أعلن الجنرال فنسنت بروكس الناطق باسم القيادة العسكرية الاميركية الوسطى في الدوحة أمس ان قوات التحالف الاميركي البريطاني تحاول التفاوض على وقف إطلاق النار مع مقاتلين من منظمة "مجاهدين خلق" الايرانية المعارضة والذين يتخذون من العراق مقرا لهم، من أجل استسلامهم. وقال بروكس: "نعلم أن هناك وجوداً لمجاهدين خلق داخل العراق ونحن نستهدفهم في الحقيقة منذ فترة". ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين في الحكومة الاميركية، لم تذكر اسماءهم، ان القوات الاميركية هاجمت قواعد في العراق للمنظمة الايرانية المعارضة، على رغم أن النظام الإيراني يستفيد من هذه الخطوة. ونسبت الصحيفة الى رئيس هيئة أركان القوات الأميركية المشتركة الجنرال ريتشارد مايرز "إننا لا نعلم بعد كيف ستؤثر هذه الخطوة على العلاقات الأميركية - الإيرانية، وعلينا أن ننتظر بعض الوقت لمعرفة ذلك". وقال مسؤولون أميركيون ان "مجاهدين خلق" ساندت النظام المخلوع في العراق، مما يجعلها هدفا عسكريا مشروعا. كما أن الحكومة الأميركية صنفت المنظمة منذ العام 1997 بأنها إرهابية وتنبغي محاربتها. وقدرت الحكومة الاميركية في الآونة الاخيرة ان "مجاهدين خلق" لديها "بضعة آلاف مقاتل" معظمهم في العراق. وقالت "نيويورك تايمز" ان الهجمات الأميركية على "مجاهدين خلق" قد تثير غضب حوالى 150 عضوا في الكونغرس من الحزبين الديموقراطي والجمهوري والذين يعتبرون المنظمة وسيلة ضغط فعالة جداً ضد النظام الإيراني، وكان أعضاء في الكونغرس طلبوا من الإدارة الأميركية في تشرين الثاني نوفمبر الماضي شطب إسمها من قائمة الحركات الإرهابية الملاحقة. ونقلت الصحيفة عن يلئيم بوبليت مدير إحدى اللجان الفرعية للجنة الشؤون الدولية في الكونغرس أن "مجاهدين خلق" "أصدقاؤنا ينادون بالديموقراطية ويعادون الأصولية والإرهاب ويساعدون الولاياتالمتحدة بتزويدها المعلومات عن نشاطات النظام الإيراني. وكونهم الهدف الأساسي للنظام الإيراني دليل على مدى تأثيرهم". ولمّحت الصحيفة إلى أن ضرب "مجاهدين خلق" قد يكون صورة من صور التعبير الأميركي عن الامتنان للنظام الإيراني في مقابل سكوته وحياده في الحرب على العراق. ويعتقد مسؤولون أميركيون بأن ممثلين عن إدارة الرئيس جورج بوش التقوا سرا في الأشهر الأخيرة مسؤولين إيرانيين وحضوهم على عدم التدخل والبقاء على الحياد. وقال محمد محدثين المسؤول الرفيع في تحالف ايراني للمعارضة يشمل "مجاهدين خلق" ان غارات جوية اميركية متكررة وقعت على قواعد الجماعة تلتها غارات عبر الحدود على مقاتليها في داخل العراق من جانب القوات الايرانية. وأضاف ان "السلطات الاميركية المختصة كانت اكدت للمنظمة ان معسكراتها شمال بغداد لن تستهدف في العمليات العسكرية التي تقودها الولاياتالمتحدة". وقالت الصحيفة ان الولاياتالمتحدة قصفت المقر العسكري للجماعة في معسكر الاشرف على بعد 90 كيلومترا شمال بغداد وكذلك احدى قاعدتيها في العراق. وقالت المعارضة الإيرانية في المنفى انها ستنظم مسيرات في واشنطن وكل انحاء اوروبا غداً احتجاجاً على الهجمات التي شنتها ايران على قواعدها في العراق والتي قالت انها اسفرت عن مقتل 28 من اعضائها. وينوي "المجلس الوطني للمقاومة" الايراني، وهو الجناح السياسي ل"مجاهدين خلق" القيام بمسيرات في لندنوواشنطن وباريس وكولونيا وبروكسيل واستوكهولم وكوبنهاغن واوسلو. وقال فيروز ماهوي عضو "مجاهدين خلق" في استوكهولم: "نريد تحركا اوروبيا لمنع استغلال الحرب في العراق من قبل النظام في ايران". واضاف ان رجال الدين الذين يهيمنون على الحكم في طهران يستغلون الحرب على العراق "لاجتثاث جماعة مجاهدين خلق" واقامة علاقات مع الشيعة في العراق.