الحمد لله رب العالمين و «إنا لله وإنا إليه راجعون» وسبحان الله مقدر الأقدار محدد الآجال والأعمار . مضى عام على فراق ابني الغالي عبد الله أجمل الأسماء (وأحبها الى الله) والصفات من دين ونبل وأخلاق وزهد وتواضع وبر بالوالدين وصلة بأهله وأصدقائه وزهده. كانت قد اجتمعت فيه جميعها بمزيج جميل جدا. عاش بيننا وأسعدنا سبعة عشر عاما وستة أشهر ، ورغم صغر سنه كان واضحا عليه كل قسمات الرجولة الحقة والحكمة، وقدر الله وأخذ أمانته في مثل هذا اليوم، حيث كان سببها خطأ سائقه الخاص، وسبحان الله مقدر الأسباب. فلم يمنع القضاء والقدر جميع احتياطات السلامة التي قد يؤمنها اي والد لابنه، ومع ذلك يفقد فلذة كبده، ونحتسبه عند الله في جنات الفردوس الأعلى بإذن الله تعالى، حيث الحياة الأبدية. والله نسأل ان يكون ممن قال فيهم في محكم آياته : (ان المتقين في جنات وعيون * ادخلوها بسلام آمنين * ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين * لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين) صدق الله العظيم. مر عام وبحمد الله كنت أسمع فيه ما يثلج الصدر من الصديق والزميل والمعلم والجار عن حسن معاملته وطيب أخلاقه رغم يقيني بذلك. لله ما أعطى ولله ما أخذ ولله ما أبقى. ما دريت انك يا عبد الله بتروح. فكرت ان العمر بحول الله في أمان. ما حسبنا نقضي عمرنا ناقصا دون فرحة العمر اللي نظرناها زمان. يا حبيب الروح يا ذيك العيون. يا طبيب القلب وجراح الهموم وين ضحكتك وتعليقك والبطولات بتكون وين كلمتك عادي شباب
وعندما أصيب مطرف بن عبد الله في ابن له قال: صبرت فكان الصبر خير مغبة وهل جزع يجدي علي فأجزع ملكت دموع العين حتى رددتها الى ناظري فالعين في القلب تدمع فسبحان الله عندما ذكر في محكم آياته في سورة البقرة عن شدة الابتلاء والامتحان في فراق فلذات الاكباد، وعظيم أجر الصبر للوالدين على هذا البلاء العظيم. أسأل الله ان يشفع فيه نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) وان يجعل قبره روضة من رياض الجنة ويفسح له فيه وان يملأه نورا وسعادة ورضا من فاطر السموات والارض وان ينقله الى جنات الخلود ويجمعنا معه في الفردوس الأعلى اللهم آمين.