قتل جنديان اميركيان واصيب ثالث أمس في الفلوجة في حين قررت منظمة الصليب الاحمر اغلاق مكاتبها في بغداد والبصرة بسبب انعدام الامن. واعلنت القوات الاميركية انها اعتقلت 12 شخصاً يشتبه في اشتراكهم بهجوم على فندق الرشيد في بغداد قبل اسبوعين. كما اعتقلت مرافقاً شخصياً للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين في مدينة تكريت. وأكد ضابط اميركي ان المروحية العسكرية التي تحطمت الجمعة في تكريت أسقطت بنيران أرضية. ودمرت القوات الاميركية اربع مزارع مهجورة في تكريت فيما وصفته بأنه "استعراض للقوة". وأعلن محافظ النجف عودته عن الاستقالة فيما أوقف الاضراب في المدينة احتجاجاً على تردي الوضع الأمني، وأعلن التحالف ان عناصر الدفاع المدني ستتولى حماية قضاة النجف. أعلنت ناطقة عسكرية أميركية ان جنديين اميركيين قتلا واصيب آخر بجروح حين انفجرت عبوة ناسفة كانت مزروعة على جانب الطريق بآليتهم العسكرية في بلدة الفلوجة. وقال الكولونيل بيل برادلي: "سيكون هناك المزيد من الخسائر" غير ان "ذلك لن يؤثر على تصميمنا. لقد تعهدنا بكسب الحرب على الارهاب". وبذلك يرتفع الى 148 عدد العسكريين الاميركيين الذين قتلوا في العمليات في العراق منذ ان اعلنت الولاياتالمتحدة انتهاء الاعمال القتالية الرئيسية في البلاد في الاول من ايار مايو الماضي. وأعلن قائد الفرقة المدرعة الاولى في الجيش الاميركي البريغادير جنرال مارتن ديمسي ان القوات الاميركية في العراق اعتقلت في غارات شنتها ليل الجمعة - السبت 12 شخصاً يشتبه في اشتراكهم بهجوم على فندق الرشيد في بغداد كان يقيم فيه نائب وزير الدفاع الاميركي بول ولفوفيتز. وأكد ان المشتبه بهم على صلة فيما يبدو بالنظام السابق للرئيس المخلوع صدام حسين. يذكر ان فندق الرشيد الذي يقع داخل مجمع ادارة التحالف بما يسمى "الحزام الأخضر، تعرض في 26 تشرين الاول اكتوبر الماضي الى قصف صاروخي اسفر عن مقتل ضابط اميركي وجرح 15 شخصاً. وقال ديمسي: "بناء على معلومات استخباراتية من مصادر متعددة شن اللواء الثاني التابع للفرقة الاولى المدرعة غارة خلال الليل في غرب بغداد واعتقل 12 من 18 مستهدفاً يعتقد انهم مسؤولون عن الهجوم". وقال ضباط ان العملية شملت غارات على مواقع مختلفة، وأعربوا عن اعتقادهم بأنهم فككوا خلية تضم شخصيات من النظام السابق منهم ممول ومورد وناشطون. وقال مصدر في الجيش الاميركي ان الجنود عثروا على عشرة آلاف دولار نقداً في منزل زعيم المشتبه بهم. وقال ايضاً انه لا دليل بعد على اشتراك اجانب في الخلية. وأعلنت الناطقة العسكرية في الفرقة الرابعة للمشاة الكومندان جوسلين ان القوات الاميركية اعتقلت مرافقاً شخصياً للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين في مدينة تكريت مساء الخميس، كان يشارك في "نشاطات مناهضة لقوات التحالف"، من دون ان تكشف هويته. تدمير مزارع وفي تكريت دمرت القوات الاميركية ثلاثاً إلى اربع مزارع مهجورة مستخدمة المدفعية وقنابل أطلقها سلاح الجو الاميركي. وقال الناطق باسم فرقة المشاة الرابعة الكومندان غوردن كايت: "القينا قنبلتين زنة 250 كلغ. ثم دمرنا بشكل كامل ثلاثاً الى اربع مزارع مهجورة يمكن استخدامها لنصب كمائن" في المنطقة التي شهدت تحطم مروحية اميركية الجمعة ما اوقع ستة قتلى من ركابها. ووصف الضابط هذه العملية بأنها "استعراض للقوة" جاء بعد بضع ساعات من تحطم مروحية "بلاكهوك" اثر اطلاق نار عليها بحسب سكان وجنود اميركيين في حين لا يزال الجيش الاميركي يرفض التعليق قبل نهاية التحقيق. وبحسب كايت فان القصف بدأ غروب يوم الجمعة وتواصل حتى فجر السبت. وأضاف انه "بعد سماع اطلاق نار ليل الجمعة - السبت اطلقت القوات الاميركية النار على الضفة الشرقية من نهر دجلة" قرب موقع تحطم المروحية الاميركية التي هوت على قطعة من اليابسة وسط النهر. واعترف اللفتنانت كولونيل ستيف راسل من فرقة المشاة الرابعة أمس ان مروحية "بلاكهوك" التي تحطمت الجمعة "اسقطت بنيران ارضية". اغلاق مكاتب الصليب الأحمر الى ذلك، اعلن ناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر أمس ان اللجنة قررت اغلاق مكاتبها موقتاً في بغداد والبصرة في اعقاب الهجوم على مقرها في العاصمة العراقية الشهر الماضي. وقال الناطق فلوريان فيستفال: "قررنا اغلاق مكاتبنا موقتا في بغداد والبصرة ولكننا سنبقى في شمال العراق. ونشاطنا سيركز مستقبلاً على زيارة السجناء واعادة الاتصالات الاسرية وتوفير المساعدات العاجلة في تلك المناطق من المياه والادوية". وأضاف: "ما زلنا نبحث ما الذي سنفعله مع موظفينا الاجانب. الموقف بالغ الخطورة ومتوتر" يذكر ان تفجير سيارة ملغومة في مقر الصليب الاحمر في بغداد الشهر الماضي أدى الى مقتل 12 شخصاً وسبب صدمة لمنظمات الاغاثة الاجنبية. وهذا الهجوم هو الاول الذي يتعرض له الصليب الاحمر في تاريخه الطويل الذي يمتد 140 عاما ما دفعه الى اتخاذ قرار بتخفيض عدد العاملين الدوليين. والصليب الاحمر موجود في العراق بصفة مستمرة منذ عام 1980 طوال ثلاث حروب. في غضون ذلك، عاد محافظ النجف حيدر مهدي مطر الميالي عن استقالته بعدما حصل على صلاحيات اضافية. وقال المحافظ الذي اعلن الخميس استقالته لعدم تمتعه بصلاحيات كافية، للصحافيين "لقد قررت العودة الى منصبي". ورداً على سؤال عما اذا حصل على صلاحيات اوسع، قال: "نعم. لقد استجاب التحالف لمطالبي". واتخذ المحافظ قراره بعدما استقبل في منزله وفداً من 90 شخصاً يمثلون المجتمع المدني والعشائر. وسلمه هؤلاء رسالة تطالبه بالعودة عن قراره بالاستقالة، وتطالب قوات التحالف بمنحه "صلاحيات في مجالي الامن والادارة وبدعم المحاكم الخاصة بمحاكمة جرائم صدام وارسال مبعوث الى النجف لمعرفة حاجات الاهالي". من جهة اخرى انتهى أمس الاضراب الذي اعلنه المحافظ الاربعاء اثر اغتيال قاض في المدينة وللاحتجاج على الوضع الامني المتدهور فيها وللمطالبة بنقل مسؤولية اجهزة الأمن للعراقيين. وعين الميالي نهاية حزيران يونيو من جانب التحالف اثر اعتقال المحافظ السابق عبد المنعم عبود المعين ايضا من قبل القوات الاميركية. وحكم على عبدالمنعم الاسبوع الماضي بالسجن 14 سنة بتهم الفساد واتلاف وثائق رسمية واجراء اعتقالات غير قانونية. وأعلن الناطق العسكري الاسباني لوي استيفاس ان عناصر الدفاع المدني سيتولون حماية قضاة النجف المكلفين التحقيق مع اعوان الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وأوضح ان "التحالف بصدد تشكيل وحدات من الدفاع المدني سيكلفون بمهمات امنية"، واضاف ان الكتيبة الاسبانية - الاميركية ستكلف "بانشاء وحدة عسكرية في النجف واثنتين في الديوانية" حيث يوجد مقرها العام. وستكون لوحدة النجف "وظيفة امن شامل" ضمنها "حماية القضاة". وكان رئيس محكمة مدينة النجف ورئيس لجان التحقيق الخاصة المكلفة محاكمة البعثيين موحان جبر الشويلي اغتيل الاثنين برصاصتين في الرأس بعدما اختطفه مجهولون. ووحدات الدفاع المدني هي واحدة من فروع الامن العراقي الخمسة التي قررت قوات التحالف انشاءها للحفاظ على الامن في العراق وهي تضم ايضا الشرطة والجيش وحرس الحدود وقوات حماية المنشآت. وأفاد شهود ان مدنيين يعملان على ما يبدو مع قوات التحالف اصيبا بجروح أمس في كمين نصب على الطريق قرب مدينة الموصل شمال العراق. واضاف شاهدان ان قذيفة "ار بي جي" او نيران اسلحة خفيفة اصابت عربتين من طراز "لاند كروزر"، وان سيارة اسعاف عسكرية نقلت الجريحين اللذين كانا يرتديان ملابس مدنية وخوذات وسترات واقية من الرصاص. 260 مقبرة جماعية وأعلنت ساندرا هودغكينسون، مديرة مكتب القضاء الانتقالي لحقوق الانسان التابع لقوات التحالف انه تم احصاء "263 مقبرة جماعية بينها 40 تم التأكد منها". واضافت ان عدد العراقيين المفقودين ضمن حملة الاعدامات التي ارتكبها نظام صدام حسين منذ توليه السلطة في سنة 1979 حتى سقوطه في التاسع من نيسان ابريل بلغ ما بين 300 ألف الى مليون و300 ألف شخص بحسب تقديرات عدة. وقالت ساندرا، التي كانت تتحدث الى مؤتمر بعنوان "تحقيق عن المقابر الجماعية" عقد في قصر المؤتمرات تحت اشراف التحالف، ان فريق الخبراء الاجانب في الطب الشرعي سيبدأ في كانون الثاني يناير مهمته في شأن مقابر العراق. وقالت ان عملية النبش والتعرف واعادة دفن رفات الضحايا يستدعي سنوات عدة ويتطلب ملايين الدولارات. وأشارت الى ان مؤتمر المانحين في شأن اعادة اعمار العراق، الذي عقد نهاية الشهر الماضي في مدريد، قرر تقديم مساعدة بقيمة 100 مليون دولار في شكل اموال سائلة وتجهيزات مخصصة لمسألة المقابر الجماعية.