أبدى المستشار في وزارة الدفاع الأميركية ريتشارد بيرل انزعاجه من سياسة الرئيس جاك شيراك، معتبراً أنه يسعى إلى بناء أوروبا في مواجهة الولاياتالمتحدة. وقال في حديث نشرته أمس صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية: "أشعر بمودة كبيرة لفرنسا والفرنسيين، لكن ما يزعجني هو سياسة الرئيس جاك شيراك". وميّز بين الموقفين الفرنسي والألماني المعارضين للحرب على العراق، بقوله إن الموقف الألماني ثمرة مشاكل انتخابية، وان المستشار غيرهارد شرودر سعى إلى تحسين موقعه الانتخابي لدى أوساط معينة من الناخبين المناهضين لفكرة الحرب. وأضاف ان هذا الموقف سمح لشرودر بتحقيق قفزة في استطلاعات الرأي، لكنه تمادى به فتحول إلى موقف سياسي، وعلى رغم ذلك، فإن المانيا تريد الابقاء على علاقات وثيقة مع الولاياتالمتحدة. وتابع ان دوافع الموقف الفرنسي مختلفة، إذ أن فرنسا "وجدت طريقة للتوافق مع العراق، نظراً إلى العلاقات التجارية بين البلدين، وتريد بناء أوروبا في مواجهة الولاياتالمتحدة". وقال إن التباين ممكن بين الحلفاء، لكن رغبة فرنسا "في تحديد مواقفها باعتبارها سلطة مضادة يكاد يكون بمثابة استراتيجية، وهذا مدمر وغير مجد". وزاد ان "بإمكان الاتحاد الأوروبي أن يحقق تجانسه من دون الحاجة إلى وضع نفسه في مواجهة أي كان"، وانه يود أن يسمع من شيراك "أنه لا يسعى إلى بناء اتحاد أوروبي معادٍ للولايات المتحدة"، لأنه إذا كان هذا هو الواقع "علينا التفكير بالسير على طرق منفصلة". وأكد أن فرنسا ستبقى حليفة للولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي، و"شهدنا في الأيام الأخيرة محاولات، ستبقى غير مثمرة، عندما سعت فرنسا إلى عرقلة مساعدة لتركيا". وحذر بيرل من أن هذا التصرف الفرنسي قد يحمل الحلف على تحديد استراتيجيته في إطار لجنة التخطيط الدفاعية، التي اختارت فرنسا عدم المشاركة فيها، بدلاً من تحديد هذه الاستراتيجية في إطار المجلس الأطلسي. وعبر عن اعتقاده بأنه من الضروري إعادة النظر بتنظيم الحلف لتحظى فرنسا بامتيازات الأعضاء في البنية العسكرية من دون أن تكون مشاركة فيها. وعن الدعوات الأميركية إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية، قال بيرل إنه لا يؤيد "حل هذه الخلافات عبر اجراءات بدائية"، ومن الأفضل مناقشة الأمور، وأنه لا يؤمن بالمقاطعة.