افتتح في الرياض أمس المؤتمر الوزاري الاقليمي للدول المجاورة للعراق، والذي شاركت فيه مصر والبحرين، للبحث في أوضاع العراق بعد اطاحة نظام صدام حسين. وفيما شدد المجتمعون على رفض التهديدات الاميركية لسورية، افاد ديبلوماسيون عرب عن تباينات "طفيفة" في وجهات النظر قد تمدد المؤتمر الى اليوم. واكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل امس ان الدول المجاورة للعراق تأمل بأن تحميه ومنطقة الشرق الأوسط من تداعيات الحرب. واضاف في كلمة خلال افتتاح المؤتمر ان "أهم المبادئ هو تأكيد ان العراق ملك لشعبه وحده، واهمية العراق واستقلاله". وتطرق الى الاتهامات الاميركية لسورية وقال: "عانت منطقتنا كثيراً من الحروب والاضطرابات خلال عقود، لذلك نرفض كلياً أي اتهامات وتهديدات ضد سورية، لأنها ستقود الى حلقة مفرغة من الحرب والاضطرابات". ودعا نظراءه الى مطالبة "القوات المحتلة" الاميركية والبريطانية بالتزام نصوص معاهدة جنيف، وضمان الاستقرار في العراق وانتقال السلطة فيه سلماً الى حكومة "تحقق رغبات الشعب العراقي". ونقلت وكالة "فرانس برس" عن وزير الخارجية الايراني كمال خرازي قوله في الرياض، ان طهران لا تخشى هجوماً عسكرياً اميركياً على رغم الحرب على العراق والتهديدات الاميركية لسورية. وقال لدى وصوله الى العاصمة السعودية للمشاركة في المؤتمر الاقليمي: "ليس لدينا مثل هذا القلق، لأن الوضع في العراق كان مختلفاً تماماً". وزاد: "تعهدنا احترام القانون الدولي، وبالطبع سيكون ذلك اساس أي تفاوض". ورداً على سؤال عن التهديدات الاميركية لدمشق، قال خرازي: "لا يمكن تسوية الخلافات إلا بالمحادثات والتعاون". وصرح وزير الخارجية الأردني مروان المعشر الى الصحافيين بأن "اجتماع الدول المجاورة للعراق قد يفضي الى تحرك ناشط من اجل انسحاب قوات الاحتلال من العراق وتشكيل حكومة عراقية". وزاد ان "هذه الحكومة التي يجب ان يختارها الشعب العراقي، ستحافظ على وحدة أراضي العراق وأمنه". وقال وزير الخارجية البحريني محمد بن مبارك آل خليفة: "هدفنا هو ضمان استقرار العراق ليعود الى الأسرة العربية". أما وزير الخارجية المصري أحمد ماهر فأعلن لدى وصوله الى الرياض ان القاهرة ترفض تعيين حاكم عسكري اميركي في العراق، مؤكداً ان أي حكومة في بغداد "لن يكون معترفاً بها إذا لم تعكس رغبة الشعب العراقي". ونسبت "فرانس برس" الى ديبلوماسيين عرب ان هناك "خلافات طفيفة" حول وضع الأكراد العراقيين الذين ترفض تركيا منحهم أي شكل من الحكم الذاتي. كما أشاروا الى تحفظات عن شخصيات مرشحة لتولي مناصب في الحكومة العراقية.