طالبت المملكة العربية السعودية بفتح المجال أمام الشعب العراقي لادارة شؤونه، مؤكدة أنها تتابع بقلق متزايد ما يشهده عدد من المدن العراقية من انفلات أمني. جاء ذلك في المؤتمر الصحافي الاسبوعي لوزير الخارجية الأمير سعود الفيصل الذي أكد أن "استمرار الانفلات الأمني في المدن العراقية سيؤدي الى كارثة انسانية". وشدد "على ضرورة حماية المدنيين وتفادي الخسائر في الارواح". وقال ان "نقص المواد الأساسية هو السبب في أعمال السلب والنهب وهذا ما يستدعي الاسراع في تحرك دولي لاستعادة النظام في المدن العراقية وهو ما من شأنه مساعدة الشعب العراقي". وأكد الأمير سعود الفيصل انه "آن الأوان لانهاء هذه المحنة في أسرع وقت ممكن ليعود العراق زاهراً ومستقراً ومركزاً للاشعاع الحضاري والانساني وذلك بعد حروب عدة وحصار وعزلة دولية"، مشدداً على "ضرورة المحافظة على الإرث الحضاري والانساني في العراق وخصوصاً بغداد وذلك لما لها من مكانة في التاريخ العربي والاسلامي"، كما اعرب عن ثقته "بقدرة الشعب العراقي على تجاوز هذه المحنة والمحافظة على سيادته ووحدته الوطنية"، وقال ان "المملكة مستعدة للتعاون مع الحكومة التي يختارها الشعب العراقي". وطالب الشرعية الدولية بأن "لا تنسى في خضم تسارع الاحداث في العراق ما يحدث لأبناء الشعب الفلسطيني"، مشدداً "على ضرورة تفعيل العمل والبدء في تنفيذ خريطة الطريق، كما وعد الرئيس جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير في بلفاست اول من امس". وعن امكان تعامل الرياض مع حكومة عسكرية تنصبها الولاياتالمتحدة في بغداد، قال وزير الخارجية السعودي "ان الحكومة التي سنتعامل معها هي الحكومة التي يختارها الشعب العراقي"، مشيراً الى ان مثل هذا الامر "لا يعنينا وحدنا فحسب، بل يعني الشرعية الدولية"، لافتاً الى ان "المملكة لا تبحث عن لعب دور في مستقبل العراق". وقال انه "لا يمكن الحديث عن إعادة إعمار العراق قبل ان يستقر الوضع، وهذا ما يدفعنا لأن نلح على ان تكون الخطوة الاولى متمثلة في اتاحة الفرصة لابناء الشعب العراقي لاختيار الحكومة التي يرتضونها وذلك ليبدأ العمل في اعادة الاعمار"، وشدد على ان "لدى العراق شعباً يستطيع ان يقرر مستقبل بلاده، وعلينا ان لانتخذ القرارات نيابة عنهم". الى ذلك، قلل وزير الخارجية السعودي من التهديدات التي وجهها الاميركيون الى سورية ووصفها بأنها "محدودة" وقال: "نحن الآن في حرب دامية دعنا ننتهي من هذه الحرب قبل ان نفكر في حرب اخرى".