قالت مصادر لبنانية رسمية ل"الحياة" ان الرئيس اميل لحود "أبلغ السفير الأميركي في بيروت فنسنت باتل حرص لبنان على علاقات متينة مع الولاياتالمتحدة، لكن هذا لم يمنعه من أن يقول له رأيه تعبيراً عن الموقف اللبناني المختلف مع الإدارة الأميركية في عدد من القضايا وأبرزها "خريطة الطريق" المتعلقة بحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي ومخاطر التوطين الفلسطيني في لبنان، وفي العلاقات الأميركية - السورية". وذكرت المصادر ان لحود أكد للسفير باتل خلال لقائه به أول من أمس موقفه الثابت الذي يعتبر ان الفلسطينيين هم الذين يقررون شؤونهم إذا كانوا سيخوضون مفاوضات على أساس "خريطة الطريق"، لكن لبنان معني بالشق المتعلق بحق "عودة اللاجئين الفلسطينيين الى موطنهم"، من زاوية رفضه توطين الذين يقيمون على أراضيه منهم. وأشارت الى ان لحود لفت باتل الى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي يسعى الى تعديلات في "خريطة الطريق" والى مقايضة ازالة المستوطنات بالتخلي الفلسطيني عن حق العودة وهذا ما لا يقبل به لبنان نظراً الى انعكاساته الخطيرة على تركيبته الديموغرافية. وحين أشار باتل الى احتمال بقاء نازحين فلسطينيين في بعض الدول العربية ذكّره لحود بأن أسباباً عدة تحول دون قبول لبنان بذلك، أولها الدستور اللبناني الذي ينص على رفض التوطين، وثانيها الإجماع السياسي على رفض أي خلل في التوازن الديموغرافي، وثالثها التزام لبنان قرارات القمم العربية كافة التي تدعو الى احترام حق عودة الفلسطينيين. وأوضحت المصادر الرسمية أن اللقاء اتسم بالصراحة الكاملة، وتناول العلاقات الأميركية - السورية التي تمر بفترة حوار بعد تهديدات وجهت الى دمشق. وسأل لحود: "ما مصلحة أميركا في الصدام مع سورية؟" ودعا الجانب الأميركي الى تفهم دور سورية، ولبنان الذي يتأثر سلباً بأي صدام من هذا النوع. وعما إذا كان البحث تطرق الى مشروع قانون محاسبة سورية في الكونغرس الأميركي، يدعو الى الانسحاب السوري من لبنان، وما إذا كانت الإدارة الأميركية ستقف ضده، قالت المصادر ان من المحتمل أن يكون البحث تطرق الى هذا الأمر في سياق الحديث عن العلاقة بين واشنطنودمشق، لكن موقف الإدارة، التي كانت عارضت هذا المشروع العام الماضي، لم يتحدد في شكل نهائي بعد على ما يبدو. وأشارت المصادر الى ان امكان زيارة وزير الخارجية الأميركي كولن باول لبيروت في اطار جولته الشرق الأوسطية التي ستشمل دمشق الأسبوع المقبل لم يتضح بعد وأن هناك احتمالاً بأن يزور مساعده لشؤون الشرق الأوسط وليام بيرنز لبنان إذا لم يزره هو. وأضافت المصادر: "ليس هناك من شيء محسوم في هذا الصدد حتى الآن، وفي زيارته العام الماضي لبيروت أبلغنا الفريق المحيط بباول بالخطوة قبل ساعات، فهم لديهم اعتباراتهم. وفي كل الأحوال فإن الرئيس لحود سيكرر للجانب الأميركي الثوابت اللبنانية نفسها.