"ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً، بل أحياء عند ربهم يرزقون"، كما كان طارق أيوب يقرأ. وهذه ضريبة كل راجل أو راكب شهر سيفه في قفا الخطأ المستتر، إما ليكشفه أو ليجهز عليه. وهذا أنت، يا طارق! والله "إن القلب ليجزع، وإن العين لتدمع، وإنا على فراقك لمحزونون". لم يكن هذا اختيارنا، ولكن الله اختارك يا طارق، واستعجل لقاءك مثلما كنت أنت تستعجل لقاءه. أعلم أنك غادرت الأردن، وأنت تتمنى الشهادة. واليوم طافت بي الذاكرة سريعاً. فمنذ أن عرفتك، قبل عشر سنوات، عندما كنت طالباً في الجامعة الأردنية، وكنت "بروديوسر" في "الجزيرة" تغطي تظاهرات الجامعة، أججت في داخلي حب الصحافة، وأخذت على عاتقك تدريبي. ولم تتردد يوماً في مساعدتي حتى انتقلت للعمل في قطر. وقبل أن أراك، كنت أحسب أن الله ينزع ما في قلوب المؤمنين من غل على إخوانهم في الجنة فقط. ولكن الله نزعه من قلبك في الدنيا، والآن في الجنة - إن شاء الله - مع النبيين والصديقين والشهداء. كنت ناصع القلب، طاهر النفس، دمث الخلق، تنشر الحب والنور أينما حللت. كنت الجندي المجهول ل"الجزيرة" في عمان. وحققت أكثر من سبق من دون أن يعرف أحد. كنت من أصحاب الفضل على جميع الوكالات والصحف والمراسلين، بلا استثناء. كلهم يعلم ذلك. ماذا حسبي أن أقول فيك؟ حسبي منك أن تكون في قلبي، كما أحب لك، وأن أكون في خاطرك كما تحب لي أن أكون. منتصر مرعي `[email protected]