صعّدت واشنطن مجدداً مع باريس على رغم الجهود الفرنسية لاحتواء الخلاف بين ضفتي الاطلسي، على خلفية معارضة الرئيس جاك شيراك الحرب على العراق، وتصديه لمنح الحرب شرعية دولية. وفيما اعتبر نائب وزير الدفاع الاميركي بول ولفوفيتز ان على فرنسا "ان تدفع الثمن"، وجه ريتشارد بيرل عضو مجلس المستشارين في البنتاغون "قذائف" حملاته على معارضي الحرب، الى الاممالمتحدة، معتبراً انها "ستنهار" بانهيار نظام صدام حسين، من دون ان يستبعد "ألا تختفي تماماً". وفي حديث الى صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية نشر امس قال بيرل: "عهد الرعب في ظل حكم صدام حسين أوشك على نهايته، لكن حكومته البعثية لن تنهار وحدها. بل من سخرية القدر ان الاممالمتحدة ستنهار معه ومن الممكن الا تختفي تماماً". وانتقد بشدة البلدان التي اعربت عن معارضتها الحرب على العراق وقال: "اذا كانت اي سياسة صائبة عندما يصادق عليها مجلس الامن فكيف تصبح خاطئة بمجرد ان الصين الشيوعية وروسيا وفرنسا والعديد من الديكتاتوريات الثانوية ترفض المصادقة عليها؟". وتابع: "ان الدول الاكثر خطراً هي التي تملك اسلحة الدمار الشامل، الكيماوية والنووية والعراق بينها وهناك دول اخرى". واستدرك ان "عدم قدرة مجلس الامن على تطبيق القرارات التي يصادق عليها واضحة جداً، كما يدل على ذلك الوضع العراقي: المنظمة ببساطة ليست قادرة على اداء مهمتها". وكان ريتشارد بيرل وهو من اكثر المتحمسين للحرب على العراق قدم استقالته في 28 آذار مارس من رئاسة مجلس المستشارين في البنتاغون والذي يحدد سياسة الدفاع في الولاياتالمتحدة بسبب جدل حول تناقض مهماته مع مصالحه المالية. وتردد ان وزير الدفاع دونالد رامسفيلد طلب منه الاستقالة لاحتواء "فضيحة" صفقات. الى ذلك، اعتبر ولفوفيتز ان على فرنسا "ان تدفع ثمن" معارضتها الحرب، وخصوصاً لاستخدامها حق النقض في الحلف الاطلسي لتقديم مساعدة لتركيا. وقال امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الاميركي "تصرف الفرنسيين كان بشكل ما مشيناً جداً بالنسبة للحلف الاطلسي ويجب ان تتحمل فرنسا النتائج ليس فقط معنا ولكن مع الدول الاخرى التي تفكر مثلنا". وزاد ان "فرنسا تسببت في مشكلة خطرة في الحلف علينا ان ندرس كيفية معالجتها، ولكن لا نريد ان يكون الشعب العراقي ضحية هذا الخلاف". وقال الجنرال جيمس جونز رئيس القيادة العليا للقوات الحليفة في اوروبا امام اللجنة ان "التعاون العسكري" الفرنسي يتواصل كالمعتاد في اطار الحلف الاطلسي. واكد ان فرنسا والمانيا سمحتا بمرور طائرات "التحالف" في مجالهما الجوي لتنفيذ مهمات في العراق.