أعرب وزير الخارجية التركي عبدالله غل عن تفاؤله بأن المشكلة القبرصية ستحل خلال عام أي بحلول موعد انضمام الجزيرة الى الاتحاد الاوروبي. وقال غل في مقابلة مع صحيفة "راديكال" الليبرالية نشرت أمس: "اعتقد ان النزاع في الجزيرة سيحل في غضون عام". وأضاف غل: "الكل يدعم المفاوضات ... ان هذه المهمة لا تنتهي هنا. لندع الغبار ينجلي اولاً". وكان بذلك يشير الى توقيع معاهدة الانضمام الاربعاء الماضي بين الاتحاد الاوروبي والحكومة اليونانية القبرصية في جنوب الجزيرة والتي تستثني "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى تركيا من الانضمام للاتحاد الاوروبي. ويؤكد الاتحاد انه لن يسمح سوى للجانب القبرصي اليوناني فقط بالانضمام اذا لم يتم توحيد الجزيرة بحلول موعد الحصول رسمياً على العضوية في ايار مايو 2004. الا ان هذه المسألة تهدد بإشعال التوتر مع تركيا التي تسيطر قواتها على الجزء الشمالي من الجزيرة منذ عام 1974، وتحبط طموح انقرة بالانضمام الى الاتحاد الاوروبي. واعتبر غل ان ابرام المعاهدة بين الاتحاد الاوروبي والقبارصة اليونانيين خلق صعوبات لطرفي النزاع. وأوضح: "ارتكب الاتحاد الاوروبي خطأ باستيراد المشكلة القبرصية. ان التوتر يسود الجانب التركي بسبب عدم التمكن من التوصل الى تسوية". وكانت مبادرة طرحتها الاممالمتحدة لإنهاء تقسيم جزيرة قبرص الشهر الماضي فشلت عندما قدم زعماء الجانبين اعتراضات على خطة التوحيد التي اقترحها الامين العام للامم المتحدة كوفي انان. الا ان انان حمّل زعيم القبارصة الاتراك القومي المتشدد رؤوف دنكطاش المسؤولية عن فشل المبادرة. وحضت الاممالمتحدة اطراف النزاع على مواصلة المحادثات للتوصل الى حل قبل انضمام الجزيرة الى الاتحاد الاوروبي. من جهة أخرى، حض رئيس الوزراء اليوناني كوستاس سيميتس زعيم القبارصة الاتراك وانقرة على تغيير موقفهما ازاء المسألة القبرصية تمهيدا لتوحيد الجزيرة والاستفادة من عضويتها في الاتحاد الاوروبي. وقال سيميتس في مؤتمر صحافي ان "الوضع يشهد ركودا اليوم بسبب القبارصة الاتراك والجانب التركي، واذا ما استمر موقفهما المعرقل فان المشكلة ستستمر ولن يحصل التوحيد". ولمح الى انه لا توجد مبادرة جديدة من الاممالمتحدة او الاتحاد الاوروبي الا اذا حدث تغيير كبير في سياسة الجانب التركي. وقال "اعتقد ان القبارصة اليونانيين والقبارصة الاتراك يجب ان يبادروا بمناقشة حل، الا ان ذلك سيكون غير مثمر الا اذا وافق دنكطاش على العناصر الرئيسية في خطة انان". وحض انقرة على "مراجعة" سياستها حيال قبرص وقال ان عليها ان تدرك ان مصلحتها تكمن في ان تكون حاميا للسلام، معتبراً ان ذلك "سيساعد على تطبيع علاقات تركيا مع اليونان والاتحاد الاوروبي".