تعود الحياة شيئاً فشيئاً الى مجراها الطبيعي، في أم قصر المدينةالعراقية الأولى والوحيدة التي وقعت تحت سيطرة "قوات التحالف"، إذ استؤنف النشاط في المرفأ وبدئ توزيع مياه الشرب واصلاح شبكة الكهرباء. وتمهد القوات البريطانية في المدنية لتشكيل إدارة مدنية فيها. وكلفت اجهزة الحماية المدنية في الجيش البريطاني إعادة الهدوء الى المدينة التي تضم مرفأ استراتيجياً هو المنفذ البحري الوحيد للعراق على الخليج. وقال المسؤول عن اجهزة الحماية المدنية في هذا الجيش الكومندان بول ستانلي ان "شركة اميركية ستتولى ادارة مرفأ ام قصر يسيطر عليه حالياً مشاة البحرية الاميركية الذي سيفتح مجدداً في 22 او 23 من الشهر الجاري". وأضاف: "يسألوننا لماذا لا تزال المدارس والمتاجر مغلقة. والسبب هو ان المدينة لا تعتبر حتى الآن مكانا آمناً بالنسبة الى سكانها الذين يريدون قبل اي شيء التحقق من اطاحة نظام الرئيس صدام حسين نهائياً". لكن شهادات أخرى أفادت ان وصول جنود "التحالف" هو سبب ارتياب العراقيين. وفي سعيها الى إحلال الاستقرار في جنوبالعراق، تعتزم اجهزة الحماية المدنية في الجيش البريطاني التعاون مع السلطات المحلية. وقال ستانلي ان "هدفنا على المدى الطويل هو تشكيل ادارة مدنية". والعقبة الرئيسية في وجه تحقيق هذا الهدف هي وجود مؤيدين للنظام العراقي. لكن هذا لا يقلق العسكري البريطاني الذي يقول ان "بعض قادة حزب البعث الحاكم في بغداد غادروا، وبعض آخر لا يزال هنا".