعيات والمؤسّسات اللبنانية والفلسطينية، من مخيلات أطفال تتراوح أعمارهم بين ستّ سنوات وأربع عشرة سنة. وعن مضمون الألبوم تقول سناء راضي 14سنة، احدى الناشطات في المحترف: "هو مجموعة من الحكايات الشعبية للاطفال، مشبعة بحقوقهم، لا تعتمد أسلوب الخطابة المباشرة، ومسلّية". كيف نشأ محترف "ابريق الزيت"؟ يقول مؤسسه ياسر مروّة إن "العمل بدأ من خلال برنامج اذاعي حكايات ابريق الزيت مع مجموعة من الاطفال الموهوبين، كان يُبثّ عبر أثير اذاعة "صوت الشعب" عام 1998- 1999 وبعد أن نجح البرنامج وجذب جمهوراً واسعاً من الاطفال ونال شهادة تقديرية في مسابقة برنامج الامم المتّحدة للتنمية البشرية المستدامة عام 2000، تم تطويره، وصار محترفاً "لا مكان له"، متنقّلاً بين ناد ومسرح وجمعية، استضافت نشاطات عدّة كالتمثيل وقراءة الشعر والرسم والغناء". ومن أهم هذه النشاطات الاحتفال بيوم البث العالمي للطفل في 8 كانون الاول ديسمبر من كل سنة، واليوم العالمي لحماية أطفال فلسطين في 9 أيار مايو 2002، اذ نظّم المحترف أياماً طويلة تضمّنت أمسيات شعرية ممسرحة للاطفال وورشات عمل لصناعة الدمى وعرض أفلام ومعرضاً للرسم. أما في 29 تموز يوليو المقبل ولمناسبة مرور خمس سنوات على ولادة "ابريق الزيت"، فسيكون الاطفال الفائزون على موعد مع توزيع رسومهم مطبوعة على شكل بطاقات بريدية صغيرة ومفاجآت اخرى ...