سيشهد الاجتماع نصف السنوي الدوري لمنظمة "اوبك" الذي سيُعقد في ايلول سبتمبر بدء المساومات على منصب الامين العام الجديد الذي قد يتسلم منصبه مطلع السنة المقبلة اذا لم يُمدد للامين العام الحالي الفنزويلي الجنسية. في وقت رشحت كل من السعودية وايران سليمان الحربش وهادي حسينيان على التوالي واكتفت فنزويلا بطلب التمديد للامين العام في حين تُفكر الجزائر بدخول السباق وترشيح وزير النفط شكيب خليل اذا تقرر اعتزاله السياسة في الجزائر. في الوقت نفسه قرر وزراء نفط المنظمة في اجتماع عقدوه امس في جناح رئيس المنظمة التأكيد على تثبيت سقف الانتاج البالغ 24.5 مليون برميل يومياً والتعهد بوقف تجاوزات الحصص. وسبق اللقاء غير الرسمي اجتماع للجنة المتابعة الوزارية المكلفة بالبحث في الانتاج لكن الوزراء الذين شاركوا في اجتماعها امتنعوا عن التعقيب على ما دار فيه. وسيطر على المجتمعين في فيينا هاجس "التعديل الاساسي لخريطة الانتاج" بعد رفع العقوبات الدولية عن العراق الذي سيصبح "من بين اكبر الدول المصدرة" الى الاسواق الدولية والى الولاياتالمتحدة حيث سيتنافس على سوق تستوعب نحو 10 ملايين برميل يومياً من الخام المستورد. ستحاول دول منظمة "اوبك" الحفاظ على متوسط سعري لنفطها في حدود 25 دولاراً للبرميل لكن اي دولة "لم تطلب بعد اعادة توزيع حصص الانتاج" تمهيداً لإشراك العراق في "آلية الحصص". ولم تتجاوب اسواق النفط مع الاجتماع الوزاري الاستثنائي في فيينا مقتنعة بأن "الاختبار الحقيقي" لقدرات المنظمة على التأثير في الاسعار سيتم بعد بدء ضخ الخام العراقي الى الاسواق الدولية وتشكيل حكومة عراقية جديدة قد تضع تصوراً لحجم الصادرات وخطة الانتاج للعقد الاول ب"مساعدة اميركية". ويعتقد وسطاء السوق ان بدء تصدير الخام العراقي الى الاسواق الدولية، وخصوصاً الى الولاياتالمتحدة، سيعني "تعديلاً اساسياً" في خريطة الدول التي تعتمد عليها الولاياتالمتحدة في تأمين حاجاتها النفطية. وقال المحلل في "سوسيتيه جنرال" فريديريك لاسير "ان جبلاً من النفط سيصل الى شواطئ الولاياتالمتحدة قريباً". واشار بول هورسنل من "جي بي مورغن" الى ان دول "اوبك" ستحاول الحصول على اكبر حصة من السوق قبل تدفق الانتاج العراقي وانها قد تضطر الى خفض تجاوزات الحصص الانتاجية بما يوازي الصادرات العراقية كي لا تتراجع الاسعار كثيراً عن السعر المستهدف عند 25 دولاراً للبرميل. وكان خام القياس الاوروبي "برنت" ارتفع في بورصة النفط الدولية في لندن امس الخميس قبيل اعلان مقررات اجتماع "اوبك". وعند الثانية بعد الظهر بتوقيت غرينيتش ارتفع "برنت" في عقود حزيران يونيو 42 سنتاً الى 24.50 دولار للبرميل. وصعد سعر الخام الاميركي الخفيف على شبكة اكسيس للمعاملات الالكترونية في بورصة نايمكس 20 سنتاً الى 26.85 دولار للبرميل. وقال متعاملون ان الارتفاع "يُعد تصحيحاً للسوق بعد هبوطها اكثر من دولار الاربعاء اثر بيانات اميركية اظهرت نمواً اكبر من المتوقع في مخزونات النفط الخام". واضافوا ان السوق اخذت في حساباتها الى حد كبير بالفعل قرار "اوبك" بتثبيت الانتاج عند 24.5 مليون برميل يومياً ومحاولة الحد من تجاوزات الانتاج التي دفعت بها الى الاسواق للحيلولة دون ارتفاع الاسعار خلال الحرب على العراق. وتضخ اوبك نحو 1.5 مليون برميل يومياً فوق سقف الانتاج الرسمي. وقال وزير النفط السعودي علي النعيمي قبل الاجتماع امس "ان وزراء اوبك سيقررون على الارجح خفض الانتاج الزائد عن سقف الانتاج وليس خفض حصص الانتاج الرسمية". وابلغ النعيمي رويترز قبل الاجتماع "ننتج اليوم اعلى من 24.5 مليون برميل يومياً وسنأخذ على الارجح اجراء جاداً للغاية لخفض هذا المستوى". وشدد رئيس "اوبك" عبد الله العطية على انه لم يتلق اي اقتراحات من اعضاء "اوبك" لخفض حصص الانتاج. من جهة ثانية ذكرت وكالة انباء "اوبكنا" نقلاً عن امانة المنظمة "ان سعر سلة اوبك انخفض الاربعاء الى 25.14 دولار للبرميل من 26.24 دولار الثلثاء". واعرب وزير الطاقة والمناجم الفنزويلي رافاييل راميرز عن امله بأن تتمكن "اوبك" من الحفاظ على الاسعار بعد تطبيق مقررات الاجتماع الطارئ. الامانة العامة وكان ناطق باسم منظمة "أوبك" اعلن ليل الاربعاء ان المملكة العربية السعودية وايرانوفنزويلا قدمت اسماء مرشحيها لشغل منصب الامين العام، أعلى المناصب الادارية في المنظمة بدءاً من كانون الثاني يناير عام 2004. وقال المتحدث "ان الامين العام الحالي ألفارو سيلفا، الفنزويلي الجنسية، طلب ايضاً البقاء في منصبه لاستكمال فترة ولاية كاملة من ثلاث سنوات". ورشحت السعودية سليمان الحربيش مندوبها الدائم لدى "أوبك" في حين اقترحت ايران هادي حسينيان مندوبها السابق في الاممالمتحدة. وقال مصدر في المنظمة "ان الجزائر قالت ايضاً انها قد تقدم مرشحاً قبل طرح الموضوع للمناقشة في ايلول سبتمبر المقبل". وتولى سيلفا المنصب لمدة 18 شهراً فقط لاستكمال فترة ولاية مواطنه علي رودريغيز الذي استدعي فجأة في نيسان ابريل عام 2002 لرئاسة شركة النفط الوطنية الفنزويلية.