في تصعيد جديد ضد فرنسا، على محاولاتها المستمرة للتقارب من السياسة الاميركية، أعلن الرئيس جورج بوش ان على الرئيس جاك شيراك ان لا يتوقع دعوة لزيارته في مزرعته في تكساس قريباً، ويعتبر بوش استضافة زواره في المزرعة تكريماً ومكافأة لهم. وسيزور رئيس الوزراء الاسترالي جون هاوارد، وهو حليف قوي لبوش أرسل جنوداً الى العراق، المزرعة الشهر المقبل. وبين حلفاء بوش الرئيسيين الآخرين زار رئيسا الوزراء البريطاني توني بلير والاسباني خوسيه ماريا اثنار المزرعة. وفي مقابلة مع شبكة تلفزيون "ان بي سي" سئل بوش هل سيدعو شيراك، فقال: "اشك انه سيأتي الى المزرعة في وقت قريب". واضاف ان هناك "بعض التوتر في العلاقات بين واشنطنوباريس لأنه بدا للبعض في ادارتنا وبلدنا ان الموقف الفرنسي كان مناهضاً لأميركا". لكنه اعرب عن أمله بأن "ينحسر التوتر وألا يستخدم الفرنسيون موقفهم داخل أوروبا لإنشاء تحالفات ضد الولاياتالمتحدة أو بريطانيا أو اسبانيا أو أي من الدول الجديدة التي تشكل الديموقراطيات الجديدة في أوروبا". وفي السياق ذاته، أعلن المستشار في وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون ريتشارد بيرل ان واشنطن ستستهدف دولاً اخرى غير العراق في حربها على الارهاب. وتساءل عن امكان بقاء فرنسا عضواً في الحلف الاطلسي الذي يجب ان يتغير، كما يجب اعادة النظر في ميثاق الأممالمتحدة ودور مجلس الأمن في النزاعات الدولية. وقال في حديث نشرته مجلة "ليزيكو" الاقتصادية الفرنسية ان "التدخلات العسكرية في افغانستانوالعراق جزء من جهود مكافحة الارهاب، ولن نتوقف عند هذا الحد. سنواصل الحرب على دول تستضيف ارهابيين وتطور اسلحة دمار شامل". وأضاف ان مجلس الأمن غير مناسب للتعامل مع مثل هذه المخاطر وطالب بإعادة تشكيله. وتساءل عن امكان بقاء فرنسا عضواً في حلف شمال الاطلسي من دون ان تكون مشاركة في هيكله العسكري. وقادت فرنسا الفريق المعارض للحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة على العراق ومنعت اصدار قرار جديد من مجلس الأمن يجيزها. وقال بيرل: "مجلس الأمن انشئ للتعامل مع مشامل تقليدية مثل غزو المانيا لبولندا أو فرنسا بفرق دبابات بانزر. هذا الجهاز غير قادر على التعامل مع المشاكل الصعبة في يومنا هذا مثل محاربة الارهاب أو منع انتشار اسلحة الدمار الشامل". وتابع انه حان وقت اعادة النظر في ميثاق الأممالمتحدة، مؤكداً ان المهمة ستكون "بالغة التعقيد". وأضاف ان "الوقت حان لنناقش دور فرنسا في الحلف الاطلسي"، واعتبر ان "تضع قدماً داخل المنظمة واخرى خارجها، كان ذلك مقبولاً خلال الحرب الباردة، لكن اعتقد بأن هذا الأمر لا يمكن ان يستمر". واكد ان بين الادارة الاميركية وفرنسا "خلافين كبيرين" يتعلق أولهما "بوجهة نظرنا بشأن الشرق الأوسط" والثاني "مرتبط بميل باريس الى بناء أوروبا فرنسية - المانية معارضة للولايات المتحدة". وعن الحرب على العراق اكد ان "الحكومة الفرنسية دعت العالم للمرة الأولى في التاريخ الى معارضة سياسة الولاياتالمتحدة وفعلت ذلك بنشاط كبير". وتابع ان "النزعة الانعزالية للولايات المتحدة ماتت"، موضحاً ان "اعتداءات الحادي عشر من ايلول سبتمبر، "اثبتت انه من الأفضل الدفاع عن الولاياتالمتحدة بدلاً من ان يكون ذلك على أرضنا". وكان ريتشارد بيرل، اكثر المتحمسين للحرب على العراق، رئيساً لمجلس سياسة الدفاع في وزارة الدفاع الاميركية، واستقال من منصبه لكنه بقي عضواً في المجلس بعد جدل حول تناقض مهماته مع مصالحه المالية.